الجمعة 19-04-2024 22:31:34 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعز.. العصابات الخارجة عن القانون تعاود العبث بالأمن

الإثنين 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

 

عادت العصابات المتمردة وخلايا الاغتيالات تكشر أنيابها في وجه تعز، في محاولة منها لزعزعة الأمن وخلق الفوضى وإقلاق السكينة، بعد أن شهدت المدينة في الأشهر الماضية أمنًا لمسه كل ساكنيها.

ويتوجس سكان تعز من احتمال تردي الوضع الأمني، ليعود كما كان في السابق، لاسيما أن العصابات المسلحة، والتي ظلت تتهرب من العدالة والقانون، عادت لتستأنف عملياتها الإجرامية واستفزازاتها الفوضوية.

 

استهداف قيادات عسكرية وميدانية

خلال شهر فقط، تعرض عدد من القيادات العسكرية والمدنية لعمليات اغتيالات نفذتها عصابات خارجة عن القانون.

حيث نجا رئيس أركان محور تعز قائد اللواء 170 عبدالعزيز المجيدي، الأربعاء الماضي، من محاولة اغتيال في كمين نصبه مسلحون في طريق تعز التربة بمنطقة البيرين.

قبل ذلك بيوم فقط، نجا رئيس جامعة تعز من محاولة اغتيالٍ نتج عنها إصابته ومقتل مرافقه موفق الشميري، في وادي القاضي، وسط مدينة تعز.

وتعرض العميد عبدالرحمن الشمساني قائد اللواء 17 مشاة، يوم الأحد الماضي، لمحاولة اغتيال في مدخل مدينة النشمة بمديرية المعافر.

كما نجا العقيد في اللواء الرابع مشاة جبلي عبده نعمان الزريقي من محاولة اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة بالقرب من منزله في مدينة التربة، في الـ29 من أكتوبر الماضي.

محاولة اغتيال فاشلة أيضًا كان قد تعرض لها قائد اللواء الرابع مشاة جبلي العميد أبو بكر الجبولي في منطقة البيرين بالمعافر في الـ24 من أكتوبر 2018.

  

نقاط للاغتيالات

وانتشرت في الآونة الأخيرة عدد من نقاط التفتيش غير القانونية، تابعة لعصابات مسلحة، في الطريق الرابط بين مدينة تعز والتربة، في محاولة من العصابة لزعزعة الأمن والاستقرار، من خلال استهداف القيادات العسكرية والمدنية أثناء تنقلها بين مدينة تعز وريفها، وهي ممارسات دخيلة على المجتمع التعزي، حسب محللين، تهدف لإظهار تعز بصورة تناقض المشروع الحضاري الذي تحمله.

وقال ناشطون إن هناك تقصيرا في أداء الأجهزة الأمنية جعل العصابات الإجرامية تُطل برأسها من جديد، في حين ذهب آخرون إلى اتهام أجهزة الأمن بالعجز عن استتباب الأمن داخل مدينة تعز.

 

جهود المؤسسة الأمنية

وقال العقيد عبدالباسط البحر، الناطق الرسمي باسم اللجنة الأمنية العليا، إن "اللجنة الأمنية بذلت جهودًا جبارة، خصوصًا في عهد مدير عام شرطة تعز الحالي، العميد منصور الأكحلي، وذلك من أجل استعادة الأمن والاستقرار لمحافظة تعز، من خلال مطاردة العناصر المطلوبة أمنيًا، فقبضت على البعض، والبعض الآخر فرّ من أوكاره".

وأضاف البحر "عملت اللجنة على فتح الشوراع وإعادة تفعيل أقسام الشرطة وإدارات الأمن والدوريات الراجلة، وفعّلت أجهزة الأمن غير المنظور كالأمن السياسي والاستخبارات العسكرية والبحث الجنائي، مما أدى إلى تحسن الوضع الأمني كثيرًا وعادت الحركة الطبيعة في شوارع المدينة وبنسبة كبيرة خلال الأشهر الماضية".

وتابع البحر "في الأسابيع القليلة الماضية، بدأت تظهر أعمال فوضوية، بعضها اغتيالات أو محاولات لذلك، وبعضها حوادث جنائية على خلفية ديون أو إيجارات أو ما شابه ذلك، وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع التعزي، وستعمل المؤسسة الأمنية بالتعاون مع المجتمع على تجفيفها، حتى تكون المطالبة بالحقوق من خلال الأطر المشروعة وبالعودة إلى المؤسسات الأمنية".

وردًا على سؤالنا عن الجهود التي بذلتها المؤسسة الأمنية بشأن الاستهداف الذي تعرض له رئيس جامعة تعز، قال البحر "تشكلت حملات أمنية لمطاردة المطلوبين أمنيًا ومن ضمنهم الذين اعتدوا على الدكتور محمد الشعيبي، حيث قبضت الحملة على سائق الباص الذي أطلقت النيران من داخله، وقبضت على أحد المطلوبين، وتجري مطاردة المطلوب الرئيسي".

  

خلط في المهام

ويرى مراقبون أن من الأسباب التي تخلق توترات أمنية داخل تعز، ذلك الخلط العسكري الأمني السياسي الذي يظهر لدى بعض المسؤولين في خضم ممارسة مهامهم، حيث إن هناك عناصر جماعات ترتبط بألوية عسكرية وترتبط في نفس الوقت بنافذين وبجهات خارج تعز، ويكون ولاؤها لتلك الجهات أكثر من الولاء للوطن والشعب.

كما أن هناك عصابات خارجة عن القانون تحاول فرض أجندة مشبوهة داخل تعز، بدعم من جهات محلية وإقليمية، تهدف إلى زعزعة الأمن وخلق الفوضى للحيلولة دون استكمال التحرير.

  

اختراقات أمنية

من جانبه، قال أحمد عثمان، رئيس الدائرة الإعلامية لإصلاح تعز، إن "الوضع الأمني وبالنظر إلى الظرف الذي نعيشه، مقاومة وحرب وضعف إمكانيات، ليس سوداويًا، بل يتحسن كل يوم، وإذا نظرنا إلى الحالة الأمنية قبل سنة من هذا التاريخ وهذه اللحظة سنجد أن الأمن تحسن باستثناء حالات انفلات في الأيام الأخيرة، أبرزها محاولة اغتيال رئيس جامعة تعز والتي كشفت عن خلل أمني وهو استقواء بعض الفوضيين بمواقع محسوبة على الجيش اسمًا وغير ملتزمة بحسب تصريحات الجهات الأمنية، وكذلك الاشتباكات التي حصلت في المدينة بين أشخاص على أسواق أو صراعات خاصة وأدت لجرح طفلة".

وأضاف عثمان "هذه الأحداث كانت تحدث بشكل أسبوعي، قبل أن تبذل المؤسسة الأمنية جهودها، وعودتها تمثل اختراقًا خطيرًا وتحتاج إلى حزم من الجهة الأمنية بقوة توقف كل من يفكر بالعبث بدماء الناس والسلاح، وهذا يحتاج إلى خطة واضحة وتعاون بين السلطة والجيش والأمن".

وتابع عثمان "المستفيد من أي انفلات أمني داخل تعز هم أعداء تعز وأعداء الوطن بشكل عام وتحديدًا قوة الانقلاب التي ما زالت تحاصر المدينة، وكذلك كل من لا يرغب في وجود دولة وجيش وطني ومؤسسات داخل تعز باعتبارها قاعدة مشروع الدولة".

وأشار عثمان إلى أن "ثمة خطوطا ومعالم تنفرد بها تعز، وهي أن المتابع لأخبارها من خارجها يتصور تعز جحيم وغابة تنهق فيها الغربان خاصة عندما تصادف وقوع حادث ما هنا أو هناك بسبب المساحة الواسعة للإعلام والإعلاميين خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتضخم الأمور بفعل خاصية الإعلام من ناحية ووجود أطراف تستغل أي حدث بصورة غير موضوعية كانتهاز فرص، هذا بشكل عام كطبع لا بد أن تتخلص من سلبياته تعز وتبقى على الإيجابية فيه وهو صحوة الإعلام وارتفاع النقد كوسيلة مراقبة بشرط الالتزام بالموضوعية والمهنية وهي تغيب في كثير من الأحداث للأسف الشديد".

  

عوائق ومطبات

مصادر أمنية أفادت بأن هناك عوائق ومطبات في طريق مدير الأمن واللجنة الأمنية، أهمها عدم صرف الميزانية التشغيلية للحملات واللجنة الأمنية، حيث ما تزال موقّفة لدى السلطة المحلية منذ أشهر.

وأضافت المصادر أنها تأمل بصرف الموازنة كونها ستسهم كثيرًا في العمل على مطاردة كل من يحاول خلخلة الوضع الأمني في مدينة تعز ومديرياتها المحررة.

  

استهداف الإصلاح

وبالعودة إلى أحمد عثمان، وردًا على سؤالنا عن حجم ما تعرض له الإصلاح من استهداف داخل تعز، بفعل تردي الوضع الأمني، قال عثمان "الإصلاح لا يتحرك بمعزل عن المجتمع، فهو جزء من أبناء تعز، نحن أمام ملحمة وطنية وليس وقت الحديث عن دور وخسارة الأحزاب وإن كان ولا بد فهناك زمن آخر للتاريخ والتفاصيل، عندما يتم إنجاز التحرير واستعادة الدولة".

وتعرض الإصلاح لاستهدافات مسلحة عدة، حيث إن الكثير من عمليات الاغتيالات، التي حدثت داخل تعز، طالت عددًا من قياداته وأعضائه، حيث اغتالت العصابة الخارجة عن القانون القياديين في حزب الإصلاح عمر دوكم ورفيق الأكحلي، في الـ30 من مارس 2018، أثناء خروجهما من جامع العيسائي وسط مدينة تعز.

وفي الرابع من سبتمبر الماضي، تعرض الشيخ علي القاضي، عضو هيئة علماء اليمن، لمحاولة اغتيال.

كما أصيب القيادي في الإصلاح ومدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي بتعز، نبيل جامل، بجراح خطيرة، إثر تعرضه لمحاولة اغتيال بطلق ناري جوار جامع الرضوان بحي سوق الصميل في الثاني من يونيو 2018.

وفي الثالث عشر من فبراير 2017، نجا رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح تعز، عبدالحافظ الفقيه، من هجوم مسلح على سيارته.

وبلغ عدد ضحايا الاغتيالات التي نفذتها الجماعات الخارجة عن القانون بحق أفراد الجيش الوطني، منذ انطلاق مقاومة تعز، إلى أكثر من 300 فرد، عدد منهم عُثر عليهم جثثًا في سوائل المدينة.

ويطالب مواطنو تعز الأجهزة الأمنية بضرورة إيجاد خطة شاملة لإزالة النقاط المستحدثة وضبط بلاطجة الأسواق، إلى جانب الاستمرار في متابعة جماعات الاغتيالات الممنهجة ومنع عودتها إلى المدينة وعدم السماح لها بالتواجد والانتشار في الأرياف المحررة.

كلمات دالّة

#تعز