الخميس 18-04-2024 04:31:16 ص : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الأهمول بحزم العدين..البلدة المحاصرة بمليشيا الحوثي وغياب دور المنظمات

الأحد 26 أغسطس-آب 2018 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ إب

    

تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية محاصرة أهالي بلدة الأهمول بمديرية حزم العدين – غرب محافظة إب، وسط اليمن، في ظل صمت محلي ودولي تجاه الجرائم والانتهاكات التي تمارسها المليشيات بحق مئات المواطنين غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

 

وتقع البلدة غرب مدينة إب، وهي جزء من مديرية حزم العدين، حيث تقع في أقصى شمال المديرية وتلاصق مديرية "وصاب" التابعة لمحافظة ذمار.

 

حيث شهدت المنطقة مواجهات مسلحة في الأشهر الأولى للحرب وقاومت إجتياح مليشيا الحوثي بعد الإنقلاب الى جانب عديد مديريات في محافظة إب لكنها كانت تفتقد للدعم وخذلتها السلطة الشرعية والتحالف.

 

تصنف الأهمول ضمن المناطق الأكثر فقراً على مستوى اليمن، ويعيش كافة سكانها الذين يقدر عددهم أكثر من اربعة آلاف نسمة تحت خط الفقر، وتخلو منطقتهم من كافة الخدمات الأساسية، بما فيها التعليم، ما جعلهم يعملون في المهن البسيطة ويعيش أغلبهم تحت خط الفقر.

 

وتخضع البلدة لحصار خانق من قبل مليشيا الحوثي منذ 27 يوليو الماضي مع قصف لقرى البلدة الريفية بالأسلحة المختلفة، نجم عنه إصابات في صفوف النساء والأطفال.

 

وشنت المليشيا حملة اختطافات للمدنيين من أبناء المنطقة، وصل عددهم 52 شخصا معظمهم من كبار السن، وزجت بهم في السجون ولا يعرف مصيرهم حتى الآن بحسب مصادر محلية.

 

وتحاصر مليشيا الحوثي قرى "الأوهار والخرابة والمدرج" في البلدة وتمنع ادخال المواد الغذائية والأدوية، واحتجزت خمس سيارات تابعة لأبناء المنطقة مع حمولتها من مواد غذائية وبضائع، وتحظر عناصر المليشيا المواطنين من الدخول إلى تلك القرى أو الخروج منها.

 

ويناشد سكان المنطقة المحاصرون وناشطون من أبناء المنطقة الحكومة الشرعية والمنظمات الحقوقية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الوقوف إلى جانب سكان البلدة والضغط على مليشيات الحوثي لإنهاء حصارها المطبق عليهم.

 

إدانات ضعيفة

 

وفي أول ردة فعل تجاه انتهاكات مليشيات الحوثي بحق أبناء الأهمول أدان "ملتقى أبناء حزم العدين"، في بيان له، تلك الانتهاكات وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية القيام بواجبهم في الضغط على المليشيا وإيقاف عدوانها الوحشي ضد المدنيين وسرعة النزول للمنطقة المحاصرة للإطلاع على معاناة الأهالي.

 

ودعا التجمع الأهلي الى عقد اجتماع يضم قيادتي المجلس العسكري والسلطة المحلية بمحافظة إب لتدارس الوضع والتدخل لوضع الحلول العاجلة لما يتعرض له أبناء الأهمول.

 

واستنكر البيان ما تقوم به مليشيا الانقلاب الحوثية ضد أبناء المنطقة من قتل وتشريد لأهالي المنطقة ومداهمات واختطاف العشرات من المدنيين وترويع النساء والأطفال.

 

وكانت العديد من الأسر قد تمكنت من الفرار في أوقات سابقة من المنطقة ونزحت الى محافظات مجاورة ، في حين يواجه السكان الباقون مصيرا سيئا على يد مليشيا توصف بالإجرامية ولا تتردد في ارتكاب مختلف الإنتهاكات.

 

ويبدي أبو جواس عشتون الهاملي، وهو نازح من الأهمول في مأرب أسفه من تقصير قيادات المحافظة والحكومة الشرعية تجاه أبناء الأهمول.

 

وقال أبو جواس: " يعيش أهلنا في الأهمول ظروفا انسانية بالغة الصعوبة نتيجة الحصار والتنكيل والاختطافات التي تمارسها عناصر مليشيا الحوثي .. ولم تقدم إليهم أية جهة أي دعم مادي أو معنوي. لم نستطع مساعدة الجرحى الذين يحتاجون للعلاج ، او رفع الحصار عن المئات من النساء والأطفال والشيوخ المحاصرين أو تتبع أخبار المختطفين".

 

وأضاف: "نحن كذلك نعيش ظروف صعبة مع أسرنا في مخيمنا في منطقة العرق آل شبوان شرق مدينة مأرب".

 

 وقال إن المخيم الذي يأوي عشرات الأسر النازحة من أبناء الأهمول يفتقد الكثير من الخدمات وفي مقدمتها الخيام والمواد الإيوائية والماء والكهرباء والمواد الغذائية.

 ويقع مخيم الأهمول خارج المربع الأمني لمدينة مأرب.

 

ويقول ابو جواس إن النازحين تعرضوا للسرقة من قبل مسلحين ملثمين مجهولين ما اضطرهم لوضع نوبات حراسة على مدار الساعة.

 

ويعيش النازحون أجواء خوف أحيانا بسبب اشتعال معارك جانبية في المناطق المجاورة للمخيم.

 

ويضيف ابو جواس أن المنطقة تشهد احيانا اشتباكات قبلية مسلحة ويتبادل الطرفان اطلاق النار "ويكون مخيمنا في الوسط فتمر الرصاص من بين خيامنا".

 

من جانبه دعا العقيد حزام الهاملي قائد كتائب الحزم في الجيش الوطني قيادات الشرعية والمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية. وقال في تصريح اعلامي: "ندعوا الجميع إلى إدانة الجرائم التي ترتكبها مليشيا التمرد الحوثية بحق ابناء الأهمول والضغط من أجل إنهاء الحصار الجائر بحقهم وإطلاق سراح المختطفين".

 

"الملتقى الوطني لأبناء محافظة إب" هو الآخر أدان ما يتعرض له أبناء الأهمول من تنكيل وتجويع وحصار واختطافات واستهداف للأطفال والنساء بالرصاص الحي من قبل المليشيات الحوثية .. 

 

وطالب الملتقى، في بيان له، المنظمات الحقوقية الدولية وفي مقدمتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان إرسال لجنة لزيارة منطقة الأهمول والإطلاع على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين وفك الحصار الذي تطبقه مليشيا الحوثي على المدنيين عليهم.

 

واتهم الملتقى الأمم المتحدة بالتواطؤ مع مليشيا الحوثي والصمت على انتهاكاتها بحق المواطنين في منطقة الاهمول وأبناء محافظة إب بشكل عام من أربع سنوات .

 

وناشد البيان قادة الشرعية وفي مقدمتهم الرئيس هادي ونائبه الفريق محسن والحكومة الوقوف إلى جانب ابناء المنطقة المحاصرة وعدم تركهم لقمة سائغة للمليشيات الحوثية.

 

ورغم المناشدات المستمرة والدعوات التي وجهت لقيادات المحافظة والحكومة الشرعية إلا ان تلك المناشدات لم تلقى تجاوبا بحسب الأهالي والناشطين.

كلمات دالّة

#الأهمول #حصار