الخميس 25-04-2024 20:09:31 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

موجة الاغتيالات بعدن.. من يقف وراءها؟

الأحد 23 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - خاص - فهد سلطان

 

في ساعات متأخرة من مساء ليلة الثلاثاء أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار صوب على محمد الدعوسي (30 عاماً) أحد نشطاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأردوه قتيلا، وتوفي متأثراً بجراحه داخل احدى مستشفيات عدن.

ولم تكد تمر تلك الحادثة المروعة، حتى كان الاستهداف الثاني في ظرف أقل من 24 ساعة صباح يوم الخميس، بمحاولة اغتيال طالت القيادي التربوي دبوان غالب عضو المكتب التنفيذي الأسبق في إصلاح عدن، ورئيس دائرة النقابات فيه، والذي نجا من محاولة الاغتيال تلك بأعجوبة.

وظهر اليوم الأحد 23سبتمبر/ أيلول 2018م كان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار على رمزي محمد الصغير -مدير مدارس البنيان الأهلية في حي المنصورة- واردوه قتيلاً امام الطلاب والمدرسين، ولاذ المسلحون بالفرار، كما هي العادة.

ويعمل الشهيد رمزي الصغير عضواً في مجلس إدارة جمعية الحكمة اليمانية فرع عدن، وكان يعمل مديراً لمدارس البنيان خلفا للشيخ فهد اليونسي، الذي اغتيل هو الآخر في 18 أكتوبر/ تشرين أول 2017م.

 الاغتيالات في مدينة عدن دشنت بعد تحرير المدينة منتصف 2015م من تواجد الحوثيين وبأشهر قليلة، واستمرت تلك الأيادي الآثمة تعبث بالمدينة وبأهلها دون الكشف عن أية حادثة اغتيال حتى الآن، رغم أن الحوادث طالت قيادات عسكرية ومشايخ ورجال دين وشخصيات سياسية ومدنية بينهم محافظ عدن السابق جعفر محمد ادريس.

 وفي إحصائية غير رسمية، فقد طالت الاغتيالات حتى الآن 44 عالماً وداعية وخطيباً بمدينة عدن، تنوعت طرق اغتيالهم، الى جانب 45 ضابطاً في الجيش والأمن، و4 من حملة الدكتوراه من ضمنهم عميدة كلية العلوم، الدكتورة نجاة علي مقبل ونجلها المهندس سامح وطفلته بمدينة انماء، والتي قتلت في 16 مايو/ أيار 2018م.

 موجة الاختطافات تزايدت كذلك بشكل كبير عنها في الأعوام السابقة، فقد وصلت الى 150 بين طالب علم وعالم دين، قتل بعضهم تحت التعذيب، وسجن حتى الآن -وفق إحصاءات لمنظمات محلية- قرابة 2000 شاب من مختلف التيارات السياسية والحزبية والدينية والاجتماعية، تعرضوا لألون من التعذيب كشفت عنها منظمات دولية، في تقارير متتابعة، وصل الامر حد التحرش الجنسي والاغتصاب المباشر، الى جانب 35 شخصاً لا يزالون مخفيين قسراً لا يعلم عنهم حتى الآن، ومستمر إخفاؤهم منذ قرابة عامين.

على الجانب الرسمي تكتفي السلطة المحلية في عدن بإطلاق التهديدات على التيارات الحزبية، دون أن تخرج أية إشارة أو تحقيق أو مؤتمر صحفي حول موجة الاغتيالات التي ترهب المدينة منذ قرابة أربع سنوات ولا من يقف خلفها.

 يذهب ناشطون حقوقيون وسياسيون الى تورط بعض الجهات الأمنية في عدن، وهي جهات متعددة وأغلبها لا يخضع للسلطات الرسمية، ويرتبط بعضها بشخصيات لا صفة رسمية او قانونية لها، وسبق لها ان توعدت -عبر حساباتها الخاصة- بتصفية المدينة من كل رجالاتها الذين لا يسيرون في فلكها أو ضمن مشاريعها المشبوهة.