السبت 20-04-2024 13:43:09 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح.. تضحيات كبيرة في معركة التحرير واستعادة الدولة (3) الجوف تضحية وفداء

الأحد 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

كانت محافظ الجوف في مواجهة المشروع الحوثي الامامي منذ فتح شهيته على المحافظة في العام 2011 مستغلاً احداث ثورة 11فبراير، وكانت حاضرة بقوة ولا تزال جبهاتها المشتعلة تصنع انتصارات الجمهورية على الامامة المرتدة والمتلفعة بثياب طهران.
حين كانت ثورة 11فبراير في أوجها، كان الحوثيون يعدون العدة لتوجيه مليشياتهم السلالية إلى الجوف للسيطرة على معسكرات الجيش كما فعلوا في صعدة، ففي أبريل من نفس العام حاولوا السيطرة على معسكر اللواء 115 مشاة بالقوة، فتصدى لهم أبناء الجوف، ومن يومها تشكلت الطلائع الأولى للمقاومة الشعبية في محافظة الجوف، في وقت مبكر، حيث أن الجماعة الحوثية الممولة من إيران كانت ترى في الجوف بوابة للسيطرة على محافظة مأرب.


لقد كانت محافظة الجوف من اقوى المحافظات صمودا امام محاولات الغزو المليشياوية التي نفذتها جماعة الحوثي، وحتى تحرير أغلب مديرياتها وعودتها إلى حضن الجمهورية والشرعية،
وبالعودة إلى الحرب التي دارت رحاها في منتصف الستينات من القرن الماضي، والتي حاولت الإمامة من خلالها إعادة نفسها ووأد ثورة 26سبتمبر، فإن فلول الإمامة حينها ركزت على الجوف كمنطلق لحربها على الجمهورية، ففي أبريل إلى يونيو 1963 كانت محاولات الاماميين الفاشلة للاستيلاء على الحزم في الجوف، لكن الجمهورية الفتية كانت تتصدى بقوة لعودة الرجعية، واستمرت في تحرير مناطق الجوف حتى انتصرت الجمهورية واستسلمت الامامة.

 

اصلاح الجوف.. طلائع النضال الجمهوري
وحينما عادت الامامة من جديد، كانت الجوف حاضرة في صف الجمهورية، ومواجهة الانقلاب، وكان أبناءها المنخرطون في صفوف المقاومة الشعبية، وانضموا إلى الجيش الوطني، يناضلون ويتصدون للانقلاب الحوثي ومليشيات الدموية، التي ارتكب الجرائم في مختلف المناطق التي سيطرت عليها في المحافظة.


وكان التجمع اليمني للإصلاح وقياداته وكوادره وأفراده حاضرون وبقوة، مع قبائل المحافظة، حيث أفشلوا المحاولات الحوثية للسيطرة على المعسكرات، وقدموا تضحيات كبيرة من أجل وقف تمدد الحوثية كمشروع سلالي طائفي انقلابي إلى المحافظة الممتدة على مساحة كبيرة.
قدم اصلاحيو محافظة الجوف مشاهد من النضال الوطني قلّ أن يكون لها نظير، واظهروا بطولات نادرة مع قبائل المحافظة وقواها السياسية في مختلف الجبهات، ولا يزالون إلى اليوم يواصلون نضالاتهم الوطنية بعد أن حرروا أغلب مديريات المحافظة، وحتى استعادة الدولة واسقاط الانقلاب.


في 26 يوليو 2011 حذر رئيس الإصلاح في الجوف عبدالحميد عامر في حديث صحفي من أن الحوثيين يهدفون من محاولة السيطرة على الجوف إلى خنق المحافظات الشرقية والتحكم بالخط الدولي والوصول إلى منابع النفط، وقال ان المليشيات الحوثية بدأت في يوم 1أبريل بقتل الشهيد عبدالله رقان وسبق ذلك التحرش بحراسات المنشآت واستحداث كمائن وأعمال القنص، وأن الحوثي كان يريد السيطرة على المعسكر وسلاح الدولة، وحدثت مواجهات مع أبناء المحافظة الذين اشتركوا في خندق واحد في مواجهة الحوثي باعتباره معتد يستهدف الجوف وأهله جميعاً، وسقط الكثير من القتلى والجرحى نتيجة طيش المليشيات المعتدية، التي كانت تصر على فرض شروط المستعمر على أبناء المحافظة واستقدام الحوثي للمئات من المقاتلين من صعدة وحجة وصنعاء كان أكبر دليل على النفس الاستعماري وفرض معتقداته بقوة السلاح.


كانت مديرية الغيل ساحة مواجهات للتصدي للمليشيات الحوثية، وكذا منطقة السدباء القريبة من مديرية المتون، ومنها امتدت ساحات الكفاح المسلح لأبناء المحافظة وقواها الوطنية.
وفي منتصف 2014 كان القيادي الإصلاح الحسن يقود مقاومة شرسة للتمدد الحوثي سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، في وقت كانت تسعى عدد من وسائل الاعلام لتصوير تلك الحرب انها بين مسلحي الحوثي وأنصار حزب الإصلاح، الذين استنفروا للدفاع عن المحافظة وهيبة الدولة التي كان اسقاطها هدفاً رئيسياً لمليشيات الحوثي.

 

قيادات الإصلاح شهداء
في 13 نوفمبر 2016 عقد المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الجوف لقاءه الأول بعد عامين من التوقف الاجباري بسبب الحرب ضد الانقلاب الحوثي، لكنه اجتماع مختلف هذه المرة، لقد كان أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي للحزب غير متواجدين، فقد مضوا شهداء في معركة استعادة الدولة اليمنية.


أغلب أعضاء المكتب التنفيذي (الهيئة القيادية للحزب بالمحافظة) استشهدوا في معركة الكرامة اليمنية، كان آخرهم رئيس الدائرة الإعلامية للمكتب مبارك العبادي، الذي ارتقى شهيداً أثناء تغطيته للمواجهات الدائرة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي في مديرية الغيل، بعد مسيرة نضال وطنية وكان صوت أبناء المحافظة في وسائل الإعلام، كما كان رفيقه عبدالله محمد شيحاط، عبدالله محمد شيحاط، وناجي مصلح نسم رئيس الدائرة الاجتماعية، واحمد محسن نجده رئيس الدائرة السياسية، ومحسن عبيد الشاوي رئيس دائرة الانتخابات، وخالد محسن الهدي رئيس دائرة التعليم، وعبدالله محسن عسكر رئيس دائرة النقابات، ومصلح مصلح شريان رئيس دائرة الانتخابات، ومحمد مصلح نسم رئيس دائرة النقابات، وعبدالهادي حوام رئيس الدائرة القضائية، وخالد حمامه رئيس دائرة التعليم، ومنصور يحيى الشجني دائرة الخدمات، حميد زائد بن عافية قطاع الصحة، وهؤلاء جميعهم قيادات الصف الأول للحزب في المحافظة كانوا في مقدمة كوكبة شهداء الجوف في وجه الامامة والكهنوت الحوثي.


وكما قدم هؤلاء دروساً في التضحية من أجل الوطن وكرامة الشعب، كان هناك العديد من قيادات فروع الإصلاح في معركة التحرير، وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل اليمن وجمهوريته واستعادة الدولة واسقاط الانقلاب، فقد استشهد يحي زبين الله، ويحي هادي بخيت، وعلي حسن ابكر، ومحسن لسود، ومنصور يحي علي، وصالح ناصر البقري، فيصل محمد عبود، وعلي محمد حريدان، وصالح علي الغانمي، مبارك مطوان، وجميعهم من قيادات الإصلاح في مديريات الجوف المقاومة لعودة الامامة، وغيرهم المئات من أبناء المحافظة العصيّة.


وما يزال قيادات وأعضاء اصلاح الجوف في جبهات الجمهورية والدولة والشرعية، يواصلون مسلسل النضال والتضحية، بعد أن اثبتوا أنهم جديرين بالنضال الوطني، ولا يزال المئات من الجرحى ينتظرون التماثل للشفاء ليعودوا إلى معركة التحرير، لا يكترثون بمنازلهم التي دمرتها مليشيات التمرد الحوثي وفجرتها، ولا بمقراتهم المنهوبة، ولا الخسائر المادية التي لا تمثل شيءً أمام وطن أسقطته أدوات المشروع الإيراني.


وحين القيادي الاصلاحي الحسن أبكر يقود المحافظة ومقاومتها قبل أن تتكون المقاومة الشعبية في بقية المحافظات، ويخوض مع أبناء القبائل غمار المواجهة، سقط العديد من أقاربه شهداء وجرحى، ودمر الغزاة منزله، فلا يزيده ذلك إلا اصراراً على مواصلة النضال لاستعادة الدولة.


لقد تصدت الجوف لغزاة المليشيات الحوثية الإيرانية منذ 2011 وهي المحافظة التي قاد منها أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري الكفاح ضد الامامة، وكانت الجوف بلا منازع هي مصنع الرجال وحضورها المشهود في حرب المليشيات السلالية، وما تبقى منها تحت سيطرة المليشيات الحوثية في طريقه إلى التحرير، حيث سيفتح تحريرها الطريق للوصول إلى العاصمة المحتلة صنعاء.

كلمات دالّة

#اصلاح_الجوف