السبت 20-04-2024 10:21:52 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تزايد صراع النفوذ داخل مليشيا الحوثيين

الأحد 07 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ فهد سلطان



التحشيد الكبير الذي ظهر به الحوثيون اليوم أمام احتجاجات غاضبة محدودة داخل وخارج جامعة صنعاء أعطى صورة عكسية على غير ما كانوا يتوقعون، تحشيد لمليشيات عسكرية ونسائية مسلحة وبيدهم هراوات وعصى كهربائية، عكس بجلاء حالة الخوف والقلق والرعب، وبدرجة أساسية، من أية خيانات يتوقعون حصولها من الداخل، كما يرى بعض المراقبين لمسار الاحداث والجماعة معاً.


هناك عدم رضا داخل صفوف مليشيا الحوثيين، مع بروز مشكلات تكبر كل يوم، فيهربون منها نحو استمرار الحرب، والحديث عن العدوان الخارجي بما يوقف أية مناقشة أو فتح لهذه الملفات.
تشعر قطاعات واسعة داخل أنصار المليشيا الحوثية أن مجموعات كبيرة دفعت تضحيات جسيمة في التحشيد للحرب ورفد الجبهات بمئات من المقاتلين، وقدمت أولادها وأقاربها قتلى وجرحى، فيما مجموعات قليلة ومحدودة – على علاقة مباشرة بنافذين - قطفت تلك التضحيات لصالحها، ففي ظرف أشهر فقط حصل أولئك على امتيازات وأموال لا حد لها ولا حصر!


حسن زيد، الأمين العام لحزب الحق، وهو أحد أبرز صقور الجماعة، كتب منشورا على صفحته بتوتير يوم أمس قال فيه نصاً: "مررت بشوارع صنعاء وأذهلني العمائر الضخمة والتي تزرع كالأشجار في كل شوارع صنعاء".
وأضاف: "مباني ضخمة لا يقدر عليها الا التجار والنافذون السلطويون الفاسدون دون رقيب او حسيب" حسب منشوره.


وأشار زيد في ذات المنشور الى أنه "شعر بالأسى تجاه الجائعين والذين لا يجدون قوت يومهم، وفي الجهة الاخرى مجاميع مسلحة متأهبة لقمع خروج الجائعين".
هذه اللغة تعكس أزمة كبيرة في داخل أروقة الجماعة، ولا يمكن لقيادي بحجم ومكانة حسن زيد، وهو يعمل وزيراً للشباب والرياضة في حكومتهم، أن يخرج بهذا الكلام دون أن يكون هناك حيثيات كثيرة تدفعه للبحث والتحدث بتلك الحدة والجرأة، وفي الجهة الأخرى يعزز ما يذهب اليه بعض الباحثين في شؤون الجماعة من أن هناك عدم رضى داخل صفوف الجماعة، وخاصة بين هواشم صنعاء، ضد هواشم صعدة، وهؤلاء الأخيرون هم الذين باتوا يتحكمون بالمشهد بالكامل، وهو ما جعل صنعاء وكل البلاد تحت سيطرتهم الفعلية دون أن يتركوا هامشا ولو محدودا للسكان الاصليين.


يشعر حسن زيد، ومن خلال منشوره، أن هواشم ونافذو الجماعة القادمين من صعدة باتوا يزرعون العمائر وسط صنعاء، كما تزرع الاشجار، وهو تعبير مجازي عن السرعة والقدرة، ولا يكاد يتخيل أن يكون هؤلاء منافسين لهم وسط العاصمة التي كانت مغلقة لهم لأكثر من خمسين عاما، يحظون بامتيازات كبيرة ولهم نفوذ داخل الدولة وخارجها.


الفساد داخل جماعة الحوثيين لم يعد سراً، ولم تعد الجماعة قادرة على كبحه أو التحكم فيه، وينذر ذلك بتفجر خلافات بين صفوفها، فيما يمنع انفجارها هو مستوى الإرهاب الذي تتعامل به مع أية ظاهرة تدعو الى التفكك الداخلي، الى جانب الحرب الذين يخوضونها مع الشرعية والتحالف، فيجعلون من ذلك مبرر لإغلاق وتأخير أي ملف من هذا القيلة تحت هذه الحجج.


علي العماد، والذي عين من قبل الجماعة رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ويعتقد انه معين من قبل هواشم صنعاء لمحاولة كبح جماح النافذين الذين ينهبون الدولة بلا رحمة، غير أنه عجز عن فعل شيء وفشل في مهامه وكان الفساد اكبر منه بكثير، وبقدر ما كان العماد من الهواشم الناعمين الذين خدموا الجماعة امام المحافل الدولية وسافر الى الولايا المتحدة لمرات، إلا أنهم يشعرون بتهميش شديد في هذه الاثناء بعد ان اصبح كل امر الجماعة بيد هواشم صعدة فيما باقي المكتب السياسي عبارة عن ديكور لا أكثر.