السبت 20-04-2024 15:15:35 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مقصلة الحوثيين تفتك باطفال اليمن

الأربعاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت - خاص
 



أقدمت مليشيات الحوثي الانقلابية، على ارتكاب جريمة وحشية جديدة ضد الطفولة، في محافظة تعز أمس الاثنين، راح ضحيتها العديد من الأطفال قتلى وجرحى.
وذكرت مصادر في محافظة تعز أن مليشيات الحوثي أطلقت قذيفة مدفعية على قرية عجواد عزلة العشملة مديرية مقبنة، أدت إلى استشهاد الطفل رفيق ثابت سعيد -3سنوات- وإصابة 5 أطفال آخرين جراحهم خطيرة، بعضهم بُترت أطرافهم، في المجزرة المروعة التي أرتكبته المليشيات مساء الاثنين.


وأكدت المصادر أن الجرحى هم: رهيب سعيد ثابت الربح -4 سنوات- وريان رفيق ثابت سعيد -5 سنوات- ريناس رفيق ثابت سعيد -9 سنوات- وتحرير سعيد ثابت الربح -سنة واحدة- وشمعة علي احمد -65سنة-، وهي الضحية الوحيدة من غير الأطفال الذين أصابتهم القذيفة التي أطلقتها المليشيات الحوثية.


وتأتي هذه الجريمة كواحدة من سلسلة الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، ضد أطفال اليمني، قتلاً وتجنيداً وتعذيباً وتهجيراً، وهي الجرائم التي يشاهدها العالم بشكل شبه يومي، فضلاً عن معاناة الأطفال اليومية جراء الحرب والحرمان من التعليم، والأمراض والأوبئة التي تفتك بهم، وشبح الجوع وسوء التغذية.
ولعل هذه الجريمة تعيد إلى الذاكرة الجريمة الأكثر بشاعة حين افي أغسطس 2015 حين استشهد 10 أطفال وأصيب اكثر من 15 آخرين حين أطلقت المليشيات الانقلابية قذيفة من مواقعها في منطقة الحوبان على تجمع للأطفال في حي شعب سليط بمنطقة عصيفرة، وبين الجريمتين العديد من الجرائم المشابهة ضحاياها مدنيين وعلى رأسهم أطفال في عمر الزهور تفتك بهم آلة الموت الحوثية تكشف دموية وهمجية الميليشيات واستخفافها بدماء الأطفال خاصة واليمنيين بصفة عامة.

 



تنوع الجرائم ضد الأطفال
‏وفي جريمة بشعة أقدم القيادى الحوثى عبد الله الديلمى في سبتمبر الماضي، على اطلاق رصاصة على رأس الطفل عبد الرحمن (10 سنوات) وهو نجل أكاديمي في جامعة إب وفارق الحياة بعد يوم من هذه الجريمة، ولم تكن جريمة هذا الطفل إلا أن كرته لامست هذا القيادي الحوثي أثناء مروره، والذي رد بتصويب سلاحه إلى رأس الطفل.
ولم يقف الأمر عند قيام ميليشيا الحوثي بالقتل الجماعي للأطفال بالقذائف، بل وصل بها الإجرام والصمت الدولي إلى ممارسة اعمال الاغتيالات والقنص للأطفال في عدة محافظات يمنية، وفي مدينة تعز تحدياً التي نال أطفالها القسط الأكبر من جرائم الانقلابيين.


وقال تقرير أعده التحالف اليمني لرصـد انتهاكات حقوق الإنسان إن أغلب الأطفال الذين سقطوا ضحايا بنيران قناصة الحوثي كانوا أثناء جلوسهم أو لعبهم في منازلهم، أو خلال مساعدتهم لأسرهم بنقل المياه من صهاريج خيرية خُصصت لتوزيع المياه، إضافة إلى اغتيال بعضهم أثناء خروجهم من مدارسهم.


ورغم أن التقرير صدر في الثلث الأول من العام الماضي فإنه رصد مقتل 393 طفلاً بينهم 273 قتلوا بهجمات عشوائية وقنص مباشر بأسلحة نارية، مؤكداً أن المليشيات كانت متعمدة في جميع الوقائع، وليس لها أي هدف عسكري محتمل، وإنما بقصد إزهاق أرواح الأبرياء، ويأتي تبعاً لذلك التهجير القسري، فضلاً عما لحق بأعداد من الأطفال من إصابات وتشوه وإعاقات، واضطرابات نفسية، وأضرار أخرى تعليمية واجتماعية.
وجاء تقرير خبراء حقوق الإنسان الإقليميين والدوليين الذين كلّفهم مجلس حقوق الإنسان بإجراء فحص شامل لأوضاع حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من سبتمبر 2014 إلى يونيو 2018 ليكشف ما تقوم به المليشيات الحوثية من تجنيد لأعداد كبيرة من الأطفال بالقوة واجبارهم على الانضمام لصفوف المقاتلين بالقوة واستخدامهم في المعارك وزرع الألغام.

  



أرقام مروعة
وقالت البعثة اليمنية في الأمم المتحدة في يونيو الماضي إن حوالي 1500طفل يمني قتلتهم مليشيا الحوثي، وأكثر من 4000 مصاب، منذ مارس 2015م وحتى أبريل 2018م، وهو ما يعكس مدى فظاعة الجرم الذي ترتكبها المليشيا الإيرانية.
وكشفت البعثة أن الانتهاك لحقوق الإنسان في اليمن بلغت 18491 قتل منهم 1372 من الأطفال، فيما بلغ عدد المصابين من الأطفال 3882، من أصل 30362 جريحاً، في حين بلغ عدد ضحايا الألغام من الأطفال 204 قتلى وإصابة 307، كما أن هناك 84 طفلاً رهن الاعتقال.


وعلاوة على ذلك فقد تسببت ميلشيات الحوثي الانقلابية في دفع ما يزيد عن مليوني طفل إلى سوق العمل، جراء ظروف الحرب، وازداد الأمر سوءاً في الأشهر القلية الماضية وما زالت الأمور تسير إلى السوء، جراء الوضع الاقتصادي المستمر في التدهور، والذي يهدد حياة الأطفال بالخطر نتيجة سوء التغذية والجوع، وتقول إحصاءات رسمية لوزارة الشئون الاجتماعية إن مليشيات الحوثي الانقلابية حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم.
وطالت قذائف المليشيات الحوثي الانقلابية المدنيين في عدة محافظات منها الحديدة والجوف ومأرب، غير أن أطفال مدينة تعز قد لحقتهم أكبر الأضرار مع استمرار جريمة الحصار المفروض على المدينة من قبل مليشيات الحوثي، وفي ظل تغاضي المنظمات الدولية والمبعوث الدولي عن هذا الحصار وما يطال أحياء المدينة من جرائم وقصف عشوائي على رؤوس المدنيين.

 



أطفال مأرب وصواريخ الحوثي
ولم تكن مدينة مأرب بمنأى من القذائف الحوثية التي سقطت على أحياء المدينة وحصدت المدنيين، بينهم أطفال قضوا نحبهم تحت وطأة هذه القذائف، وآخرين أصيبوا بجروح وتشوهات وإعاقات.
وتقول قيادات عسكرية وأمنية في مأرب أنه لو الدفاعات الجوية لتحالف دعم الشرعية التي تتولى عادة تدمير الصواريخ الباليستية لكانت الكارثة أكبر بكثير، فيما لا تزال القذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا تتوالى حاصدة أرواح المدنيين، وعلى رأسهم الأطفال.


وكان آخر الضحايا الأطفال في مأرب في 11 أغسطس الماضي نتيجة قذيفة صاروخية اطلقتها المليشيات الحوثي على حي المطار بالمدينة، ما أسفر عن استشهاد طفلين، وإصابة طفلين آخرين.
وتشير احصائيات غير رسمية إن عشرات المدنيين، قتلوا وأصيبوا جراء القذائف التي تطلقها الحوثي على عدة أحياء بمأرب منذ العام 2016، ولا زالت المليشيات تحاول استهداف المدنيين بصواريخ بالستية تعترضها منظومة الدفاع الجوي للتحالف العربي.


ويبقى أطفال اليمن ضحايا آلة الحرب الحوثية الممولة من إيران، قتلاً وتجنيداً وتجويعاً في ظل سكوت المجتمع الدولي وتغاظيه عما ترتكبه مليشيات الحوثي التي أصبحت مقصلة تفتك بالطفولة في اليمن.