الخميس 25-04-2024 02:57:12 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

السويد : مشاورات الفرقاء تتأرجح بين أطروحات الشرعية وتمترس الإنقلابيين

الأحد 09 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 11 صباحاً / الإصلاح نت - متابعات

 

فيما تواصلت مشاورات السلام اليمنية في يومها الثالث في ستوكهولم أمس (السبت) كشفت مصادر موثوقة عن تشكيل ثلاث فرق مشتركة من وفدي الشرعية والانقلاب لبحث وضع برنامج تنفيذي لإطلاق الأسرى من الطرفين وفقا للاتفاق الموقع بينهما، رفع الحصار عن تعز وقضية الألغام، وإجراءات توحيد عمل البنك المركزي وتأمين توريد العائدات المالية العامة إلى «المركزي» في عدن، مقابل دفع رواتب الموظفين الحكوميين في عموم المناطق اليمنية. وعلمت «عكاظ» أنه لم يتم عقد لقاء مشترك بين الفرق الثلاث.


وقالت عضو وفد الشرعية رنا غانم: «ناقشنا مع مكتب المبعوث الأممي رفع حصار تعز وكيفية دخول الإغاثة، ونزع الألغام باعتبارها الكارثة الحقيقية حتى عشر سنوات قادمة إذا ما استطعنا إيقاف الحرب. ودعت جميع المشاركين في المشاورات إلى التعامل بمسؤولية عالية وإحساس بمعاناة الناس، نافية وجود أي لقاء حتى اللحظة بين فريق الشرعية والحوثيين.


وجدد رئيس وفد الانقلاب محمد عبدالسلام الحوثي، رفضه لما طرحته الشرعية بفتح مطار صنعاء شريطة تفتيش الطائرات في مطاري عدن أو سيئون، وقال «لن نخضع للتفتيش»، كما أعلن رفض المليشيا تسليم مدينة وميناء الحديدة، مطالبا بأن تكون منطقة محايدة.
ويشترط القيادي الحوثي أن يتم وضع حل سياسي ومرحلة انتقالية جديدة قبل تسليم السلاح، في انقلاب واضح على المرجعيات الرئيسية وقرارات مجلس الأمن.


وكشفت تصريحات الوفدين خلال الأيام الثلاثة الماضية، حجم الهوة والتحديات الكبيرة التي تواجه الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام، وحذر مراقبون من أن «تمترس» وفد الانقلاب وراء مواقف جامدة يهدد بانهيار المشاورات حتى قبل أن تبدأ المفاوضات الحقيقية.
ميدانياً، كثفت المليشيا من تحركاتها ودفعت بتعزيزات إلى عدد من الجبهات، فيما نشرت قوارب بحرية ألغاماً على طول الشريط الساحلي مقابل ميناء الحديدة والكورنيش وعلى مقربة من الخط الدولي. وأفاد مصدر عسكري يمني لـ«عكاظ» بأن طيران التحالف العربي تمكن من تدمير عدد من القوارب التي كانت تحاول نشر الألغام.


ونفذت مليشيا الحوثي أمس اعتداءات على عدد من المختطفين والسجناء في سجن محافظة ريمة المركزي، ووفقاً لمصادر حقوقية فإن أربعة سجناء أصيبوا بجروح خطيرة جراء إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر عليهم.

وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، قال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن عمليات تسليم وتسلم لقوائم الأسرى والمعتقلين والمحتجزين، ستجري خلال الساعات المقبلة، معتبراً الخطوة بنّاءة وإيجابية للمشاورات.


وجرى الإتفاق على ملف الأسرى والمعتقلين، قبل أن يصل الجميع إلى القصر، الواقع في منطقة ريفية ونائية.
وستناقش الحكومة اليمنية ووفد الانقلابيين الحوثيين، هذه القضية، مع لجنة الصليب الأحمر في اجتماعات منفصلة ستنطلق، اليوم (الأحد)، وتستمر إلى أن تكمل آلية التنفيذ، والتحقق من الأسماء، وجملة من الإجراءات الفنية إلى جانب الضمانات.


وفضّل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وصف سلوك الفريقين بـ«الروح الإيجابية»، وأثنى عليها في بيان مقتضب، قال فيه: «يعمل الطرفان بطريقة جادة وبنّاءة في مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف وإطار المفاوضات، ونأمل أن نحرز تقدماً خلال هذه الجولة من المشاورات».


كما أكد غريفيث، وفقاً للبيان، أهمية استمرار الطرفين في ضبط النفس على الأرض، ودعاهما إلى احترام التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي. وقال: «إننا نعمل على خلفية وضع هش للغاية في اليمن، ونأمل أن يتم الحفاظ على خفض التصعيد على مختلف الجبهات، لإعطاء فرصة لتحقيق تقدم في المشاورات السياسية».


الوزير خالد اليماني أيضاً وصف الأجواء بالإيجابية، والاجتماعات بالبّناءة، وسط إشادات من سفراء الدول الراعية للسلام حول التعامل الإيجابي من وفد الحكومة اليمنية.
وأضاف في حديثه الذي جرى عبر الهاتف: «خلال الأحد والاثنين سيكون هناك تقدم أيضاً في ما يتعلق بموضوع المطارات ومن ضمنها مطار صنعاء... هناك أيضاً بعض المسائل المتعلقة بإعادة موظفي المطار الذي كانوا هناك في عام 2014 (العام الذي بدأت فيه الأزمة اليمنية بانقلاب الميليشيات الحوثية واستولت على السلطة بالقوة)».


في المقابل، نقلت وكالات الأنباء عن عبد الملك الحجري، عضو وفد الحوثيين، توقعاته بان تكون هناك نتائج إيجابية حول فتح مطار صنعاء، بحلول اليوم. وقال في مؤتمر صحافي عُقد بعد انتهاء اجتماعات الوفد مع المبعوث الأممي، أمس: «لا تزال المشاورات مستمرة بشأن مطار صنعاء وغداً (اليوم) ستتضح الأمور». وأضاف الحجري: «اقترحنا أن تمر الطائرات عبر نقاط تفتيش في (عمّان) بالأردن أو أي دولة أخرى، قبل وصول الطائرات إلى مطار صنعاء».