الجمعة 29-03-2024 18:13:37 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

قراءة في كلمة رئيس الحزب في ذكرى التأسيس (1-2)

السبت 15 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت– خاص
 

 

الإصلاح عنوان الشراكة الوطنية والنضال السياسي السلمي

انطلقت كلمة رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ليلة الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيسه، من ذكرى الهجرة النبوية "ابتداءً"، والتي لم تكن قد مر عليها سوى يومين فقط، و"انتهاءً" بذكرى ثورة سبتمبر الخالدة، والتي يستعد اليمنيون لذكراها بشوق بعد أيام قلائل في يوم 26 من الشهر الجاري.
كان الربط بين مناسبة التأسيس لذكرى الحزب وذكرى الهجرة النبوية دقيقاً، خاصة مع الواقع الذي تعيشه اليمن في هذه الأثناء "بما حوته – الهجرة- من معاني الصبر في مواجهة العنف والأذى والاستبداد، وما أرسته من استعلاء بالقيم في مواجهة عواصف الجهل وبما صنعته من تحول كبير في مسار التاريخ الإنساني".


فالإصلاح اليوم يخوض معركة كبيرة الى جانب الشعب اليمني، في مواجهة مباشرة مع الإمامة ومخلفاتها البغيضة، والتي تحاول أن تختطف وطناً كبيراً بحجم اليمن، وتعيده إلى براثن الجهل والاستعباد من جديد، بعد أن من الله على هذا الشعب بثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين. وهي المناسبة التي ستذهب الكلمة إلى التذكير بمعانيهما كاملة، في ذكرى تأسيس الإصلاح وفِي أفياء ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر بما تمثلانه من انتصار لقيم التحرر والانعتاق من قيود طغيان الطائفية السلالية الإمامية ومن الإستعمار البغيض.


إنها لدروس وعبر من الماضي البعيد كما في ذكرى الهجرة النبوية، ودروس وعبر من الماضي القريب كما هو الحال لذكرى الثورتين الخالدتين – سبتمبر واكتوبر - وما جسدتهما من معاني التحرر ورفض الظلم والسير مع قيم الحرية والعدالة حتى خط النهاية، وعدم الاستسلام الخضوع إلا لله وحده لا شريك له.


وتذهب الكلمة في مقدمتها - أيضاً - للتذكير بمهمة كبيرة لا تخص اليمنيين فقط بل تتجاوز لذلك إلى الإقليم والعالم العربي والإسلامي, وهي مهمة نيابة عن الأمة في الحفاظ على هويته العربية والإسلامية، أمام المد الفارسي الذي يحاول جاهداً تغيير واقتلاع الهوية وتجاوز التاريخ وزرع بؤر الفتنة والفساد أسوة بما جرى في دول أخرى، عانت -ولا زالت تعاني- من هذا الطاعون الكثير.


يذكر الأستاذ اليدومي في كلمته بذكرى التأسيس, التي تصادف 13سبتمبر من كل عام، بأهداف ومنهج الإصلاح الوسطي، والذي حافظ الحزب وأعضاؤه على هذا التوجه ولم يحيدوا عنه طيلة هذه السنوات والتي تزيد على ربع قرن، فذلك الخط الوسطي الواضح مثل المسار والملتقى الذي يجمع الشرفاء والوطنيين تحت غاية واحدة قضية واحدة.


وسيراً مع تلك الأهداف الإسلامية الوسطية والوطنية المنبثقة من هوية وقيم الشعب اليمني، والتي وجدت فيه – الإصلاح- جموع المنتسبين، من كل فئات وشرائح المجتمع ملاذا آمنا بفكره الوسطي ونهجه المعتدل وخطابه الواعي وسلوكه المتزن.


واستطاع الإصلاح – حسب اليدومي- أن يكون إضافة مهمة للنسيج السياسي الوطني وخاض مسيرة طويلة من النضال السلمي، بأدوات العمل السياسي، وشريكا مهما مع كل القوى الوطنية في معركة البناء وتعزيز مبادئ التوافق والشراكة، كخيارات آمنة كما خاض معركة تحرير الوعي الشعبي من رواسب الماضي ومقاومة أفكار الاستبداد الإمامي السلالي والتطرف والخرافة.


ان استشعار تاريخ اليمن الأرض والإنسان؛ البلد المتنوع ثقافياً وفكرياً ومعرفياً وجغرافياً وتاريخا عريقا ضاربا جذوره في أعماق التاريخ، لا يمكن أن يحكم بالعنف ولي ذراعه أو محاولة تجاوز تاريخه ونضالات رجاله وعظمائه على مدى التاريخ كله القريب منه والبعيد. ومن هنا جاءت مبادرة الأشقاء في دول الخليج والحوار الوطني ومخرجاته بمثابة سفينة إنقاذ للبلد، حين سعى العابثون لتدميرها برغبات مجنونة في بناء مشاريع أوقعت الشعب في بحار التيه والضياع.


وتأتي الفقرة الخامسة التي تناولتها كلمة رئيس الحزب لتؤكد بوضوح لا لبس فيه مفهوم الدولة في أدبيات وفكر الإصلاح فـ "لم يكن حديثا مترفا ولا تناولا لقضية هامشية بل حديثا واضحا عن أهم قضية وطنية فتلاشي الدولة يعني سقوط الوطن وتجزئته وتفتيته وإقامة الكيانات الصغيرة ويمهد الطريق لحكم المليشيات المتناحرة ويعني الإنهيار الشامل والغرق في مستنقع الصراعات والحرب والدمار.


لقد واجه الإصلاح آلة إعلامية شرسة داخلية وخارجية تحاول أن تشيطن الحزب وتذهب به بعيداً عن المعركة الحقيقية التي يخوضها الشعب اليمني ضد عودة الإمامة البالية والبغيضة, وهذه المحاولات المحمومة حاولت ولا زالت تغيب كثير من الحقائق وتفتري على الحزب صباحاً ومساء، ورغم كل ذلك، حرص الإصلاح على أن يكون حزب الناس، القريب منهم المتطلع الى أحلامهم السائر في ركبهم فلا يتجاوزهم أو يستعلي عليهم أو يتأخر عنهم، "لم يكن الإصلاح في يوم من الأيام إلا جزءا من النسيج اليمني الذي يتشارك الجوار والمصير مع محيطه الخليجي والعربي وإن أي حديث عن تصنيفات ومحاور يصنعها إعلام الزيف ويزج باسم الإصلاح فيها هو حديث فارغ المحتوى لن يثني الإصلاح عن معركته الحصرية في مقاومة الإنقلاب واستعادة الدولة، وفي هذا الصدد نؤكد بأننا فتحنا قلوبنا وانفتحت سياساتنا على كل الأشقاء وكل الشرفاء الذين أبدو الاستعداد لتقديم العون لشعبنا في محنته التي نتجت على الانقلاب".


لقد كان الإصلاح الرائد الذي لا يكذب أهله، يحذرهم في لحظات الغفلة, ويقف الى جانبهم في لحظات المحنة, ويحرسهم في لحظات الاستقرار والدعة. وحين أطلت الإمامة بقرونها من صعدة وبدأت بالزحف نحو العاصمة صنعاء، كان الإصلاح اول من حذر من عواقب التراخي تجاه هذا الوباء القادم، وفي اللحظة التي كانت قوى ترحب وتبشر وتزيف الحقائق وتقلبها رأساً على عقب، كان الإصلاح يسير على خط ثابت وواضح، وتحمل تبعات ذلك الموقف وقدم تضحيات جسيمة ولا يزال.


وتأتي كلمة اليدومي في هذا السياق بوضوح بأن "الإنقلاب – يمثل - تهديدا للمشروع الوطني وقام بضربه في العمق وليس ثمة رد عليه بعد معركة التحرير أفضل من إعادة بناء مؤسسة الجيش على أسس وطنية ومنع أي تشكيل مسلح خارج إطار الدولة وسلطاتها، ذلك لأن توحيد البناء العسكري والأمني في إطار مؤسسات وطنية هو بوابة الاستقرار، كما أن تهديد الإرهاب يقترب من خطر الإنقلاب ويشاركه مهمة إغراق البلاد في الفوضى ولذا فإننا في التجمع اليمني للإصلاح. ندعو الى وجود استراتيجية وطنية تعالج ظاهرة العنف والإرهاب، استراتيجية تعمل على معالجة المشكلة من جذورها ومسبباتها الحقيقية فتنشر المعرفة وتعالج الفقر وتوفر الأمن وترعى الحريات وتجرِّد المتطرفين من استخدام الدين في معارك هي على النقيض من قيمه ومبادئه التي تدعو الى السلام وتحرم سفك الدماء وتصون الحقوق وتحث على الإلتزام بالقانون العام ولا تقر التطرف الفكري وتشجع على الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك".