الأربعاء 24-04-2024 12:06:36 م : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رئيس الدائرة السياسية لإصلاح تعز في حوار مع «الإصلاح نت»: ليس بمقدور اي حزب أن يسيطر على تعز ونحن ممتنون للتحالف على دعمه

الثلاثاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

رافق الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على تعز، منذ قرابة أربع سنوات، الكثير من التعقيدات الأمنية والسياسية والاجتماعية.

ورغم أن حزب الإصلاح في تعز، كما في الكثير من المحافظات، مثّل العمود الفقري وحاجز الصدّ ورأس الحربة في التصدي للجائحة الحوثية ومقاومتها بشتى المجالات، انتصارًا للشرعية، إلا أنه يتعرض لحملات تشويه شعواء وشيطنة واستهداف ممنهج واغتيالات. هذه الإشكاليات إضافة إلى التعقيدات التي تعانيها تعز كانت محور حديثنا مع الأستاذ أحمد المقرمي، رئيس الدائرة السياسية لإصلاح تعز.

المقرمي أكدّ أن "أعداء الثورة والجيش الوطني والمقاومة من الحوثيين ومن في حكمهم، لا شكّ أنهم موتورون ومنتقمون، ويتحينون الفرص للانتقام".

وقال المقرمي إن تعز تعيش ظرفًا استثنائيًا وتتطلب من الجميع نشاطًا استثنائيًا، سواء من السلطة المحلية، وعلى رأسها المحافظ، أو القوى السياسية.

وفي معرض ردّه على الاتهامات الموجهة للإصلاح، تساءل المقرمي"كيف تستقيم تهمة أن الإصلاح يريد أن يجعل محافظة تعز مغلقة له، وتهمة أنه يريد نقل الصراع إلى الحجرية؟"
وأضاف أن "هذه الأكذوبة مثل قول بعضهم إن الإصلاح هو سبب الحرب في تعز".

حاوره: عامر دعكم

 

 نص الحوار:

- كيف تقرأ وضع مدينة تعز بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب والحصار؟

- لقراءة وضعها اليوم علينا أن نعرف أنها قبل ثلاث سنوات كانت محصورة بشارع جمال وبعض الحارات من حوله، وما عدا ذلك فتحْت سيطرة عصابات الحوثي والانقلاب، واليوم بحمد الله ثم بصمود الجيش الوطني والمقاومة والحاضنة الشعبية، مدينة تعز محررة، حيث تم دحر عصابات التمرد والانقلاب إلى أطراف المدينة وخارجها، ووضع المدينة يتعافى ومؤسسات الدولة تستعيد نشاطها شيئًا فشيئا تعليميا وأمنيا وقضائيا وغير ذلك.

- ما حجم المعاناة التي صاحبت الحصار المفروض من قبل المتمردين الحوثيين؟

- معاناة الحصار كانت كبيرة جدًا جدًا، حيث وصلت همجية عصابات الحوثي والانقلاب إلى حد منع دخول الماء والدواء ناهيك عن سائر المواد الغذائية والتموينية الأخرى، وحتى الجانب الإغاثي كانت تستولي عليه عصابات الحوثي وتبيعه لصالح ما تسمّيه المجهود الحربي، وإذا سمحت بدخول شيء في النادر فلغرض إعلامي وبكمية قليلة جدا. كان الحصار مطبقا على تعز من جهاتها الأربع، ولم يبق غير طريق للمشاة والدواب عبر جبل صبر.

واستطاع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية كسر الحصار من داخل المدينة للمدخل الذي يربطها بالعاصمة المؤقتة عدن، وهذا بحسب علمي العمل العسكري الوحيد في العالم أن مدينة تكسر الحصار عن نفسها من الداخل.

- لماذا برأيك حرص تحالف انقلاب الحوثي وعلي صالح على استمرار الحصار على مدينة تعز وسكانها؟

- تعز تمثل لهم جبهة استماتة، أما وقد انكسروا داخل المدينة، فعلى الأقل حصارها رغم ضحاياهم الذين يتكبدونهم، وذلك أملًا ببقاء ورقةٍ ما في يدهم تحسن وضعهم عسكريا أو تفاوضيا، وهو أمر كان يفترض أن تفوّته الشرعية والتحالف العربي عليهم.

- لماذا لم تنجح حتى الآن المقاومة والجيش الوطني في فك الحصار وتحرير المدينة؟

- الجيش الوطني والمقاومة الشعبية نجحا في تحرير المدينة، وفك جزئي للحصار، وأمّا فك الحصار نهائيا فيتطلب دعما عسكريا نوعيا، فتوسع الجبهات يتطلب آليات ومعدات ثقيلة يستطيع أن يتقدم من خلالها الجيش ويحافظ على المكاسب التي يحققها على الأرض، ويواصل تقدمه. وهذا النوع من الدعم ينتظره الجيش الوطني منذ أكثر من سنتين بحسب علمي.

- وهل تعتقد أن ثمة وضعا خاصا يُراد لمدينة تعز؟

- على الحكومة الشرعية أن تولي عملية استكمال تحرير تعز عناية خاصة لأن انتصار تعز انتصار لليمن كما هو انتصار للتحالف العربي وهزيمة سيكون لها أثرها الواسع ضد عصابات الحوثي والانقلاب، وهو بالتالي هزيمة لكل مظاهر الفوضى والعنف التي ستفقد مع الاستقرار البيئة التي تنتشر فيها تلك المظاهر.

- ما تقييمكم للوضع الآمني داخل مدينة تعز المحاصرة وبماذا تفسرون تزايد الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لشخصيات عسكرية وغير عسكرية؟

- ظروف الحرب ظروف استثنائية، ولكن هذا لا يعفي الأجهزة الأمنية وكذلك السلطة المحلية والحكومة من بذل الجهود اللازمة وتوفير الإمكانات التي تمكن الاجهزة الأمنية من أداء رسالتها بصورة أفضل، وبالتالي فالوضع الأمني يحتاج مزيدا من الاهتمام ومن الجميع. أما بالنسبة للاغتيالات والمحاولات فيها فأعداء الثورة والجيش الوطني والمقاومة من الحوثيين ومن في حكمهم، لا شك أنهم موتورون ومنتقمون، ويتحينون الفرص للانتقام.

- تعرض الإصلاح لاستهداف بعض قياداته ومحاولة شيطنته، هل تعتقدون أن ثمة مخطط مدروس يستهدف الإصلاح في تعز؟

- تعز تصدت للمشروع الكهنوتي والانقلاب بكل قواها السياسية والاجتماعية، وما من شك أن جهد الإصلاح كان كبيرا، والذين يريدون شيطنة الإصلاح، فإنهم يرون أنه سيسهل عليهم بعد ذلك تناول الآخرين. على القوى السياسية المساندة للشرعية أن تدرك ذلك وألا تنخدع بعض الأطراف السياسية لاستثمار شيطنة الإصلاح مكايدة أو مناكفة، فنحن جميعا في خندق ومن السذاجة تكرار مواقف سلبية سابقة، دفع الكل ثمنها غاليا.

- ثمة اتهامات موجهة لكم من قبل البعض بأنكم مسيطرون على تعز وأنكم تريدونها مدينة مغلقة عليكم، ما مدى صحة مثل هذا الطرح؟

- ليس بمقدور حزب أيا كان أن يسيطر على تعز، وقد فشلت في ذلك عصابات الحوثي والانقلاب رغم ما كانت تملكه من معسكرات داخل وحول المدينة، يصل عددها الى 14 لواءً. وللأسف المناكفات الإعلامية التي تقدم هذه الصورة من بعض الأطراف السياسية لا تسيء للإصلاح فقط بهذا، وإنما تسيء بشكل كبير جدا لتعز. ونحن ننفي هذه التهمة جملة وتفصيلا، وكل القوى السياسية والاجتماعية حاضرة في مختلف مفاصل السلطة، وبعضها بحجم أكبر من الإصلاح.

- ما حجم مشاركة الإصلاح في السلطة المحلية في تعز وفي قيادة المقاومة والجيش الوطني؟

- سأقول لك بصراحة حجمنا في السلطة المحلية يتفوق علينا فيه آخرون، ولكن يعتقد البعض أن الإصلاح سيطالب باستحقاقات تكافئ تضحياته فرأوا أن الهجوم خير وسيلة لذلك، وأما القوات المسلحة فقراراتها عسكرية بحتة.

- هل لا يزال اللقاء المشترك قائما في تعز أم أن تحالف القوى السياسية المؤيدة للشرعية صار هو البديل عنه؟

- بقي اللقاء المشترك يعمل بجدية ونشاط وزادت وتيرة نشاطه منذ وصلت عصابات الحوثي والانقلاب إلى محافظة إب وكان له دور فاعل في المواجهة والمقاومة، وبقي ذلك شأنه إلى أن تم إنشاء التحالف السياسي للقوى السياسية لمساندة الشرعية، وتجربة اللقاء المشترك تجربة ممتازة وما تزال حية.

- ما هو تقييمكم في الإصلاح لأداء المحافظ والسلطة المحلية في تعز؟ وهل صحيح أنكم على خلاف مع المحافظ أمين محمود؟

- كما سبق فتعز تعيش في ظل الحرب ظرفا استثنائيا، وتتطلب من الجميع نشاطا استثنائيا سواء من السلطة المحلية وعلى رأسها المحافظ الذي لا شك سيمضي للعمل بتعاون وتوافق مع الجميع، أو القوى السياسية التي عليها ذلك أيضا. ومسألة أن يحدث خلاف ما مع أي مسؤول فذلك أمر يحدث عادة، ما ليس طبيعيا هو محاولة البعض تحويل الخلاف العادي إلى ميدان للاصطياد.

- يذهب البعض إلى تحميل القوى السياسية في تعز مسؤولية تأخر التحرير نتيجة خلافاتها وصراعاتها وتنافسها على المصالح الخاصة، أين تقفون من هذا الطرح؟

- شخصيا وواقعا وإمكانيات أرفض هذا التبرير رفضا قاطعا، فهو مجرد مناكفات ساذجة وشماعة تعلق عليها الأعذار أو لجلد هذا أو تصفية الحساب مع ذاك. تعز كما سمعت مع غيري من قيادات حزبية لعدد من قيادات عسكرية أنهم لا يطلبون أكثر من 10% مما قدم لمناطق أخرى.

- في الأسابيع الماضية عاشت تعز حالة من الاضطرابات الأمنية ومحاولات اغتيال عدد من القيادات المدنية والعسكرية وأعمال فوضى في بعض الأسواق، بماذا تفسرون تلك التطورات وهل تعتقدون أن ثمة محاولة لجعل تعز نسخة أخرى من عدن فيما يخص الفوضى الأمنية؟

- قلت لك سابقا إن هناك موتورين ومنتقمين من عصابات الحوثي والانقلاب ومن في حكمهم، إضافة إلى بعض ضعاف النفوس وذوي الأطماع الجشعة ومجاميع فوضوية تستغل الوضع وظروف الحرب، كل هؤلاء يحتاجون لردع أمني حاسم، وهو ما قامت وتقوم به الحملات الأمنية، وما قامت به اللجنة الرئاسية أيضا.

- في الأيام الماضية خرجت مسيرات جماهيرية في عدد من مديريات تعز كالتربة والنشمة وجبل حبشي والمسراخ، ما الدوافع الحقيقية لخروج تلك المسيرات برأيك؟

- المسيرات التي خرجت في الشمايتين والمعافر والمواسط والمسراخ وجبل حبشي أعلنت رابطة أسر الشهداء التي دعت إليها أنها احتفالا بذكرى الاستقلال ودعوة لاستكمال تحرير محافظة تعز، وما من شك أن ذكرى الاستقلال الذي تم بموجبه طرد الاستعمار البريطاني، استدعت هذه الذكرى الروح الوطنية والثورية لمطالبة السلطة الشرعية باستكمال تحرير المحافظة، وهي ليست أول مسيرة تطالب بذلك.

- هناك من يتهم الإصلاح بالعمل على نقل الصراع إلى الحجرية، ما مدى صحة ذلك؟

- كيف تستقيم تهمة أن الإصلاح يريد أن يجعل محافظة تعز مغلقة له، وتهمة أنه يريد نقل الصراع إلى الحجرية؟ من يريد أن يمكّن لنفسه حضورًا شعبيًا واسعًا لا يتجه الى الصراع، وإنما يفعل ذلك من ليس له حضورًا شعبيًا. أقول، ولا فخر، إن الإصلاح وكمقاومة كان أول من تصدّى و بادر للمواجهة يوم شنت مليشيا المشروع الكهنوتي الحرب على الحجرية، وبالتالي فإنّ من بذل التضحيات للدفاع عنها فقد أثبت أنه الأحرص على أمنها وسلامتها. هذه الأكذوبة مثل قول بعضهم إن الإصلاح هو سبب الحرب في تعز .

- هل ثمة علاقة لكم في إصلاح تعز بالتحالف من أيّ نوع؟ وهل تعتقد أن علاقة الإصلاح بالتحالف ستشهد تطورا عقب لقاء ولي عهد أبوظبي باليدومي والآنسي؟

- اليمن واليمنيون ممتنون للتحالف العربي لدعمه ومساندته للسلطة الشرعية بهدف استعادة الدولة من عصابات الحوثي والانقلاب، والإصلاح حزب سياسي مدني يعمل في إطار السلطة الشرعية، ومن هنا فإنه كحزب مساند بكل قوة للشرعية فهو يقدر الدعم والمساندة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتأتي زيارة الأستاذ محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح والأستاذ عبد الوهاب الآنسي الأمين العام للإصلاح في هذا الإطار الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات مع الأشقاء والأمل أن تتعزز العلاقة وتتطور بشكل أكبر.

- ما الذي تحتاجه تعز من الشرعية ومن التحالف لإنجاز التحرير؟

- تعز تحتاج من الشرعية ثلاث قضايا رئيسية: استكمال تحرير المحافظة، ودعم الأجهزة الأمنية، ودعم مختلف المؤسسات لتطبيع الحياة المدنية بشكل شامل، وهو المطلب نفسه من التحالف العربي يضاف إليه ملف الإعمار الذي هو من أهم متطلبات تعز واليمن بشكل عام.

- هل تؤملون على مشاورات السويد في إمكانية حل مشكلة تعز ورفع الحصار عنها؟

- للأسف الشديد، هناك تجاهل شبه تام لموضوع تعز من المبعوث الأممي جريفيث، وهذا أمر مريب وغريب، ولكن وفد الحكومة كان صوته قويا في موضوع تعز. أما الأمل في أن يتحقق شيء في مشاورات السويد لتعز أو لليمن بشكل عام، فعصابات الحوثي الكهنوتية لم يحدث أن تعاملت بإيجابية وإنسانية مع أي مشاورات أو موقف.

- ما هي الرسالة التي توجهونها لأبناء تعز؟

- أمام تعز عدو واحد هو عصابات الحوثي الكهنوتية، والكل في مواجهتها بخندق واحد، فلتتوجه كل الجهود والطاقات نحو هذا العدو وبالأخص الأداء الإعلامي الذي ينبغي عليه أن يعي ويدرك أين ميدان معركته الواجبة.