الخميس 25-04-2024 09:21:19 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رسالة مسربة تكشف وحشية مليشيات الحوثي في تعذيب المختطفين

الثلاثاء 04 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - المصدر اونلاين

صور ومشاهد التعذيب التي تمارسها مليشيات الحوثي في سجونها السرية ومعتقلاتها تتوالى، لتكشف الممارسات الوحشية بحق اليمنيين، وما ترتكبه هذه المليشيات بحق المختطفين من صنوف التعذيب.

آخر ما خرج إلى السطح قصة جديدة لضحية لا زال بين جدران سجون الحوثيين، سرب رسالته ليضع الرأي العام أمام مشاهد من أهوال التعذيب التي تعرض لها، ونشرها موقع "المصدر أونلاين".
«بعد التعذيب.. لم أجد بُداً من التوقيع والإبهام»، هكذا روى أحد المختطفين في سجون جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء، محنته التي بدأت منذ اختطافه قبل أكثر من عام، وتعذيبه حتى اعترافه بتهم تدينه.
ويقول السجين الذي يتحفّظ «المصدر أونلاين» عن الكشف عن هويته حتى لا يتعرض لمزيد من التنكيل، في رسالة بعثها من داخل السجن، إن الحوثيين مارسوا ضده كل أنواع الانتهاكات، ليجبروه على الإعتراف بأحداث لم يقف خلفها.
ويضيف أن الحوثيين خطفوه من قريته في محافظة ريمة، وأوصلوه إلى العاصمة صنعاء وأخفوه قسرياً لمدة 6 أشهر «عانيت خلالها حياة الرعب والمصير المجهول، وأسرتي المكوّنة من والدي عمره 76 سنة وزوجتي وأخواتي عانوا حياة الخوف والحرمان، ونشرت الشائعات إنه تم تصفيتي في الطريق».


وأضاف أن اختطافه أثّر على أسرته، فوالده أُصيب بالمرض، فيما «أصبحت زوجتي على شفا انفصام ذهاني مما نزل بهم نتيجة فقدي».
ويقول إن اختطافه وتعذيبه كان دون أي سبب، «ولا يوجد في عزلتنا شيء يستحق ولم نمارس الرصد كما زعموا، وأنا لم أتلق أي أموال مما ذكروا ولا وزعت ولا جنّدت وأتحدى من يثبت عليّ شيئاً من ذلك».
وكان السجين قد ظهر في واحد من المقاطع المرئية التي تبثها قناة المسيرة، ويظهر فيها مختطفون مدنيون يعترفون تحت التعذيب بمسؤوليتهم عن أحداث ليس لهم صلة بها.


ويؤكد السجين أن مرحلة الإخفاء القسري استمرت من شهر اغسطس 2017 - إلى شهر فبراير 2018، حيث تم اختطافه فجر أحد أيام شهر أغسطس، وهو في طريقه إلى مسجد القرية لأداء صلاة الفجر، يقول: "أحاط بي مجموعة ملثمون مدججون بالسلاح، تقدم إليّ زعيمهم يعرفني عن نفسه وطلب مني الانتقال معهم، قلت له: بدون سبب! يعني هذا اختطاف! هددني إما الذهاب معهم أو التصفية الجسدية، فلم أجد بُداً من الانتقال معهم" ثم وضعوا القيود على يديه وكمموا فمه حتى غادروا القرية ونقلوه بعد 3 ساعات من المشي على الأقدام إلى عربة عسكرية أوصلته إلى العاصمة صنعاء في سجن سري بمنطقة عصر.
ستة أشهر من الإخفاء القسري عاني فيها هذا المختطف حياة الرعب والمصير المجهول، كما يقول: ويصيف: "وأسرتي المكوّنة من والدي عمره 76 سنة وزوجتي وأخواتي عانوا حياة الخوف والحرمان، ونشرت الشائعات إنه تم تصفيتي في الطريق، باعوا كل ما املك ويملكون، وهم يبحثون عني في سجون المحافظة ومحافظة الحديدة، وداهم والدي المرض، وأصبحت زوجتي على شفا انفصام ذهاني مما نزل بهم نتيجة فقدي".

 

ومع مطلع ديسمبر 2017 بدأ ما يسمى مجازا بالتحقيق، الذي لم يكن سوى أساليب قاسية من التعذيب وفرض الأقوال استمر ذلك حتى منتصف شهر فبراير 2018 على فترات، حسب الرسالة المسربة، فقد كانت الجلسة تبدأ بعد الساعة الرابعة عصراً والسابعة مساء حتى الثالثة فجراً، وتبدأ بوضع كماشات (موصلات) محول الكهرباء على اللسان لمدة ساعة على الأقل، ثم تبدأ الأسئلة وأنا مكلبش (موثق بالقيود) واقف رافع اليدين مربوط العينين فاتح الرجلين، وبين كل سؤال والجواب الذي يُفرض بالقوة صفع على الوجه باليد أو الحذاء أو الركل بالرجل على الخصيتين أو الضرب على ظاهر القدمين أو الضرب على الرأس بكابل كهرباء.
ويواصل المختطف حديثه بالقول: "أما إذا تأخر الجواب حسب إرادة المحقق أو رفض، فالتعذيب بكسر الظهر تحت بيت الدرج، حيث تُحشر إلى أضيق مكان وتُضرب على أصابع القدمين والرأس، أو التعذيب في الخارج، وفي ليالي الشتاء يُلف حولك حبل من الفخذين إلى الكتف، وأنا موثق اليدين إلى الخلف مربوط العينين، واقف طول الليل، يًصب عليّ الماء البارد، وأُجلد بالكابل على المؤخرة من الفخذين إلى المقطن أو التعذيب بربط اليدين إلى الأعلى والضرب على اليدين والقدمين وتوجيه لهب النار إلى الوجه والكفين والقدمين بواسطة الولاعة (القداحة) وغاز علبة الرائحة وخلط الشمة البيضاء (تبغ جرى طحنه) مع البسباس الحيمي (الفلفل الأحمر) وأُجبر على بلعه".


ويقول صاحب الرسالة إن هذه الأساليب استمرت معه طوال فترة التعذيب «التحقيق» وبعد الجلسة الثالثة قال له المحقق بصريح العبارة: "ستُعذب حتى تبول إلى سروالك، سأخرجك إلى جوار برميل القمامة مجنون" فلم يكن رده إلا أن قال للمحقق: "يحكم الله بيني وبينك"، فيقول المحقق: "لم أكمل معك ثلاث ورق" فيرد المختطف تحت سياط التعذيب: "قد قلت لك ما عندي" لينقض عليه الجلاد بكابل الكهرباء حتى سقط على الأرض فوقف المحقق على جسم الضحية بقدميه، واستمر يضربه ولم يوقفه إلا خروج الدم من أصابع يدي المختطف وقدميه، ثم سلمه للمستلم. ووجهه ليقوم بحرمانه من النوم أربعة أيام.


ويستطرد قائلاً: "فقام المستلمون بأخذي ويدي مكلبشات إلى الخلف، مربوط العينين، وربطوني من مكان الكلباش إلى أعلى بحيث أبقى كالطير المربوط من الجناحين بالكاد تلمس أصابع قدمي الأرض وبقيت على هذه الحالة أربعة أيام بلياليها لا يُفك رباطي إلا الساعة 8 صباحاً والـ7 مساءً لمدة ثلاث دقائق، آكل وادخل الحمام وارجع للرباط.. يأتي المحقق كل يوم يسألني فأقول ليس عندي إلا ما قلت لك فيصفعني على وجهي ويذهب".
ويواصل سرده لما تعرض له من تعذيب نفسي ايضاً: "في يوم جاءني المستلم ووضع المسدس في رقبتي وأنا معلق وقال تجيب المحقق بما يقول لك وإلا قبرك جاهز في الحوش والله ما أحد عارف من انت".


ويضيف في الرسالة: "بعد أربعة ايام جاء المحقق وقد تورم جسمي فأمر بفك رباطي وأنزلوني إلى غرفة، فتح الكلباش والرباط عن عيني ووجدت رزمتين من الأوراق المملوءة بالكتابة ويقف خلفي المحقق وأمامي المستلمين، يناولني القلم من الخلف ويقول وقّع. لا تلتفت يمين ولا يسار، ولا تقرأ وإلا بقي لك ست مراحل من التعذيب فلم أجد بُداً من التوقيع والإبهام".

ويختتم رسالته التي عكست الوحشية التي تعرض لها من قبل الحوثيين بالقول: "بعد أسبوع أخرجوني، وقد أُعدت لي كاميرا يقف خلفها المصور وأنا أمامها ومن ورائها ستار ويقرأ المحقق كلاماً ويقول لي تقوله بالحرف الواحد، وإلا الخبرة جاهزين «زبانية التعذيب».
بعدها سمحوا له بأول اتصال بأهله، وكانت مفاجأة لأسرته التي كانت قد وصلت إلى مرحلة اليأس من العثور عليه، بعد أن كانوا قد وصلوا إلى مرحلة اليأس، لدرجة أنهم عجزوا عن الحديث معه في هذا الاتصال.

كلمات دالّة

#مختطف