الجمعة 19-04-2024 11:48:26 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

محمد.. مات وشوقه لأبيه المختطف معلقا بالجبال

الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - الصحوة نت/أمل أحمد

 

 

 

انسكبت دموعها على خدها وهي تقول: "مات ابني وهو يتوق لعودة والده للمنزل ..مرت سنة ونصف على اختطاف والده من قبل مليشيا الحوثي واخفائه لشهور دون معرفة ان كان من الاحياء او الأموات".

"لا يمكن ان نصف الألم الذي يمر لنا كل دقيقة وهو بعيد عنا، وموت ابننا الذي سقط من شاهق وهو يراقب عودة والده".

 

 قصه المختطف "عدنان" في سجون الحوثي هي حكاية مستمرة للألم بحياة اسر المختطفين، والجانب الإنساني الذي لا يظهر ،فيظل المختطف مجرد رقم في قائمة سجون الحوثي ويغيب عن الواقع الحزين لعائلتهم.

 

عدنان "الشاب الثلاثيني" الذي يعمل طبيب مختبر تم اختطافه من مكان وظيفته وأخذته مليشيا الحوثي الى معتقل ليتم تعذيبه بشكل وحشي واخفاء مصيره عن اهله وابتزازهم ماليا، وطلب تحويل الأموال لحساب معين.

 

تقول زوجته: "بحثنا عنه وطرقنا الأبواب حتى نعرف فقط مصيره!"، تختنق بالبكاء: "أولاده لم يملوا يوما ويسألون: اين ابي؟ لماذا اخذوه؟ ما جريمته التي ارتكبها ليأخذوه ويحرمونا منه؟!".

 

تقول: "كان ابني محمد يحمل في قلبه حزنا كالجبل، يراقب كل يوم عودة ابيه يذهب ليعتلي الجبل المطل على طريق القرية لعله يرى خيال ابيه من بعيد".

 

تجهش بالبكاء أكثر: "عندما كان يعود للمنزل وعيناه متورمة من البكاء، يحتضنني بقوة ويقول لي: اشتقت لأبي كثيرا ويظل يبكي حتى ينام وشهقاته تشق صدره".

 

تضيف: "عندما نقل الحوثيون زوجي لسجن الامن السياسي وسمحوا لنا برؤيته، كان أولادي غير مصدقين انهم سيرون والدهم مرة اخرى وخاصة محمد، عندما شاهدوه خلف قضبان السجن اسكت الحزن والهلع فرحتهم، وعدنا للمنزل ولم تتوقف عيوننا عن البكاء".

 

تتابع: "تلقينا وعودا كثيرة بالأفراج عنه، وكل يوم يقولون لنا: غدا سيرجع، وكلما سمع محمد هذا الكلام يصعد مع شروق الشمس الى قمة الجبل في قريتنا، حتى يكون اول من يستقبل والده".

 

مرت الأيام والاسابيع ومحمد يعتلي الجبل كل يوم حتى ذهبت امه يوما الى مكانه وكانت تناديه ان ينزل وهو يقول لها انتظري، ابي سيعود الان.

 

وفي لحظة ارتجف صوتها واشتد بكاؤها: "رأيت جسده عند قدمي مرميا، لا أعرف كيف سقط من ذلك الشاهق، كانت نظراته الأخيرة تسكب دموع الشوق والالم"، تقول الأم المكلومة: "مات محمد ولا زال شوقه لأ بيه معلقا بالجبال!".