الخميس 28-03-2024 15:17:01 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الشرعية ترفض أي اتفاق مع الانقلابيين خارج مرجعيات السلام

الثلاثاء 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 12 مساءً / الإصلاح نت - متابعات

 

في الوقت الذي يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى عقد لقاء مع ممثلين عن الأحزاب اليمنية في العاصمة الأردنية عمان في سياق مساعيه الرامية للتحضير لمشاورات السويد المقبلة، جددت قيادة الشرعية اليمنية، أمس، رفضها أي مساعٍ أممية لا تلتزم المرجعيات الثلاث المتفق عليها للتوصل إلى اتفاق سلام مع الميليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وجاء الموقف الرسمي للشرعية اليمنية المتشبث بالمرجعيات خلال لقاء جمع، أمس، في العاصمة السعودية الرياض، المبعوث الأممي غريفيث بنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، ووزير الخارجية خالد اليماني، حسب ما أفادت به المصادر الرسمية.وذكرت وكالة «سبأ» أن الأحمر التقى، أمس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، للاطلاع على المستجدات وجهود السلام والموقف الثابت للشرعية نحوه.
مجدداً تأكيد الموقف الثابت للشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي نحو خيار السلام الدائم غير المنقوص والمستند إلى المرجعيات الثلاث.
واتهم الفريق الأحمر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بالاستمرار في التصعيد والتعنت، ومواصلة استهدافها للمدنيين وللأراضي السعودية وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق المفخخة وزرع الألغام. وشدد الأحمر على موقف قيادة الشرعية ومن خلفها إرادة الشعب اليمني والمجتمع الدولي حول خيار السلام الدائم بما من شأنه استعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب المدعوم من إيران.
ولقيت خطة المبعوث الأممي للتهدئة في الحديدة وتسليم الميناء لطرف ثالث انتقادات واسعة من قبل الشرعية والناشطين اليمنيين، إذ عدّها العديد من القيادات محاولة أممية لإنقاذ الجماعة بعدما باتت القوات الحكومية على بعد كيلومترات فقط من تحرير المدينة ومينائها من قبضة الميليشيات.
في غضون ذلك، ذكر مصدران حزبيان لـ«الشرق الأوسط»، أن المبعوث الأممي يرتب الخميس المقبل في العاصمة الأردنية عمان، للقاء مع ممثلي عدد من الأحزاب اليمنية لإطلاعهم على تفاصيل خطته لاستئناف المشاورات بين الحكومة والميليشيات في السويد. وأفاد المصدران بأن ممثلين عن عدد من الأحزاب اليمنية تلقوا دعوة أممية لحضور اللقاء مع غريفيث، في مقدمهم ممثلون عن حزب «المؤتمر الشعبي» والتنظيم الوحدوي الناصري، والتجمع اليمني للإصلاح، وحزب العدالة والبناء، والحزب الاشتراكي اليمني. وتوقع المصدران أن يعرض المبعوث الأممي على ممثلي الأحزاب الصورة الكلية لإطار الحلول المقترحة التي سيتم النقاش حولها في السويد، وتشمل عدداً من الملفات المتعلقة ببناء الثقة بين المتفاوضين، مثل الأسرى والمختطفين، ومطار صنعاء، ورواتب الموظفين والبنك المركزي.
وفي حين ترفض الأطراف المنضوية تحت جناح الشرعية اليمنية أي حلول لا تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية، قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبد الباسط القاعدي لـ«الشرق الأوسط»: «إن أي حل لا يعيد ميناء الحديدة والمدينة للشرعية إنما هو التفاف على المرجعيات الثلاث ولن تقبل به الحكومة اليمنية».
وفيما شدد القاعدي على ضرورة «إدراك المبعوث الأممي أن الحلول الترقيعية لن تصنع سلاماً حقيقياً»، قال إن على غريفيث أن «يضبط إيقاع نشاطه على المرجعيات وفِي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 وإحاطة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالطرف المعرقل للحل السلمي».
ويرى الباحث والكاتب اليمني ثابت الأحمدي من جهته أن «مسألة ميناء الحديدة لم تتم إثارتها لأول مرة، إذ جرى الحديث عنها منذ ثلاث سنوات تقريباً، إنما هذه المرة أخذت جدلاً أكثر بحكم اقتراب قوات التحالف منها فقط، والحديث عنها في إطار القضية اليمنية كالجملة الاعتراضية». وأكد الأحمدي أن «الأصل أن يتم تحرير كل شبر في البلاد، موانئها ومطاراتها، من دون الدخول في تفاصيل بعض القضايا، لكن ما يجري هو تضييع للقضية من أساسها بالدخول في التفاصيل والميناء والمطار»، وذلك سيؤدي -على حد تعبيره- إلى إطالة أمد الصراع ومرسوم ابتداءً من الدوائر الغربية».
الى ذلك انتقد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، أمس، محاولات الجماعة الحوثية عرقلة مشاورات السلام اليمنية المرتقبة في السويد الشهر المقبل، قائلاً إن الميليشيات كثفت وتيرة تحركاتها العدائية في الحديدة ومينائها من أجل إفشال التحركات الأممية الرامية لبدء عملية السلام.
وقال العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة للتحالف إن الميليشيات المدعومة إيرانياً زادت من وتيرة تحركاتها العدائية في الحديدة، وفي حرم ميناء المدينة الذي حولته إلى ثكنة عسكرية، وذلك بهدف تصعيد الوضع وإفشال التحركات الأممية الرامية لبدء عملية السلام.
وأضاف المالكي خلال مؤتمر صحافي، أمس، في الرياض، أن «العمليات العسكرية في الحديدة مستمرة لدعم الجيش الوطني والمقاومة المشتركة لتحرير المدينة، إلا أن هذه العمليات تسير بوتيرة مختلفة من وقت لآخر». وتابع: «أعطيت كل الفرص خاصة بعد زيارة المبعوث الأممي الخاص باليمن للحديدة والميناء، ولا تزال الفرص لجمع الأطراف اليمنية في السويد، إلا أن الميليشيات الحوثية قامت بأعمال حفر بالقرب من بوابة ميناء الحديدة، وتحصينات ومتاريس داخل حرم الميناء، وعمل سواتر ترابية وسط الشوارع».
وكشف المالكي أن القوات المشتركة أعطت أكثر من 300 تصريح لتحركات المنظمات الإغاثية خلال الأسبوع الماضي فقط، مبيناً أن عدد التصاريح منذ بدء العمليات تجاوز 16 ألف تصريح لتأمين تحركات هذه المنظمات في الداخل اليمني.