السبت 20-04-2024 17:10:17 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جرحى تعز.. معاناة بالغة الوجع

الأربعاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم


يعيش جرحى تعز في دولتي الهند ومصر أوضاعا إنسانية بالغة المأساة نتيجة انقطاع مصاريفهم ومستحقات علاجهم منذ ثلاثة أشهر.
تسعون جريحًا، نصفهم في الهند والنصف الآخر في مصر، يتعرضون لإهانات شديدة، طُرِد بعضهم من المستشفيات نتيجة افتقارهم لتكاليف العلاج، وبعضهم أخرِجوا من شققهم كونهم لا يملكون إيجارها.
يوسف الدهش، أحد الجرحى المبتعثين للعلاج في الهند قال: "نحن مبهذلون، لا مصاريف تذكر، والعلاج متوقف كوننا غير قادرين على اقتنائه، والسكن خرجنا منه، لعدم قدرتنا على دفع الإيجار".
وأضاف: "حاليًا، نسكن عند طلاب، نأكل ونشرب عندهم"، وأردف: "لم تقدم لنا الحكومة سوى الوعود الفارغة، سوى الإهمال، منذ وصولنا إلى الهند".
من جانبها، قالت حياة الذبحاني: "جرحى تعز يعانون في كل دولة سافروا للعلاج بمستشفياتها، لكن الجرحى في الهند ومصر معاناتهم أكثر مأساوية"، وأضافت: "اللجنة الطبية برئاسة إيلان أخرجت الجرحى إلى خارج الوطن ولم تتابع أمور علاجهم وإرسال مستحقاتهم، الأمر الذي أدى إلى تردّي حالاتهم وتضاعف آلامهم وصعُبت ظروفهم المادية، حتى إن أصحاب المنازل هنا في الهند يخرجون الجرحى لعدم دفع الإيجار".
وتابعت حياة: "يوم أمس، بترنا رجل الجريح هشام الشرعبي، هذا الجريح دخل قبل سنة وهو يمشي على قدميه، لكن بسبب الإهمال أصبح مشلولًا، لا يستطيع يتكلم، وأصيب بحالة نفسية"، ومضت بالقول: "جرحى تعز يقتلون مرتين، مرة بفعل إصاباتهم، والأخرى نتيجة الإهمال".
بدوره، قال رئيس اللجنة الطبية الدكتور محمد الثوابي: "نحن في مأرب، قابلنا القيادة العسكرية بخصوص موضوع الجرحى، لكن لا تجاوب يذكر"، وأردف: "حاولنا سحب المبلغ المتبقي الخاص باللجنة في البنك المركزي في عدن لكن البنك يرد بأنه ليس لديه دولار، لذا توجهنا إلى مأرب لمقابلة القيادة العسكرية".
وفي إجابته على سؤالنا عمّا قدمته الجنة الطبية، قال الثوابي: "أرسلنا 104 آلاف دولار لجرحى الهند، وبالنسبة للجرحى في داخل تعز، قُمنا بفتح عيادة خاصة بهم في المستشفى العسكري".
في السادس من أغسطس الماضي، قدمت رئيسة اللجنة الطبية السابقة د. إيلان عبد الحق استقالتها على خلفية إهمالها للجرحى، حيث جاءت استقالتها بعد تشكيل محافظ تعز لجنة للتحقيق في شكاوي الجرحى الذين اتهموها بالفساد.
بعد ساعات من استقالة إيلان، تشكّلت لجنة طبية جديدة لمعالجة جرحى الجيش الوطني، بقرار من رئيس هيئة الأركان، برئاسة الدكتور محمد الثوابي، لكن، رغم ذلك، وضع الجرحى المأساوي ظلّ قائمًا ومعاناتهم لم تنتهِ.
قبل يومين، وجّه الشيخ حمود المخلافي، قائد مقاومة تعز، بإرسال 225 ألف جنيه كمساعدات إسعافية لجرحى تعز في القاهرة، عبر مؤسسة شهيد التنموية، بعد أن توقفت مستحقات علاجهم ومصاريفهم قبل ثلاثة أشهر.
وأستطاع المخلافي، في أغسطس الماضي، أن ينقل 150 جريحًا، من الذين بُترت أطرافًا لهم، حيث نقلهم إلى دولة الهند لتركيب أطراف صناعية، على حساب فاعل خير.
وفي تصريح سابق، قال الشيخ المخلافي إنه بصدد نقل عدد 800 جريح إلى الهند كدفعة ثانية.
يحدث ذلك في حين تُهمل الدولة 90 جريحًا يموتون ألمًا وإهانة في مستشفيات ومساكن مصر والهند.
ويعاني جرحى جبهات تعز إهمال الدولة لهم، في حين جرحى بقية الجبهات، الساحل وميدي والجوف ولحج ومأرب وقبلهم جرحى عدن، يتلقون علاجهم في الخارج بشكل طبيعي، ولا يعرف إهمال الحكومة والتحالف إليهم طريقًا.