الجمعة 29-03-2024 18:49:24 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ثورة 26 سبتمبر.. الإنجاز والإخفاق (الحلقة الأولى)

الإثنين 06 أغسطس-آب 2018 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ ثابت الأحمدي
 

   

 

مضى نصف قرن ونيف على ثورة 26 سبتمبر 1962م، فكيف نستقرئ مسيرتها بعد هذه المسافة الزمنية حدثا وفكرا وصيرورة؟!

ستة وخمسون عاما هي عمر جيل وقليل أيضا، فلو كانت الثورة إنسانا لكان اليوم جَدا، له أبناء وأحفاد، ولكان اليوم في قوة الرجولة،مفاخرا بأبنائه وأحفاده بين يديه.

ثورة 26 سبتمبر..من أي نبع تدفقت؟ وفي أي اتجاه انسربت؟ هل أخفقت أو نجحت؟ ما أسباب الإخفاق؟، وما ملامح النجاح؟ هذا ما تجيب عنه السطور التالية..

أقول: ثورة 26 سبتمبر 1962م الانفجار الأعظم، والتتويج الأكبر لنضالات اليمنيين ضد سلالة الكهنوت الإمامي البغيض، وكانت خاتمة لثورة 48 وانقلاب 55 وحركة 59 وانتفاضة 61م في القرن العشرين، ناهيك عما سبقها من انتفاضات وتمردات أخرى على نظام الحكم الإمامي منذ العشرينيات، أو ثورات اليمنيين ضد الأئمة قبل ذلك. فهذه هي منابعها الأساسية وروافدها الأولية التي سقتها وغذتها.

صحيح أن ثورة 48 فشلت؛ لكنها فتحت كوة الضوء في جدار العتمة، وبعثت على التساؤلات الجدلية في أوساط العامة عن طبيعة الحكم ومقارنته إلى الأنظمة العربية الأخرى القائمة آنذاك، إضافة إلى أنها كسرت الهالة الدينية التي كان الإمام يحاول صبغها على شخصه، بأنه ابن السماء، وأن الرصاص لا يخترق جسده، فلما اخترقت رصاصات القردعي جسده سرعان ما سقط زيف الدعاية الكاذب.

 وبدأت نخبة صنعاء وذمار وإب وتعز والحديدة تتحدث في مجالسها الخاصة عن ظلم الإمامة وكهنوتها، وعن ضرورة الإصلاح السياسي، كما رفعت النخبة المستنيرة أصواتها عالية بضرورة تغيير نمط الحكم بكامله لا مجرد الإصلاح الذي يشبه الترقيع من وجهة نظرها، والأمر كذلك حقا. وشكل مذياع صوت العرب من القاهرة مدرسة في الوعي والتثقيف من بداية الخمسينيات حتى قامت الثورة.

وعمق انقلاب 55م بقيادة الثلايا تلك التساؤلات أكثر في أوساط الجيش والمتعاطفين معه، وإن فشل الانقلاب المستعجل وغير المدروس كما فشلت قبله ثورة 48 الدستورية التي كانت منقطعة إلى حد كبير عن عامة الناس، مقتصرة على النخبة فقط. وجاءت حركة سعيد فارع عام 59م ثم تمرد حاشد تعزيزا لجدليات عقد من الزمن، فبدأ صنم الإمامة يتهاوى، ليتطور الأمر بانتفاضة طلاب صنعاء الأكثر شجاعة وانطلاقا، بوعي جديد متشكل من ثقافة بيروت والقاهرة وبغداد ودمشق التي كانت قد تسربت عبر الصحف والمجلات والكتب إلى صنعاء، وكان أكثرها تأثيرا ثورة يوليو المصرية بثقافتها الجديدة وأصواتها الصاخبة.

هذا عن النبع الذي تدفقت منه، كخلفية ثقافية للحدث، باعتبار الثورة في الفكر وفي الذهن قبل أن تكون في الواقع، وباعتبار الثورة قلما وكتابا قبل أن تكون مدفعا وبندقية؛ إذ الوعي بالثورة يسبق الثورة نفسها.فما المسارب التي تمشت فيها؟ والمصبات التي انسربت إليها؟

لكل ثورة أو حدث حامله الأساسي وقائده الذي يرفع شارة النصر، وكان تنظيم الضباط الأحرار مسنودا بالشعب هو مفجر نبع الثورة في فصلها الأول، مدعوما من جمهورية مصر العربية، لأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة القائمة آنذاك، وفي صورته البدائية، فلا أحزاب سياسية، ولا منظمات مجتمع مدني، ولا جامعات ولا اتحادات ثقافية أو سياسية، الدولة أشبه بسوق شعبي يتحكم فيه "ابن السماء" يقود الجند ويوزع أصواع البر والشعير على حد سواء، يقابل سفراء الدول وقادتها ويشرف بنفسه على شراء لجام البغلة التي يركبها. يقضي بين الناس، ثم يكتب التمائم والتعاويذ للمرضى، كما أشار إلى ذلك الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه "مغامرات مصري في مجاهل اليمن"..كل شيء بيد الإمام.!ومن دعاه لفكرة عصرية أو للإصلاح فالرد جاهز: تريدوننا أن نتشبه بالنصارى؟ إلى حد أن شراء أي مواطن لجهاز الراديو في عهد الإمام يحيى كان لا يتم إلا بإذن منه شخصيا، كما ذكر ذلك القاضي الإرياني في مذكراته..!

هبت رياح الثورة، فكان كل مواطن ثورة بذاته، عدا الجهلة من الأتباع حول العاصمة صنعاء الذين شكلوا ــ بجهلهم ــ عقبة في طريق الثورة، تجاوزتها إرادة اليمنيين بعد ذلك.

بعد هذه المقدمة.. لنا أن نتساءل: كيف عادت الإمامة من جديد بعد ما يزيد عن خمسين عاما على قيامها؟ ما هي بذور الخلل في الثورة التي جعلت قرون الشياطين تطل من جديد؟!

 

1ــ إنسانية ثورة 26 سبتمبر المفرطة

من المعلوم أن للثورات والانقلابات لغتها الخاصة ومنطقها المختلف، بحكم استثنائية اللحظة، إذ تتخذ ــ في الغالب ــ منطقا حديا لا يقبل المساومة أو أنصاف الحلول؛ لأن التراخي في لحظات الجد يفضي إلى صناعة مشهد من الهزل يترتب عليه سيل من الدماء وتلال من الجماجم، وهو ما كان حقا اليوم..ولو تأملنا في تفاصيل ثورة الباستيل في فرنسا لرأينا تلك اللغة الحاسمة والحدية في التعامل مع الأعداء؛ حيث يقتضي الموقف القضاء الكلي على العدو، لا مهادنته أو ممالأته. فطبيعة الأنظمة الجمهورية التي تتولد من أنظمة رجعية كهنوتية تشبه عملية استئصال السرطان، إذ تقتضي مصلحة المريض القضاء كليا على كل شعيرات السرطان في العضو الذي يسكنه المرض، لأن بقاء شعيرة سرطانية واحدة فقط بعد العملية يفضي إلى انتشار الداء من جديد. وقد رأينا شعار الثورة نفسها: "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" بل لقد كان مبدأ "روبسبير" نفسه يقول: "لا أحد بريء..أعدموه". فكانت هذه الحدية ــ على الرغم من بعض الأخطاء المصاحبة ــ عاملا من عوامل نجاح الثورة.

نموذج آخر.. الثورة البلشفية في روسيا التي اتخذت منطقا أكثر حدية في التعامل مع القياصرة، إلى حد أنها كانت تتحسس الأكف الناعمة لقطعها، وقطع رؤوس أصحابها، مقابل الإبقاء على الأكف الخشنة من "البروليتاريا". وفي علم القاصي والداني أن روسيا انتقلت فورا من ظلام العصور الوسطى التي كانت تعيشها مطلع القرن العشرين إلى واحدة من الدول العظمى بعد هذه الثورة بعقود قليلة جدا، بفضل تلك الصرامة في التعامل مع العدو الذي أنهكته حد التدمير، ولم تبق لها عرقا ينبض، فأعدمت الملايين بحق وبدون حق.

وللقارئ أن يتخيل أن جل من تم إعدامهم من النظام الإمامي السابق في ثورة سبتمبر 37 شخصا فقط لا غير..!حسب وثيقة يتداولها أعداء ثورة سبتمبر أنفسهم، رافعين عقيرتهم بها..! ولا ندري ما ذا نقول عن ثورة جل قتلاها 37 خصما..! فأي تسامح هذا؟ بل أي سذاجة هذه؟!!

هذه الإنسانية المفرطة كانت خللا كبيرا مع خصم غير شريف، ارتد على الفور، مستغلا سماحة خصمه.

 

2ــ الثورة المضادة

بفعل الظروف الخاصة باليمن وثورتها آنذاك، ومن بينها حالة التسامح الساذجة لم تكن ثورة اليمن حاسمة كثورة يوليو المصرية، أو أي ثورة أخرى، بل امتد بها العمر ثماني سنوات في حرب أهلية طحنت الأخضر واليابس، وكل بلاد اليمن يباس حينها، ثورة مضادة تمتلك مقومات الدولة التي استحوذت عليها، بما في ذلك المال الذي جنته قبل ذلك واعتمدت عليه في شراء الولاءات القبلية وتشكيل العصابات، في الوقت الذي جاء الثوار من مكاتبهم كموظفين لا يمتلكون إلا الحد الأدنى مما كان يطلق عليه "معاشا" شهريا يكفي لسد الرمق لا أكثر. فأعاقت الثورةُ المضادة ثورةَ الشعب عن الأمن فالشروع في البناء فورا، وتسببت في استنزاف مقدرات الدولة لصالح تثبيت أركان الجمهورية على حساب صناعة التنمية. أضف إلى ذلك أن بعضا منهم قد أعلن موالاته للجمهورية والنظام الجديد، فدخلها تقية، ولكن لينخر جسدها من الداخل.

 

3ــ الاغتيالات السياسية

كانت الإمامة من وقت مبكر تعرف خصومها الاستراتيجيين على وجه الدقة. فعمدت على اغتيالهم والتخلص منهم فورا، وأبرز هؤلاء: الشهيد علي عبدالمغني، دينامو تنظيم الضباط الأحرار ورأسه المدبر، وأيضا الشهيد محمد محمود الزبيري، وقبلهما الشهيدان: اللقية والعلفي، وهؤلاء كانوا الأكثر وعيا وثقافة وفكرا، والأكثر إدراكا لخطر الإمامة، خاصة عبدالمغني والزبيري؛ لذا عمدت الإمامة على تصفيتهم والتخلص منهم من وقت مبكر، وبقي الخصوم أو الأعداء التقليديون، أو الأقل إدراكا للإمامة وخطرها. مع الإشارة هنا إلى عدم التهوين من شأن أي مناضل سبتمبريبذل جهده وماله في سبيل القضية الوطنية.

 

4ــ الخلافات البينية داخل الصف الجمهوري

أجمع الثوار على الثورة، وعلى النظام الجمهوري، بلا استثناء؛ لكنهم اختلفوا من اليوم التالي في إدارة هذا النظام، وانشق الصف الجمهوري فورا إلى تيارين: الراديكالي العسكري بقيادة السلال ومعه تنظيم الضباط الأحرار، مدعوما من النظام المصري، والتيار الآخر: تيار المحافظين الذي تزعمه الزبيري والنعمان ومعهما الشيخان: الأحمر وأبو لحوم الذين عارضوا بقوة طريقة إدارة السلال وتدخلات المصريين في الدولة، وخرج الزبيري مغادرا صنعاء إلى عمران، وهناك أسس "حزب الله" كواجهة سياسية للمعارضة، وكان المصريون فعلا هم من يدير الشأن اليمني كاملا، وكانت الخلافات بين التيارين حدية وصارمة، على صدق جمهورية الطرفين معا، وإجماعهم بلا استثناء على كره الإمامة ونظامها الكهنوتي. وتعبيرا عن وجهة نظره فقد نظم قصيدته الشهيرة "الكارثة" وهي القصيدة الوحيدة التي نظمها بعد ثورة 26 سبتمبر، وفيها مخاطبا السلال:

البدر في الجرف تحميه حماقتكم  وأنتم مثلما كنتم له حرس

لولاكمُ لم يقم "بدرٌ" ولا "حسنٌ" ولم يعد لهما نبض ولا نفَسُ.

معرضا بالرئيس السلال الذي كان قائد حرس الإمام البدر قبل الثورة.

والواقع أن هذين التيارين من عسكريين وقبليين ومثقفين كانوا يفتقدون جميعا لتجربة العمل السياسي، بحكم احتكار الإمامة لمناصب السياسة فيما بينها داخل الأسرة الواحدة فقط، ولا يسمحون للقبائل بالاقتراب منها إلا في القضاء أو الجندية فقط، وكانت الجندية والقضاء تابعين لتوجيهات الإمام لأن الإمامة أصلا لم تعرف نظام المؤسسات ولا نظام الدولة الحديث. فكان لهذا السبب انعكاسه المباشر عقب الثورة.

 

5ــ انقلاب خمسة نوفمبر

كان انقلاب خمسة نوفمبر 1967م أحد نتائج الخلافات الجمهورية الجمهورية نفسها، بين السلال ومناصريه من جهة، وبين المشايخ ومعهم بعض المثقفين من جهة أخرى. وقد انسد الأفق بين الصف الجمهوري الواحد. وبقدر ما كان انقلاب خمسة نوفمبر حلا للطرفين الجمهوريين المتصارعين كان أيضا أول مسمار في نعش الجمهورية، ذلك لأن قيادة الصف الجمهوري الراديكالي قد تراجعت، مقابل تقدم التيار التقليدي المحافظ بزعامة الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني الذي لم يكن غير واجهة سياسية فقط؛ في الوقت الذي تسلط المشايخ والنافذون على مؤسسات الدولة وجيروها لمصالحهم الخاصة، حتى بدا كل شيخ إماما برأسه، وهو ما عبر عنه البردوني شعرا بقوله:

والأباة الذين بالأمس ثاروا  أيقظوا حولنا الذئاب وناموا

ربّما أحسنوا البدايات لكن هل يحسّون كيف ساء الختام؟

وبمقدار ما تصلب السلال سابقا في رفض أي مصالحة مع الإمامة وعودتهم أو التفاوض معهم، أبدى "النوفمبريون" بعض المرونة تجاه الإمامة باستثناء بيت حميد الدين فقط، وانتهت الحرب بمصالحة سياسية عام 1970م. ومن هنا تسلل الإماميون من جديد إلى وبصورة رسمية في دوائر الحكم، بل في المجلس الجمهوري؛ حيث كان أحمد محمد الشامي عضوا فيه، كما كان هناك أعضاء آخرون في الحكومة وفي مختلف الدوائر الرسمية، يتحوصلون بصمت، ويعملون بهدوء من أجل استعادة "الحق الإلهي"..!وظلوا ممسكين بزمام القضاء والأوقاف حتى اليوم بالقوة تارة وبالاستحواذ تارة أخرى؛ إضافة إلى تغلغلهم في مناصب الدولة المهمة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ثورة 26 سبتمبر حين قامت كان التعليم حكرا على الإماميين والقضاة وبعض التجار الميسورين فقط، ويكاد بقية الشعب كله أميا، فكان الإماميون هم المستفيدون من الثورة؛ ذلك أن الجهاز الجديد للدولة تطلب كفاءات جديدة ونوعية قياسا إلى شروط تلك المرحلة، فلم يكن غيرهم المتعلمون، عدا قلة قليلة من أبناء الشعب، فاستغلوا مناصب الدولة الجديدة تحت شعار الجمهورية كما استغلوا مناصب الدولة سابقا تحت راية الإمامة والحق الإلهي..! وهكذا فقد أخرجهم الشعب من النافذة؛ لكنهم عادوا من الباب، ومارسوا من الفساد في عهد الجمهورية أضعاف ما مارسوه قبلها لتشويه صورة الحكم، فكان انقلاب 13 يونيو 1974م الأبيض ضد القاضي الإرياني.

 

6ــ جهل القيادة السياسية بخطر الإمامة

منذ بداية فترة حكم علي عبدالله صالح وحتى انتهائها في فبراير 2012م فما بعدها أيضا نستطيع القول أن ثمة بلادة سياسية وغباء تاريخيا بحقيقة الإمامة وخطرها على اليمن أرضا وإنسانا غلب على ذهنية هذه النخبة سلطة ومعارضة، ولذا ــ ورغم براعة علي صالح التكتيكية ــ إلا أنه دفع رأسه في الأخير ثمنا لذلك الغباء والمكر معا، حين غض الطرف عنهم من وقت مبكر، وهم يعبثون بأمن الدولة وسيادتها، ثم تحالف معهم صراحة عقب مغادرته للسلطة انتقاما من خصومه السياسيين، اللقاء المشترك وثورة 11 فبراير 2011م. من ناحيتها أيضا نجد أدبيات الاحزاب السياسية فارغة وبرامجها التثقيفية تكاد تخلو من التنبيه لخطر الإمامة على الشعب اليمني، وهو خطر وجودي في الأصل، بل إن الصراع معهم صراع وجود وصراع حياة. ومع هذا فلم يستشعروا الخطر من وقت مبكر، ليتفاجؤوا بهم كالقرود التي تلتهم المزارع، منقضين على مؤسسات الدولة، بل لقد غزوا حتى غرف النوم، في أبشع تصرف همجي لا مثيل له إلا أفعال آبائهم وأجدادهم التي لم يقرأ عنها الساسة للأسف.

منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي أعلن أحد كرادلة النظرية الإمامية تمسكهم بمشروعهم التاريخي شعرا بقوله:

أخبروا فهدا والقصور العوالي  أننا نخبة كرام فوارس

سنعيد الإمامة للحكم يوما  إن بثوب النبي أو بفكر ماركس

فإن خابت آمالنا بالعراق ونجد   فلنا أخوة كرام بفارس

لقد كان مشروعهم واضحا معلنا عنه، فيما كان الجمهوريون في غفلة الجهل سادرين، وكأن قيادتنا الجمهوريين خلال الفترة الماضية لا تقرأ التاريخ السياسي ولا الفكري لهذه الجماعة.

هذا ما يتعلق بالأسباب الداخلية، وهناك عوامل إقليمية ودولية ساعدت هذه الجماعة على الانقضاض على النظام الجمهوري، وإن أبقت عليه شكلا، وأيضا تدمير مؤسسات الدولة، في إطار خطط دولية كبيرة، لما تتكشف ملامحها كلية حتى الآن.

ومهما يكن، فلن يكون انقلاب 21 سبتمبر 2014م المشؤوم غير انتفاشة عابرة، لن يطول به الزمن، لأن الإمامة في وجدان الشعب صارت من التاريخ ملعونة كشجرة الزقوم. بل لقد عمقت انتفاشتها تلك الوعي الجمهوري السبتمبري أكثر في وجدان اليمنيين خاصة من المثقفين، وحتما ستعود إلى أوكارها كالجرذان المسعورة عما قريب. وما ذلك على الله بعزيز.