الجمعة 26-04-2024 02:45:28 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تجارة المخدرات.. البقرة الحلوب للمليشيا الحوثية

الأحد 19 أغسطس-آب 2018 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ وئام اسماعيل
 

 

منذ اندلاع الحرب في مارس/آذار 2015، تمكنت الأجهزة الأمنية التابعة للشرعية من القبض على العشرات من مهربي المخدرات وبحوزتهم كميات كبيرة منها، وكذلك تمكنت السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية من إحباط العديد من محاولات تهريب تلك المواد الممنوعة إلى أراضيها.

حيث ضبطت الجهات الأمنية بعدة محافظات بينها الجوف ومأرب، كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات، التي غالبا ما تكون في طريقها إلى الحوثيين بصنعاء ومعقلهم بصعدة شمالي اليمن.

وانتشرت، وبشكل غير مسبوق، المخدرات في اليمن، حتى أنها باتت تباع على قارعة الطرقات وفي بعض البقالات، ويرجع ذلك مراقبون إلى غياب الدولة وضعف أداء الأجهزة في ظل استمرار الحرب، والذي أدى بدوره إلى أن تحول بعض المناطق إلى سوق يستهلك تلك المواد.

وكما هو معروف فإن المخدرات مصدر للحصول على ثروات طائلة استفادت منها المليشيا الحوثية في تمويل حربها، إضافة إلى السيطرة على بعض أتباعها الذين أدمنوا مثل تلك المواد الباهظة الثمن، والتي يصعب عليهم شراؤها، وتقوم تلك المليشيات بتزويدهم بها.

  

اتهام إيران وحزب الله

لعدة مرات أحبطت قوات الأمن بالمملكة العربية السعودية، محاولات تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى أراضيها، وتزايد مثل تلك الحالات بشكل لافت، فخلال 2016 قالت وزارة الداخلية السعودية إن ما ضُبط خلال الأشهر الماضية يوازي ما ضبط خلال خمسة أعوام سابقة.

ولم تستبعد وزارة الداخلية السعودية وقوف الحوثيين وتنظيم حزب الله اللبناني وراء عمليات التهريب تلك، في محاولة لاستهداف المملكة التي تخوض حربا ضد إيران التي تعمل على توسيع نفوذها بالمنطقة. فقد بيَّنت أنه خلال الفترة ما بين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وحتى 9 فبراير/شباط 2016، تم القبض على 953 متهمًا (جميعهم ذكورا) لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج مواد مخدرة ومؤثرات عقلية منهم 258 سعوديًا، بالإضافة إلى 695 متهمًا من 35 جنسية مختلفة.

في وقت سابق ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أن حزب الله حول مطار رفيق الحريري الدولي في لبنان، إلى مركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين بما يخدم إيران.

كما كشف تقرير صادر عن مركز "بروكينعز" بأن حزب الله وتنظيمي القاعدة وداعش يستغلان المخدرات، صناعة وتهريبا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل الحصول على العوائد المالية لدعم أنشطتهما العسكرية، إلى جانب أهداف أخرى.

وبحسب التقرير فإن حزب الله بدأ منذ ثمانينيات القرن العشرين، بتوفير الحماية والممر لتجارة المخدرات، فقد أعلن مجلس النواب الأميركي في العام 2012 أن تجارة المخدرات تشكل نحو 30 في المئة من مداخيل حزب الله.

خلال العام 2015، أعدمت السعودية ثلاثة إيرانيين بتهمة تهريب كمية كبيرة من الحشيش المخدر إلى المملكة عن طريق البحر، وهو ما دفع إيران لاستدعاء القائم بالأعمال السعودية لديها آنذاك.

 

مشروع فوضى

بالنسبة لاهتمام مليشيا الحوثي بالمخدرات، فهو يأتي - كما يؤكد الصحفي حسين الصوفي- في سياق طبيعة تكوين المليشيا وتركيبتها الذهنية وبالتالي طبيعة الدور الذي تقوم به، فهي مجرد أداة لتنفيذ مشروع الفوضى الكبير في اليمن والمنطقة.

وأشار إلى وجود الكثير من الأدلة لدى الجيش الوطني بعد فحص بودرة "الشمة" التي يتم صناعتها بشكل خاص في صعدة، ويقومون بتوزيعها على مقاتليهم وعناصرهم بكميات معينة ومنتظمة وبواسطة المشرف فقط، مؤكدا أن ذلك يأتي ضمن المواد المساعدة في تخدير العقول للأطفال والملتحقين بهم، وهي تشبه في تأثيرها غسيل الأدمغة الفكري عبر الخرافات التي يغرسونها في أذهان أتباعهم.

وحذر الصوفي من خطورة استخدام هذه المواد المجرمة دوليا وطبيا وقانونيا وإنسانيا، كونها تهدد مستقبل جيل كامل، موضحا أن مليشيات الحوثي حاضنة لصناعة مجرمين ومدمنين ومرضى نفسيين، وهي ضمن سياسة "حرث الأرض" التي تقوم بها إيران وحلفاؤها في المنطقة.

  

زيادة المردود المادي

بينما يُفسر الصحفي يحيى حمران تزايد نشاط الحوثيين في مجال تهريب المخدرات، إلى تعامل تلك المليشيات مع الشعب كـ"بقرة حلوب" من خلال الجبايات والخمس والمجهود الحربي ودعم الموالد والذكريات الطائفية، بغرض الحصول على عائد مادي وإن كان على حساب ضياع القيم والمجتمع.

وقال حمران: "إن معظم قيادات المليشيا في المناطق التي تسيطر عليها، هم من المحششين ومدمني المخدرات والمجرمين، خاصة من سهلوا لها اقتحام المدن والعاصمة صنعاء على وجه الخصوص، وهو ما يوضح سبب انتشار تلك المواد على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم".

وتابع: "الحوثيون يعرفون أن الناس وخاصة الشباب المراهقين والأطفال الذي يشكلون نسبة كبيرة في صفوفهم، لن يمضوا في طريقهم حبا في حسين الحوثي أو حتى آل البيت، وهم على دراية أنه لن يقتنع أحد بقرارات عفى عليها الزمن، إلا إذا وفروا لهم أجواء الانحراف المؤدي إلى التجهيل وقبول أي منهج ومشروع يطرح أمامهم، باعتباره الوحيد وكونهم لم يجدوا البديل عنه في ظل الاستبداد وقمع الفكر والرأي المخالف".

  

نشاط محموم

كثفت جماعة الحوثي من نشاطها في مجال المخدرات بشكل غير مسبوق، وحولت –على سبيل المثال- بداية التسعينيات منطقة صحراوية قاحلة إلى مزارع عرفت باسم "مزارع الخضراء" الواقعة بين حرض وميدي الحدوديتين مع السعودية، واستخدموها كمنطقة لتفريغ الشحنات المهربة من السلاح والمخدرات والمتاجرة بها داخل وخارج اليمن.

وخلال العام 2017، اتهمت وكالة "واس" السعودية، الحوثيين بإدخال شحنة مخدرات كبيرة على أنها مساعدات ولوازم طبية إيرانية لليمن، ليتم بيعها من قِبل المشرفين التابعين للمليشيات على الصيدليات بشكل مباشر.

  

تورط أطراف أخرى

لم يكن الحوثيون وحدهم من لجأوا إلى تجارة المخدرات؛ إذ تؤكد وسائل إعلام تورط عناصر من تنظيم القاعدة بذلك. كما كشفت السلطات المحلية بشبوة مطلع العام 2016، عن وجود تشكيل عصابي جديد لتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية والمخدرات، بإشراف مباشر من الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مستغلين الشريط الساحلي لليمن الذي يصعب ضبط الأمن فيه.

وتأتي تلك المخدرات عبر المحافظات الواقعة في أطراف البلاد، قادمة من دول قريبة من اليمن كأفريقيا التي تفصل بينها وبلادنا حدود بحرية شاسعة.