مدخل: عائقان..
العائق الأول:

لا أدعي أني قادر على الإحاطة بموضوع كهذا وفي غضون حلقتين مهما اتسعت مساحتهما; نظراً لأبعاد الموضوع وارتباطاته بموضوعات عدة ــ تديناً وسياسيا وفكريا وتاريخيا وثقافيا!

العائق الثاني:

تنفيديٌ متعلقٌ ببلورة الموضوع وإخراجه للنور. هذا العائق هو الأقوى; ذلك أنه رافقني من اللحظات الأولى وأنا "اقمِّشْ" افكار مسودة الموضوع, فكانت مخيلتي مستحضرةً القارئ الضمني المتمثل في العقل السني التقليدي الذي ترك منهج كبار الفقهاء عبر التاريخ, واستسلم للاختراق الشيعي فكانت النتيجة اعتماد كل ما كتب في التراث الفكري أنه مسلّماتٍ لا يجوز اثارة التساؤلات حولها!

وجوب البيان:
ولأن واجب التبيين أمرٌ إلهيٌ فقد جعلت من هذا الواجب خطاما ــ حبلاً- لويته على خيشوم عواطفي وجذبتها بقوة, صادعا اياها بالقول بأن عملي قائم على أسس منهجية علمية متعارف عليها, وليست أقوالا انطباعية أو شطحة عابرة.

تقسيم الدراسة :
حاولت تقريب الفكرة للقارئ من الجانب الفني مبتعدا عن تعقيد التقسيم, هذا اولا,
وكذا تبسيط الاسلوب قدر المستطاع حتى يتمكن القارئ من فهم المقصود ثانيا,
وقد تمثل التقسيم في مقدمة قصيرة وثلاثة محاور, وتحت كل محور فروع ونقاط عدة, وذلك على النحو التالي:

المقدمة:
نظرات حول الحضارة الفارسية
المحور الأول: التمذهب سبق التدوين
المحورالثاني: الإختراق الشيعي للفكرالسني؛ مجالاته ..آثاره.. نتائجه.
المحور الثالث: إعادة التأصيل فكريا وسياسيا ضرورة مقاصدية

الحضارة الفارسية:
غير خافٍ على مطلع مكانة الحضارة الفارسية, والتي استمرت قرابة 12 قرنا قبل الإسلام، والقرآن أشار اليها ضمنيا في سورة الروم ــ غلبت الروم ـ أي غلبتها فارس.. أيضا ورد ذكر فارس والروم في أحاديث نبوية كقوله (ص) لتتبعن سَنن من كان قبلكم ... فقيل من يارسول الله: فارس والروم؟ قال: نعم.

ما الحضارة ؟
نحاول تقريب معنى الحضارة بأنها الموروث المادي كالبنيان والآثار والزراعة والري, وكذا الموروث الديني والثقافي والفكري والسياسي والفلسفي والتاريخي والطبي والأدبي.

خصائص حضارة فارس:
جمعت حضارة فارس بين الديانة البرهمية والتي تحولت الى مجوسية, ثم الى عقائد مختلفة مانوِيَّة وزرادشتية.. الخ. أشياء لا يهمنا ذكرها!
كما جمعت هذه الحضارة بين خرافة الهند وشعوذاتها, والسحر وعقائد مختلفة.
أيضا جمعت بين فلسفة اليونان, وفلسفة حوران بالشام, وبطبيعة الحال أدخلت تعديلات وتفاسير وإضافات على الفلسفتين الآنفتين, وكان المنتج فلسفة هجينة أبعد عن العقل والمنطق واقرب الى الخرافة!

برهانان:
البرهان الاول:
اعتقادهم ان الملك خلق من راس براهما الإله وبالتالي لا ينازعه احد في الملك بل ولا يستحقه احد إلا من كان من سلالة الملك ولو من طريق النساء أقارب الملك وان بَعُدْنَ!
لقد خلفت الحضارة الفارسية الكثير من الموروث ــ كتابيا- , وكتاب الحكمة الخالدة المتمثل في عهد الملك انوشروان مؤسس الكسروية يعد نموذجا حيا يعطينا مدى قوة ومتانة الإرث السياسي!

البرهان الثاني:
التلمود اليهودي:
الفقيه الجليل مصطفى الزرقا -رحمه الله- اشترك مع آخر في تحقيق كتاب التلمود, والذي تضمن قواعد التعامل مع نصوص التوراة. هذه النسخة حسب الزرقا هي النسخة الأصلية الصادرة من مدينة الناصرة بفلسطين وهي لا تتعدى 100 ص, مشيرا الى ان نسخة التلمود في فارس بلغت 17 مجلداً، وأن إسرائيل أقدمت على ترجمة النسخة الفارسية الى20 لغة؛ لأنها تضمنت تفاصيل خرافية حول عودة اليهود الى القدس والانتصار على الفرس, وفيها الماشيح الدجال الذي سيقيم دولة اسرائيل العظمى!
طبعا هذه الآمال كانت لليهود الذين أسرتهم بابل ابان احتلال القدس [وخلصتهم فارسٍ], وظلوا تحت الاستعباد مئا ت السنين, فكانت هذه التخاريف بمثابة تعزيز احلام اليهود وحث على الصبر والتمسك بالديانة واحتقار وثنية الفرس, والاستعلاء العنصري اليهودي وزمن العودة قادم!
اذن:
هذان نموذجان بارزان يشيران الى مدى ضخامة الموروث الفكري الفارسي بغض النظر عن المضمون.
جديد الحضارة الفارسية في العهد الإسلامي:

الإجابة على هذا السؤال سيكون احد نقاط المحور التالي.
المحور الاول: التمذهب سبق التدوين:
تهاوت مملكة الاستبداد والظلم الفارسية في زمن قياسي على ايدي المسلمين, في عهد الفاروق -رضي الله عنه-, وهذا سر عداوة الفرس حتى اللحظة للخليفة عمر!
لقد أسلم من أسلم من الفرس وهم قليل قياسا بعدد الفرس يومها, هؤلاء الذين أسلموا جعلهم عمر مُلّاكاً للأرض, ولم ينتزع الأرض من غير المسلمين, بل تركها في أيديهم, ولم يشترط عليهم أن يسلموا!
فبقي الكثير على دينهم, وأسلم قطاع من النخبة كقادة الجيش والوزراء والتجار والوجهاء والاقطاع, وكان إسلام اكثرهم تظاهرا ليس إلاّ وهدفهم هو الكيد للإسلام اولا, وللدولة الإسلامية ثانيا, وسنرى لاحقا ان اكثر العوام ممن اسلم مخلصون فقد تحولوا بمرور الايام متشيعين للفرس من باب الجهوية والعرقية والثقافة والشعوبية الخ.

باختصار:
الحضارة الفارسية ذات تجربة غنية ثقافيا وحضاريا, بخلاف العقل العربي الخام القادم من الجزيرة العربية يحمل رسالة الإسلام, وخلفيته الفلسفية والثقافية دون الثقافة الفارسية بكثير, والدليل البارز هو:
انه بعد ذهاب العهد الراشدي, خضع العقل السياسي العربي للترويض الفارسي وأصبحت مظاهر الدولة الإسلامية كلها فارسية كسروية 100% مع فارق واحد هو الشعار الإسلامي فقط!

جديد الثقافة الفارسية:

التجارب المكتسبة ثقافيا عبر تاريخ الحضارة الفارسية كان لها الدور البارز في انضاج ثمار الاختراق بقوة!
1ــ اما عن مضمون جديد الثقافة الفارسية: فقد اختارت النخبة الفارسية وجهتها بعناية; كون هذا الاختيار مصمم لهدم تعاليم الإسلام من داخله ولكن بأفكار من خارج الإسلام وكانت التجارب الثقافية التاريخية الفارسية وسيلة فائقة في التلبيس وقلب الحقائق!
2ــ لقد اختارت النخبة الفارسية ثقافة ذات نَفَسٍ كنسيٍ بابوي وكذا ثقافة التلمود وتقديس الأحبار تحت شعار خادع هو: (شرع من قبلنا شرع لنا)!
هذا النفس سنلتقي به لاحقا عند المدرسة السنية التي اختارت التصوف المتفلسف!

البداية:
3ــ بدأت النخبة الفارسية توجهَها على نطاق ضيق, وكانت الضربة القاصمة الاولى هي: اغتيال الفاروق بيدٍ فارسية مجوسية!
4ــ اتسعت النخبة باسم الإسلام, ومظاهر الوقار والزهد وكانت الكارثة مقتل الخليفة الثالث ــ بغض النظر عن الفاعل المباشرــ وصولا إلى انقسام أهل الشام وانتهاءً بمعركة الجمل وصفين وهلم جرا!

استغلال المواقف:
5ــ استطاعت النخبة الفارسية توظيف الموقف علناً مستغلةً الانقسام السياسي, غير ان العمل الفارسي لم يكن يعمل في دائرة الاهتمام فحسب وإنما عمل في دائرة التأثير, وما أدراك ما التأثير؟

التمذهب الشيعي المزوّر

6ــ أظهر التمذهب الشيعي انه لصالح الإسلام والخليفة الشرعي, وهنا حضرت الثقافة الفارسية متمثلة في صناعة:

أ/رواة أحاديث شيعة متعصبين.

ب/ رواة أحاديث فيهم تشيع! وهذه الأخيرة كان خطرها اشد; لأنها غير متعصبة! وهذا انطلى على العقل الفقهي السني كما سنلاحظ.

النتيجة:
7ـــ نجحت حركة وضع الأحاديث المكذوبة ونسبتها إلى رسول الإسلام، ولكن بنسبة اقل!

ظهور شريحة إخباريين:

10ــ هذه الشريحة أيضا تم تقسيمها الى:
أ/ إخباريين شيعة متعصبين.
ب/ إخباريين فيهم تشيع.
8ــ هذا التقسيم كان واحدة من ثمار التراكم والتجارب الثقافية الفارسية الموروثة!
9ــ وللقارئ ان يسأل عن الفرق بين شيعي, ومتشيع? والجواب أن الشيعي يقصد به المتعصب يعمل في الوسط الفارسي الخاص وفي أوساط أخرى, وقد يلاقي قبولا ورفضا, بخلاف المتشيع فهو يعيش في الوسط السني وهو فقط يظهر المَيل قليلا الى حب علي وفاطمة وأولاد النبي, ويتظاهر بحب عمر والصديق والصحابة, متخذا من هذا الحب المزور جواز عبور لضمان نجاح فكرة الاختراق وزرع الفكرة الشيعية في العقل السني البريء الذي يحمل حبا لعلي والصحابة... الخ.

من هم الإخباريون?
10ــ الإخباري غير الراوي, فالراوي يروي نصا مسندا وغير مسند الى الرسول (ص), وقد يكون النص قصيرا منتزعا من سياقه, لكن الإخباري يقدم الرواية في قصة متكاملة الأسباب والمقدمات محددا أسماء أشخاص القصة وو ! وهذا الخيال هو ثمرة للموروث الثقافي الفارسي!
11ــ هذه الشريحة انقسمت بين شيعي ومتشيع على الصفة والهدف الآنف.

ظهور مؤرخين: تمذهب وتدوين

12ــ التدوين عند العرب عموما كان غير موجود إلا في نطاق لا يستحق الذكر, بخلاف الحضارة الفارسية!
13ــ استطاعت النخبة الفارسية ان تحرز هدفا قويا تمثل في ايجاد مؤرخين بوقت مبكر، كما سنشير في موطنه, وتم تقسيمهم ايضا الى قسمين:
أ/مؤرخون شيعة متعصبون.
ب/ مؤرخون فيهم تشيع.
وهنا يكون التشيع قد سبق تمذهبا وسبق تدوينا بخلاف العقل السني فهو لازال بعيدا عن هذا المضمار الحيوي والخطير!

مجالات التاريخ:
14ــ من يتأمل المجالات التي كتب حولها مؤرخو الشيعة المتعصبون والمتشيعون, سيجد المجالات التالية:
ــ بيعة ابي بكر تحت عنوان السقيفة, الردة حرمان فاطمة من ارثها, ضرب عمر لفاطمة, موقف علي والعباس, الشورى, والمقصود هنا بيعة عثمان.
بيعة علي, خروج عائشة ضد علي, معركة الجمل, صفين, النهروان, دير الجماجم, كربلاء, القتلى من عيال النبي في كربلاء, الخوارج, خروج بن الأشعث ضد الحجاج, فضائل علي, فضائل الآل, فضائل الهاشمية, الهاشمية المطّلِبِيّة.

15ــ الملفت للنظر جدا جدا هو أن كل واحد من هؤلاء المؤرخين كتب عشرات الكتب في المجالات الآنفة؛ أي انه استوعب هذه المجالات, وهكذا جميعهم مع ملاحظة هي: أن المتعصب يبالغ في الكذب, والمتشيع يكون أقل كذبا بحيث يقتصر على بعض الأكاذيب, ويترك بعضها ليكملها متشيع آخر!
وإذن: نحن أمام تنظيم حركي بكل ما تحمله كلمة تنظيم من معنى!
كما أن كل واحد من هؤلاء ــ راوي, إخباري, مؤرخ له جمهوره في التصديق وبالتالي يكون ماتم رفضه كون راويه متعصبا يكون قد ورد عند متشيع, وهنا العامة والعلماء يقبلون بطبيعة الحال!
16ــ ولأن عدد المؤرخين والإخباريين والرواة بلغوا ارقاما يتجاوز العشرات; الأمر الذي يجعل المجتمع يتساءل: هل هؤلاء جميعا كذابون؟
17ـــ جاء نقاد السنة ولا شك أنهم سيختلفون في التقييم, وهذا ما حصل; لأن التقييم خضع كثيرا لمعايير وجدانية لا علمية!
اعني معيار التقييم لم يكن منهجيا صارما, وإنما خضع لمعايير مرتكزة على التقوى وحرمة التجريح; لأن المسلم عدل الا في نطاق ضيق, وهنا فالتقييم المنهجي بين طعن فقيهٍ وتوثيق آخر, فتميع المنهج!

18ــ ظلم الحكام في العصر الأموي والعباسي كان له دور في التقاء فريقي السنة والشيعة; الامر الذي أدى الى غض الطرف عن الراوي والمؤرخ والإخباري، ويتم رفع شعار حب آل البيت إغاظة للحكام وكراهية لهم!
19ــ التملق للعباسيين: كونهم من الآل وهاشميين وأصحاب سلطة, كل هذا وغيره اعان على عدم ضبط التقييم لما يقدمه الراوي والإخباري والمؤرخ, لا سيما المتشيع الأقل تعصبا!

نماذج للرواة والإخباريين والمؤرخين:
أولا الرواة:
1ــ حية الغرني: كذاب متعصب توفي 76 هــ وهو صاحب رواية "عمار تقتلك الفئة الباغية"!
2ــ إسماعيل السُدِّي كذاب مشهور بتعصبه وقد روى طائفة من الأحاديث عن فضائل علي وأولاده, وهو صاحب رواية خروج الحسين الى كربلاء!
3ــ سالم بن ابي حفصة شيعي توفي 137 هـ وهو صاحب رواية "فضيلة الحسين".
4ـ الحارث بن حصيرة توفي141 هــ وهو راوي "علي آخر الوصيين", وقصة خروج عائشة، وقصة النهروان وكربلاء, واختلق قصة مقتل الصحابي حُجْر بن عدي الحضرمي وعشرة من الصحابة قتلهم معاوية!
الغريب أن ابن جرير الطبري اعتمد هذه القصة في تاريخه, بل واعتمدها الفقيه ابن العربي المالكي صاحب العواصم, وهذان مرجعان لأهل السنة!
5ـ عمرو بن شمر راوي قصة "عطش الحسين ومعاناته للعطش وهو جريح"!
6ــ عمرو القتَّاد هو صاحب رواية "كلاب الحوأب" التي نبحت جمل عائشة والهدف أن الرسول غضبان عليها لأنها خرجت من بيتها! ورويت القصة من طريق آخر واعتمدها الطبري!

ثانيا: الإخباريون:
1ــ سليم بن قيس الهلالي شيعي توفي 85 هـ، وله كتب كثيرة.. انتبه أيها القارئ تدوين مبكر في غفلة العقل السني!
من كتبه "السقيفة والردة والفضائل" وهو راوي قصة كسر عمر لذراع فاطمة وضلوعها! وهو صاحب رواية الأئمة بعدي 12 كلهم من قريش, وهذا الحديث موجود في البخاري من طريق متشيع, وهو صاحب كتاب "الإمامة ورجعة علي من الآخرة"، و"فضائل علي"، وهو صاحب رواية مذهب التقية ــ النفاق ـ جائز بل واجب للشيعي أن يستعمل التقية!
2 ــ هشام الكلبي حفيد الكلبي السابق! وله كتب كثيرة جدا مليئة بالفظائع, وهو أبرز مصادر المؤرخ البلاذري في فتوح البلدان ومصدر للواقدي صاحب فتوح البلدان وهذا معدود سني, وهو من مصادر الطبري السني! وهو صاحب "ردة الصحابة بعد موت النبي" (ص) . وردة أهل اليمن والجزيرة, وهو مؤلف كتاب "مثالب بني أمية", وهو شيخ المؤرخ السني ابن سعد, وخليفة بن خياط. أما الطبري فقد ادخله في تاريخه 8 مجلدات, وكذا أخذ عنه ابن الجوزي!
وهو مصدر شارح نهج البلاغة ــ ابن أبي الحديد!
3ــ النوبختي شيعي متعصب له كتب كثيرة, وهو من مصادر الطبري والمسعودي والأصفهاني!
4ـ الرواجني شيعي متعصب كتب كثيرا وهو أحد مراجع الطبري والأصفهاني, وراوي قصة الحكمين وصفين ومقتل علي و الحسين وقصة الخوارج ومواقف مختلفة!
5ــ ابن أبي حصن أورد 300 رواية عن يوم الجمل ونقلها عنه الطبري, وهو راوي أن عائشة حرضت على قتل عثمان!
6ــ أمية بن خراش له كتاب متخصص في الطعن علي ابي بكر وعمر بل وطعن في الرسول (ص) بأنه فعل أشياء من أعمال الجاهلية وعلي سلم منها!
7ــ ابن أبي الثلج تخصص في تفسير القرآن وأنه نزل في علي وفقط!
8ــ الغلابي صاحب قصة الحرة وهتك نساء الصحابة على يد جيش يزيد بن معاوية!
هؤلاء اقل القليل من الرواة والإخباريين، وهناك الكثير لا يتسع المقام لذكرهم.

ثالثا: المؤرخون:
1ــ المسعودي شيعي
2ــ اليعقوبي شيعي
3ــ البلاذري متشيع
4ــ الواقدي متشيع
5ــ ابو الفرج الأصفهاني متشيع جدا

يتبع الحلقة الثانية..
الاختراق الشيعي
آثاره ونتائجه