الثلاثاء 23-04-2024 22:11:40 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إيران "داعش" "الحوثيون"..حلف المصالح المشتركة

الأحد 05 أغسطس-آب 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ وئام إسماعيل

 

منذ أن بدأت الحرب في اليمن قبل نحو أربعة أعوام، شكَّل التطرف في البلاد هاجسا كبيرا لدى الحكومة اليمنية ومعها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خوفا من تنامي نشاطه في ظل الحرب.

تزايد بشكل ملحوظ نشاط التنظيمات الإرهابية -وعلى وجه الخصوص- ما يُسمى بتنظيم الدولة المعروف بـ"داعش"- عقب انقلاب الحوثيين على الدولة عام 2014، وبدأ بتنفيذ أولى عملياته الإرهابية بصنعاء مطلع 2015، لكن مراكز الدراسات تؤكد تراجعه بشكل كبير؛ إذ لم يعد يتبنى أي عمليات إرهابية منذ أشهر.

وتربط الحكومة اليمنية بين الحوثيين وداعش؛ إذ أكد وكيل أول وزارة الداخلية محمد الشريف، أن الوزارة رصدت "أدلة دامغة" عن أعمال تنسيق تجري على الأرض لمواجهة الجيش، بين قيادات الجماعات الإرهابية في اليمن "القاعدة وداعش" من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى، بدعم وتمويل من إيران، لوقف تقدم الجيش، ولنشر الفوضى وتقويض الأمن في اليمن.

  

البداية

بدأ نشاط هذا التنظيم بعد عام 2011، أما في اليمن فحدث ذلك بعد نشر أول تسجيل صوتي لأشخاص يبايعون "داعش" بعد قرابة شهرين من انقلاب سبتمبر/أيلول 2014.

نشاط التنظيم بدا واضحا بالعاصمة المؤقتة عدن وذلك عقب تحريرها، ونفذ عناصره العديد من عمليات الاغتيال التي طالت رجال الأمن والمقاومة الشعبية، وكان يتم تصوير عملياتهم كما هو معروف عن "داعش" الذي يتبع هذا الأسلوب بغرض تكوين صورة ذهنية عنه توحي بقوته. وبقي هذا التنظيم حتى اليوم مجهولا، إذ لم يتم تحديد قياداته، ولا أماكن انتشاره بدقة باليمن.

وظل هذا التنظيم بلا رؤية ويعاني من تخبط واضح، ففي حين أعلن أنه سيقاتل ضد الأمريكان، أعلن كذلك قتاله ضد الحوثيين، لكنه استهدف قوات الشرعية والتحالف العربي في بعض المحافظات اليمنية، ولم ينفذ أية هجمات ضد المليشيات الحوثية، بل إنه على العكس من ذلك تماماً حيث إنه هدأ من نشاطاته في كل المناطق التي غزاها الحوثيون ولم ينفذ أية هجمات ضدهم رغم تنافر الأيديولوجيات بين الطرفين ورغم ما يتم إعلانه من عداء بين الطرفين، إلا أنها ظلت تصريحات في الهواء.

  

أسباب نشاط التنظيم

شكل غياب الدولة والوضع غير المستقر فيها والفراغ السياسية فرصة بالنسبة لما يسمى "داعش" للتوسع والظهور باليمن، خاصة في ظل تراخي القبضة الأمنية الذي حدثت بعد انقلاب الحوثيين عام 2014.

إضافة إلى ذلك، فقد كان لتسييس هذه الورقة التي استخدمها الحوثيون كورقة ضغط على الشرعية، أثر كبير في تنامي دور التنظيم الذي نفذ عشرات العمليات الإرهابية بالعاصمة المؤقتة عدن، لإفشالها وإغراق المدينة بالفوضى، كما يقول محللون.

ويتهم سفير السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، إيران بالتخطيط للسيطرة على اليمن بهدف تقوية تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، كما فعلت في العراق وسوريا، ثم تدعي محاربتها للتنظيمات الإرهابية أمام المجتمع الدولي، كذريعة للحصول على الدعم والتأييد الدولي، وهو ما عمل التحالف على إفشال ذلك المخطط.
وبات واضحاً منذ الوهلة الأولى دعم إيران للتنظيمين خاصة القاعدة منذ غزو أفغانستان عام 2001، وقدمت للقاعدة الدعم والمأوى واستخدمته كورقة ضاغطة لتنفيذ أجندتها في المنطقة، الأمر الذي دعا القاعدة لتعميم بين أنصاره تجنب أي استهداف لإيران، ومن باب آخر تجنب استهداف أذرعه في المنطقة كالحوثيين وحزب الله في لبنان.

واجتاح الحوثيون بعض المدن اليمنية وأبرزها تعز تحت ذريعة محاربة ما أسموهم بـ"الدواعش" وهو تضليل إعلامي مكشوف، بحسب مراقبين. إذ أن محاولتهم تلك لم تنجح.

  

تراجُع كبير

وبرغم تلك الزوبعة التي أحدثها التنظيم، إلا أنه تراجع بشكل غير مسبوق، ويؤكد ذلك مدير أبحاث الشرق الأوسط في مشروع النزاع المسلح (أندريا كارابوني)، الذي أرجع أسباب ذلك إلى الانقسامات الداخلية في هذا التنظيم في سوريا والعراق والذي أعاق عرقلة قدرتهم على التجنيد.

ومن أبرز أسباب تراجع التنظيم هو العمليات العسكرية التي قامت بها الحكومة اليمنية والتحالف العربي والتي استهدفت عناصرهم وقياداتهم، فقد تم شن عشرات الحملات الأمنية التي أسفر عنها مقتل واعتقال عدد كبير منهم، وقلت بذلك بشكل ملحوظ عمليات الاغتيال التي كان يتبناها ما يُعرف بتنظيم "داعش".

الولايات المتحدة الأمريكية كذلك كان لها دور كبير في الحد من تنامي نشاط التنظيم عبر طائرات الدرونز المسيرة، خاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي تم تنفيذ خلال المائة يوم الأولى من حكمه أكثر من 100 غارة جوية في اليمن، قتل جراءها عدد من المتطرفين، بالمقابل سقوط عدد من المدنيين ذهبوا ضحية لتلك الهجمات.

وكانت أول ضربة جوية نفذها الأمريكان ضد داعش باليمن في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الفائت، إذ استهدفوا بغارتين معسكرات تدريب تابعة لهم، والتي أدت -بحسب البنتاغون- إلى مقتل ما يقارب 50 عضوا من أعضاء التنظيم.

علاوة على ذلك فقد رفض تنظيم القاعدة باليمن داعش وإعلان القيادي أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، كما حدثت مواجهات بينهم على الأرض، كشفت عن حجم الخلافات بين الجانبين وصراع النفوذ، وهو ما أدى إلى ججحيم ذلك التنظيم الإرهابي.

ويبدو نهج العنف الذي تميز به التنظيم منذ ظهوره في العالم العربي، والذي كان يعمد إلى تصوير عملياته الإرهابية بصورة تضخم الحدث، أدى إلى عدم تشكل قاعدة وحاضنة لديه وتحديدا في اليمن، خاصة في ظل التنافس القوي مع القاعدة.

كل ذلك أدى إلى تقلص تواجد "داعش" باليمن والذي لم يظهر له أي أنشطة بالبلاد منذ أشهر، كما تزامن ذلك مع تراجع التنظيم بالعراق وسوريا، وذلك بعد عمليات عسكرية واسعة ودموية، جعلت خبراء يتوقعون انتهاء دور التنظيم الذي تم استخدامه كورقة، وإمكانية ظهور تنظيم آخر لتنفيذ أجندة أخرى بالمنطقة.

الجدير ذكره، أن الولايات المتحدة الأمريكية في مايو/أيار 2016، أعلنت عن إدراج فروع تنظيم "داعش" في السعودية واليمن وليبيا، على قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية. ويسمح ذلك بفرض عقوبات على الأشخاص الذين يهددون أمن واشنطن أو أمن مواطنين أمريكيين أو السياسة الخارجية أو الاقتصاد الأمريكي.

  

مجزرة الحديدة
تبدو مجزرة الحديدة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية ضد المدنيين الأبرياء قرب بوابة مستشفى الثورة وسوق السمك أقرب للأسلوب التكتيكي للقاعدة وداعش، ما يعكس نفس التفكير لدى هذه الجهات كلها ويكشف الراعي لهذه التنظيمات وهي إيران، في محاولة منها لرمي التهمة على التحالف العربي واستعطاف المنظمات الخارجية، والتي تأتي متزامنة مع انعقاد مجلس الأمن بشأن اليمن.