الجمعة 29-03-2024 08:22:26 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر فرحة شعب وميلاد وطن

الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 07 صباحاً / الإصلاح نت - خاص




يوم من الدهر لم تصنع أشعته       شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا


تهل الذكرى السادسة والخمسون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة لهذا العام بكثير من الشوق والحنين لمولود افتقده اليمنيون ظل يتخلق لأكثر من ألف عام.


فاشتعلت المحافظات اليمنية في هذا اليوم الخالد بشعلة الثورة والحرية احتفالاً وابتهاجاً بعدما كادت الإمامة الحديثة لها أيما كيد وأرادت طمسها من ذاكرة اليمنيين ومن تاريخ اليمن بانقلابها المشؤوم في 21 سبتمبر من عام 2014.


إذ لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ثورة عادية أو حدثا عابراً حتى يتجاهلها اليمنيون بعدم الاحتفاء بها أو يتم تناسيها رغم المحطات الكثيرة لوأدها والتآمر عليها، بل كانت ثورة الألف عام بما للكلمة من معنى، فلم يعرف اليمنيون حرية ولا كرامة ولا علما ولا تقدما إلا من خلالها، فقد أخرجتهم من ظلمات التخلف والجهل والمرض التي فرضتها الإمامة إلى النور المبين في شتى مناحي الحياة سياسيا واقتصادياً وثقافياً واجتماعيا.


حيث قضت الثورة على الطبقية والسلالية والعنصرية والتسلط والاستبداد والجهل والفقر والمرض، كما قضت على التسلط الكهنوتي الثيوقراطي الذي جمع كل أشكال الحكم بيد سلطة حاكم فرد مستبد تمر من خلاله كافة التشريعات والنظم والقوانين والعلوم ولم يترك للعمل المؤسسي طريقاً حتى كان الحاكم منهم نصف إله بات يعبد من دون الله.


ومن خلال الثورات المستمرة على الإمامة منذ أكثر من ألف عام، سعت بإحداث ثورات مضادة بكل ما أوتيت من قوة لإخماد الثورات الشعبية التحررية والتي أدركت الإمامة من خلالها أن هذه الثورات ستلج باليمن إلى عهود جديدة لتلحق بركب الحضارة الأممية العالمية، فاستخدمت ضدها كل أنواع التنكيل والبطش والإرهاب، وابتكرت وسائل متعددة لإجهاضها، وشهدت اليمن ولادة أول حركة داعشية عبر التاريخ من خلال الإمامة التي استخدمت العنصرية والتعالي الطبقي إلى قطع الرقاب وبقر البطون وسلب النساء ونهب الأموال وهدم القرى والبلدان وتدمير البيوت وتسميم الآبار وحرق الزروع والثمار، كما استخدمت الحصار والتجويع ونشر الأوبئة المختلفة التي كانت تقضي على نصف الشعب اليمني أو يزيد، كل ذلك عقاباً لليمنيين إن ثار بعضهم وليس كلهم متطلعاً إلى حكم رشيد أو أمن وأمان.


كما لم يكتف المشروع الإمامي بما يحدثه من دمار وإهلاك للحرث والنسل داخل البلاد حتى يستدعي خبراء من الفرس ومستشارين لأئمة قم لإعانة أئمة اليمن في قمع اليمنيين وإجهاض الثورات.


وحينما تشبث اليمنيون بثورتهم وعضوا عليها بالنواجذ لم يألُ الإماميون جهداً ولم يدخروا وسعاً في الكيد للثورة وإجهاضها حتى بلغ بهم الأمر أن استنجدوا بالعدو التاريخي للعرب جميعاً وهو الكيان الصهيوني الذي أمد الإماميين بكل أنواع الأسلحة وساندهم في المواقف الدولية، واحتشد معهم كافة العنصريين السلاليين عربا وعجماً، حتى هزم المشروع الفارسي الإمامي نهاية الستينيات واضطر الإماميون الدخول في مصالحة على مضض مع الجمهوريين ليكيدوا للثورة والجمهورية وهذه المرة من داخلها وبلباس الجمهورية ذاتها.


حيث عملت العناصر الإمامية والسلالية من داخل المؤسسات في الدولة وتم تمكينهم منها من خلال طابور طويل والعمل التنظيمي السري حتى تغلغلت عناصرهم في كل مفاصل الدولة والأحزاب السياسية التي حكمت البلاد في المراحل السابقة وصولاً إلى الانقلاب الكبير في 21 سبتمبر 2014.


وتسلطت هذه العناصر داخل كيان الدولة حتى نخرتها من الداخل فقرَّبت وباعدت؛ قربت السلاليين منها وباعدت الشخصيات الجمهورية واستطاعت أن تزرع لها كياناً موازياً داخل الدولة واختطفتها من الداخل.


لم تأت الحروب الستة في صعدة حتى بدأت الرؤوس الإمامية أن تينع وتطل برقابها محرضة ومخططة، واستطاعت أن تحول بين الجمهوريين العتيدين وبين الدولة والجمهورية، ولم تأتِ ثورة الحادي عشر من فبراير إلا وكان المشروع الإمامي قد نضج على نار هادئة، حيث فكك كل عرى الدولة القوية وعملت عازلاً قوياً بين الجيش والمؤسسات الأخرى والأحزاب المختلفة، لتوجه ضربة قاضية للثورة التعزيزية التي أرادت أن تقوي الصف السبتمبري وتعيد لأهداف الثورة اليمنية ألقها وحيويتها لكن الوقت كان قد أزف.


وهكذا ظل المشروع الإمامي يتنامى ويهدم من الداخل حتى أسقطوا الدولة من داخلها في 21 سبتمبر 2014، ومن خلال الانقلاب على ثورة فبراير استطاع الإماميون أن يحدثوا الانقلاب الكبير على سبتمبر والجمهورية وتمايزت الصفوف وعاد اليمنيون اليوم منذ البداية لإحداث سبتمبر جديد لا مكانة فيه للإمامة ومشاريعها في اليمن.


لا يساور اليمنيين أدنى شك اليوم بإعادة ألق الثورة ووهجها ووجهها المشرق وانتصارها على الإمامة الحفيدة، بل ربما كان الانقلاب لوخز اليمنيين للتذكير بتلك المناسبة العظيمة واليوم الخالد وإحياء أهدافها مجدداً وتصحيحها وتنظيفها مما علقت به من الشوائب.