الخميس 18-04-2024 23:03:10 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

وقفات مع ثورة 14 أكتوبر في عيدها ال55

الخميس 18 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 12 مساءً / الإصلاح نت- خاص/ محمد عبدالكريم
 

 





تأتي هذه المناسبة سنة 2018 ، ولا تزال محتفظة برونقها. كيف لا ، وقد كانت المؤسسة لتحقيق الهدف الأول للثورة اليمنية في ما يتصل بالاستعمار والتحرر منه كمتلازم مع الاستبداد الذي مثلته الإمامة؟!
 
الوقفة الأُولى: واحدية الثورة اليمنية
تعد الأرض اليمنية واحدة منذ "عاد" ثم "سبأ" و"حمير"، وظلت مملكتا "سبأ" و"حمير" ومن قبلها "عاد" آلاف السنين دولة واحدة، وحتى مع ضعف مملكة حمير، وجاء الإسلام فكانت مخاليف عليها ولاة، حتى جاءت الإمامة، فعملت على تمزيق المجتمع عبر فرض معتقدها بالقوة، ثم معاملة اليمنيين باعتبارهم ليسوا مسلمين، إنهم إما كفار تأويل أو كفار إلزام!
تؤكد ثورة 14 اكتوبر1963 على واحدية الثورة اليمنية، فقائد هذه الثورة الشهيد راجح لبوزة، كان عائدا من جبال حجة، في قتال وملاحقة فلول الإماميين، وحين عاد الى ردفان مع رفاقه، أعلن أن السلطة التي يعترف بها هي سلطة الجمهورية العربية اليمنية، وانه لا يقر بسلطة الاحتلال، ولا صنيعتها (الجنوب العربي)، وكما كان الهدف الأول لثورة ال26 سبتمبر التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، فقد كانت ثورة ال 14 من اكتوبر امتدادا ل 26 سبتمبر واحدى تجلياتها، وحققت التحرر من الإستعمار.

 


الوقفة الثانية: إسقاط مشروع الاستعمار البريطاني في طمس الهوية اليمنية
بدأت مملكة بريطانيا في إنشاء كيان جنوب الأرض اليمنية، اختارت الاسم بعناية فائقة؛ لقد أسمته اتحاد الجنوب العربي، والغرض من الاسم طمس الهوية اليمنية عن جنوبها وشرقها، وأرادت بذلك أن تقطع الطريق على تطلعات اليمنيين في الوحدة، وساعدها في ذلك وجود الإمامة في شمال وغرب اليمن، إنها نظام ملكي طائفي زيدي، مقابل الجنوب المتمذهب بالشافعية السنية، ووجود تناقض زيدي شافعي، وإن كان ظاهرا من طرف واحد هو الزيدية، والتي رسخت في أذهان أغلبية اليمنيين التمييز العنصري والمهني والمناطقي مع قسوة ظاهرة، في سلب الناس حريتهم وأموالهم، ولأنها استراتيجية بريطانية وليست تسمية عرضية أو مصادفة أو بدون حسابات، فقد ظل القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية، وفي برنامج شهير (السياسة بين السائل والمجيب) التأكيد على أن هناك موانع طبيعية من اعادة توحيد اليمن؛ إذ إضافة الى الطائفية المذهبية فإن هناك سلاسل جبلية تفصل بين الشطرين.
 كان البرنامج يركز على اللا امكانية للوحدة، وندرك من ذلك براعة البريطانيين في جعل أدائهم كله منظما بما في ذلك الإعلام الذي يخدم الفكرة.


لقد نجحت ثورة 14 اكتوبر في اسقاط ذلك المشروع، وفور رحيل البريطانيين تم إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية. وندرك اليوم مدى أهمية تلك التسمية، والتي مهدت لإعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو أيار 1990.

 


الوقفة الثالثة: إنهاء السلطنات
كان ما يسمى باتحاد الجنوب العربي عبارة عن كيان مفكك من سلطنات مختلفة شبه مستقلة، ومن ثم كان قابل للتفكيك، وقيام دويلات صغيرة متصارعة، لذلك يحسب لثورة 14 أكتوبر والجبهة القومية – الحزب الاشتراكي لاحقا – إلغاء السلطنات، وحتى تنتهي من الذاكرة تم اطلاق ارقام على المحافظات، المحافظة الأولى الى السادسة، وتلك كانت عملية حاسمة في إنهاء السلطنات، والتمهيد لإعادة وحدة الأرض اليمنية، وقيام الجمهورية اليمنية.


الوقفة الرابعة: خطاب الرئيس هادي ستظل الدولة اليمنية الواحدة 
تأتي هذه الذكرى 2018 والبلاد كلها واقعة في أزمة، من صنع الإمامة التي عمل نظام صالح على تمهيد الأرضية لعودتها، ومكن لها من العاصمة والمحافظات الأخرى عن طريق المؤسستين العسكرية والأمنية، والتي أدت الى مقتله، بعد وقوع البلد في دوامة، وظهرت كيانات انفصالية تحاول مع الحوثيين مع الإمامة العودة بالبلاد الى ما قبل 62 وقبل 67 ( الاستقلال) وإحياء الكيانين السابقين. وثمة تعاون وتحالف القاسم المشترك فيه إيران.
خطاب الرئيس هادي بالمناسبة، كان قويا وحاسما في أنه لن يسمح بالعودة الى ما قبل 62 وما قبل نوفمبر 67، وأنه سيعمل على المحافظة على الدولة اليمنية الاتحادية من 6 أقاليم ، وذلك هو المتوقع أن يتم، خاصة بعد إحباط محاولات الكيان الإنفصالي لإسقاط الحكومة، واعلان الإنفصال في 14 اكتوبر 2018 .

كلمات دالّة

#ثورة14اكتوبر