الثلاثاء 16-04-2024 22:48:58 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

وقفات مع ثورة ال 26 من سبتمبر في العيد ال 56

الأحد 30 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ محمد عبدالكريم



الوقفة 1 : من أقوى الثورات في تاريخ البشرية
تعد الثورة اليمنية 1962 من أقوى الثورات في التاريخ البشري بالنظر الى نظام الإمامة اذي أسقطته، وإقامة النظام الجمهوري؛ فالإمامة التي ظلت قرونا تكرس نفسها باعتبارها والدين شيء واحد، وأنها مقدسة ك الاسلام ذاته، وأنها تفعل ما تشاء، إنها قدر الهي محتوم، والمس بها مس بالمقدس، وردة ومروق من الدين، وأن الجنة والنار بحوزتها، وصاحب تلك القداسة عملية تجهيل عامة ممنهجة ومنظمة شاملة بحيث لا يعرف الناس أي معارف غير التي يقولها الإمام وعماله، وتصب في تعظيم الإمام، وأنه لا يختلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنهم أولاد النبي، ومع الجهل العام لم تجد من يحاجج بالآية الكريمة من سورة الأحزاب التي تنفي قطعا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أبا أحد من الرجال، ومن ثم ليس له ذرية ممتدة .
ساعد على تجذر الإمامة وتقديس الإمام والهاشمية روايات عند الشافعية وأهل السنة جملة لم يتم فحصها أو مراجعتها، وتوظيفها من قبل الإمامة توظيفا منظما.
إننا نتخيل حالة شعب في جهل عام وشامل واقع عليه ظلم وقسوة وتوحش إمامي فظيع، يتقبله بصفته دين ومن أولاد النبي، وأن معارضة الإمامة كفر!!
 إن الثورة على نظام بهذا العتو والتجبر باسم الدين، لثورة عظيمة بكل المقاييس، وتعبر عن أصالة الشعب اليمني وعراقته، وإن انتصار الثورة على الإمامة، أبطل سحرها، واتضح للناس أن الإمامة على ذلك النحو انما هي معادية للإسلام، معادية للإنسان الذي جاء الإسلام لتحريره من العبودية للعباد، والتحرر من الطغيان والفساد.

 



الوقفة 2 : الإمامة ليست مجرد نظام
إن الإمامة ليست كأي نظام ملكي تنتهي بسقوط النظام، إنها فكرة عقائدية، تظل تقاوم، وتتحين الرص للعودة وهذه الخطورة الكامنة في كونها فكرة. لم يكن لدى النظام الجمهوري الجديد، رؤية لكيفية القضاء عليها، وتجفيف منابعها، وإن كانت الثورة عبر مناهج التعليم حققت إنجازات خاصة في مواد التربية الإسلامية بابتعادها عن المذهبية، وتأسيس لوحدة فكرية وثقافية عامة، وكذلك شأن مواد الإجتماعيات، إلا أنها لم تكن عملية شاملة ؛ أي نسف مرتكزات الإمامة وإبطالها، وإظهارها كما هي مخالفة لتعاليم الإسلام، وتقوم على الطغيان والفساد في الأرض، مع بيان جرائمها عبر التاريخ، لقد تعاملت الثورة بقدر كبير من السذاجة مع لإمامة الفكرة، وزاد نظام صالح لاحقا في العمل على إعداد البيئة الملائمة لانبعاث الإمامة، على جميع المستويات، السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية والتعليمية، في إهمال التنمية والزامية التعليم، والتمكين للنفوذ في صعدة، وحتى مع ظهور الجماعة الحوثية مسلحة وخوض الحرب تعامل معها النظام بالتمكين لها بكل الطرق.
 يكفي أن نعلم أنها كادت تختفي بعد هزيمتها الساحقة في سبتمبر 2004 ومقتل مؤسسها حسين الحوثي، لكن صالح مدها بأسباب البقاء، وقدم لها خدمات واسعة، وجعل شريكه في تجارة وتهريب السلاح فارس مناع رئيس لجنة رئاسية للوساطة، للدلالة على الاستخفاف بالشعب، وبالقضايا الكبرى.
ما ينبغي الاستفادة منه أن الإمامة تقوم على اللا تعايش، ومن ثم فإن التفكير بعيد المدى يتطلب رؤية استراتيجية، لقطع دابر فكرة الإمامة، وإلا ستظل البلاد معرضة لدورات من الحروب التي لا تنتهي الا لتبدأ.

 


الوقفة 3: الهدف الأول
التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وإقامة حكم جمهوري عادل.
إن أول كلمة في الهدف الأول التحرر؛ التحرر من الاستبداد من الأهداف الكبرى للإسلام، الاستبداد يعني الطغيان، والطغيان تأله وتربب يخل بالوحدانية، والطغيان والفساد متلازمان ومعهما العذاب. إنه تجبر وعناد وتمييز وقهر وتعذيب وقتل واستعباد واستضعاف، لذلك الطغيان والفساد يتعارضان مع العبادة والعمران فالطغيان إشراك والفساد خراب للعمران ولا صلاح مع الطغيان والفساد، ويكون أشد إن كان يجعل ذاته شرعية ويجعل سلوكه دينا.
التحرر من الاستبداد والاستعمار، انه التحرر من الاحتلال المحلي والاحتلال الخارجي، وهنا فإن الذين صاغوا الهدف، في أذهانهم ثورة يمنية تمل ربوع الوطن اليمني، وليست شطرية، ومخلفاتهما.
 إنه احتياط رائع ودقيق؛ إذ لا يكفي التحرر من الاستبداد والاستعمار، بل القضاء عليهما بالتحرر من مخلفاتهما، ومخلفاتهما عبارة عن عاهات واسعة ، من الأفكار والتعصب المذهبي والطائفي والمناطقي، والجهوي، مع أحقاد وضغائن واسعة.
لقد كان الهدف بحاجة الى برنامج كلي تفصيلي شامل بحيث يتحقق الخلاص نهائيا من الاستبداد والاستعمار ولا تبقى أي فرصة لعودتهما أحدهما أو كليهما.
إن ذلك يتطلب مستقبلا تخصيص فرق عمل لتحويل الأهداف الى برامج وخطط، وعمل لجعلها تتحدث عن نفسها ، وأخذها مأخذ الجد.

 


إزالة الفوارق والامتيازات
إن الامتيازات تأتي من التمييز، وأسوأ أنواعه هو التمييز العنصري القائم على تصنيف الناس ، والتمييز بينهم على أساس العرق أو اللون أو المهنة، والأشد قسوة وظلامية هو الذي يفعله باعتباره دينا ، وينسبه الى الإسلام، وذلك هو ما ترتكز عليه الإمامة، إذ يقولون: إنهم يعتقدون أن الله اصطفاهم على الناس اجمعين، لقد أخذت الإمامة السلطة الدينية من المسيحية، سلطة البابا والكهنة، وهم يصفون بالهداة الى الحق، إنهم فوق الحق، وأكملوا التمييز والتسلط الديني بوصف أنفسهم ب "قرناء الكتاب". إنه تمييز شامل، واحتقار للبشرية جميعا، ولما كانت الإمامة قائمة على التمييز بين الناس فقد صنفتهم إلى سادة وقضاة وقبائل ومزاينة وأخدام، ولكل فئة من تلك الفئات نصيبها إما من الامتيازات أو الاحتقار والإخراج من عالم البشر الى التعامل معها باعتبارها دون الأنعام.
لقد وضع الهدف الأول يده على الجرح، وكان من الممكن إزالة الامتيازات، غير أن نظام صالح لعب دورا محوريا في إشاعة الامتيازات، عن طريق تكريس أسرنة السلطة واحتكارها لأسرة صالح، والتعامل مع المواطنين وفقا لمدى ولائهم للأسرة أم لا وليس للدولة ومصالحها العليا، تمييز المؤتمر الشعبي وداخل المؤتمر نفسه تمييز، وكانت المحصلة اختراق المؤتمر من الإمامة، واختراق الأجهزة ثم استخدام صالح ذاته لإعادة الإمامة.
إن تحقيق الهدف الأول يتطلب دولة قوية صارمة في إرساء المساواة بين الناس واتاحة تكافؤ الفرص لجميع مواطنيها، وإزالة الامتيازات ـ ودفنها ، وأن لا يكون أحد فوق القانون، فذلك هو القيام بالقسط، بدون ذلك ستبقى البلاد مشلولة معطلة، مبددة عناصر قوتها.
إن التحرر من الاستبداد من المقاصد الكبرى للإسلام؛ فالاستبداد طغيان، والطغيان تأله وتربب (إشراك بالله تعالى) وقرين الطغيان الفساد في الأرض، ولفساد خراب ضد العمران، فلا تكون عبادة لله وحده لا شريك له مع الطغيان، ولا يكون عمران للأرض مع الفساد ، ولذلك كان الصلاح يتمثل في الحيلولة دون الطغيان والفساد ، والتحرر والانعتاق منه إن وقع.

  


الوقفة 4 : الثورة 2018 
في 2014 وقع ما يشبه الخسوف ل 26 سبتمبر، والخسوف يظل مؤقتا إذ استعادت المناسبة وهجها في 2015 ، ثم زادت 2017 ، و في 2018 كان وهجها يملأ الآفاق اليمنية، وإن أظلمت عدن فظلامها مؤقت أيضا.
 أثبتت الأحداث أن ثورة ال 26 من سبتمبر ستظل ملهمة للأجيال في التحرر من القهر والاستبداد، التمييز العنصري والكهنوتي البغيض والمعادي للإنسانية.
ما يتطلع اليه الشعب أن يأتي 26 سبتمبر 2019 وقد تم استعادة الجمهورية اليمنية ، الدولة ليكون الابتهاج به أظهر وأعم وأشمل.


لقطة
تناقل الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، تسجيلا مرئيا  
 في المركز الليبي بصنعاء فجأة فتح تسجيل للنشيد لوطني، فتوقف الجميع، وتسمروا في مكانهم، ثم رددوا النشيد، وأطلقت بالونات بلون العلم.