الثلاثاء 23-04-2024 23:59:43 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المختطفون اليمنيون بانتظار تحرك المجتمع الدولي

الأحد 22 يوليو-تموز 2018 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ فهد سلطان

  

المختطفون اليمنيون وحدهم من يدفعون تبعات الحرب القابعون في سجون الحوثيين بصنعاء وسجون الحزام الأمني بعدن، حيث يلفهم الغياب منذ سنوات، وتخرج بين الحين والآخر معلومات شحيحة عن أوضاعهم, وقصص مروعة عن مستوى التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له، فلم يكن يسمعها اليمنيون إلا في قصص الخيال.

منظمات محلية ودولية أدانت تلك الأعمال الخارجة على القانون, ودعت إلى فتح تحقيقات واسعة، والعمل على سرعة الإفراج عنهم دون قيد او شرط، فتلك السجون تفتقر الى ابسط حقوق الإنسان، ولا يعرف عن أوضاعها الإنسانية والصحية.

منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان ومقرها هولندا، طالبت الأمم المتحدة بضرورة إدراج قضية ضحايا التعذيب بشكل خاص وقضايا المعتقلين بشكل عام، ضمن جدول أعمال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث، لإنقاذ حياة المعتقلين، بعد أن زادت أعداد الوفاة داخل السجون السرية لتلك الأطراف المنتهكة لحقوق الإنسان.

وقالت ان حالات الوفيات تحت التعذيب في صنعاء وعدن وحضرموت تصاعدت بشكل مخيف خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغت عدد حالات الوفيات تحت التعذيب 121 حالة وفاة موثقة، منذ بداية الحرب في اليمن قبل ثلاث سنوات ونصف، فيما عشرات لم يتم الكشف عنهم حتى هذه اللحظة ولا يزالون في دائرة الإخفاء القسري دون أن تعرف عنهم أسرهم شيء، يعود بعضهم منذ أحداث 2011. 

وفي منتصف الشهر الجاري عثر مواطنون على المعتقل السابق الدكتور منير محمد قائد الكندي الشرقي (30 عاما)، بعد أن ألقاه مسلحون حوثيون في قارعة الطريق من عربة ملصق عليها شعار الجماعة، حيث كانوا يعتقدون أنه قد فارق الحياة.

تحدث المختطف الشرقي في مؤتمر صحفي يوم أمس بمدينة مأرب شرق البلاد عن حجم التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال بقائه في سجون الحوثيين، قبل ان يتم رميه بمنطقة نخلاء في بلدة شرعب السلام، بمحافظة تعز، وهو في حالة صحية سيئة للغاية فاقدا للوعي من شدة التعذيب.

ووفقاً لراصدي المنظمة يزدحم السجن المركزي بمدينة ذمار بأعداد كبيرة من المختطفين والمعتقلين، بما يفوق طاقته الاستيعابية، فيما تضاعفت المخاطر الصحية على نزلاء السجن المحرومين من الرعاية الصحية والنفسية، وفي أبسط مستوياتها.

وذات الأمر يتكرر في صنعاء وعمران وصعدة وحجة, ومثله في محافظة عدن وحضرموت والتي تعمل جميعها خارج السلطات الرسمية، ودون أي معرفة أو اطلاع من المنظمات المحلية والدولية.

ورصدت "رايتس رادار" شهادة المواطن الفرنسي ماروك عبدالقادر الذي أمضى أكثر من سنتين ونصف من الاعتقال في معتقلات جماعة الحوثي بصنعاء، منذ كانون الثاني/ يناير 2016 حين اختطفه المسلحون الحوثيون من مطار صنعاء الدولي أثناء اعتزامه مغادرة اليمن، وأمضى في المعتقل حتى منتصف تموز/يوليو الجاري 2018.

وقال ماروك لصحفيين وحقوقيين عقب إطلاق سراحه ووصوله الى مدينة مأرب، أن الحوثيين مارسوا ضده مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، كانت بعض آثارها واضحة على جسده، وأنهم كانوا يجبرونه على الاعتراف بتهم مُختلقة وحين كان يرفض ذلك يستأنفوا ممارسة تعذيبه حتى يفقد الوعي.

 

واشار الى أن عددا كبيرا من المعتقلين اليمنيين في سجن الأمن السياسي بصنعاء تعرضوا للتعذيب الوحشي، بينهم المعتقل جمال المعمري الذي تعرض للشلل التام والإعاقة الدائمة جراء تعذيب الحوثيين له في معتقلاتهم بصنعاء. وكشف ماروك أن مواطناً أمريكياً يدعى جون هيمن توفي نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد من قبل الحوثيين.

وتوفي هيمن عقب اعتقاله بنحو أسبوعين من قبل مسلحي جماعة الحوثي أثناء وصوله إلى مطار صنعاء عبر رحلة جوية تابعة للأمم المتحدة، وقالت جماعة الحوثي حينذاك أنه انتحر.

ولا يزال المجتمع الدولي يرفض إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية، أو يمارس عليها ضغوط حقيقية للإفراج عن المختطفين، أو السماح لفرق حقوقية بزيارة السجون والإطلاع على حال المختطفين.

وخلال الثلاثة الأعوام الماضية فتح الحوثيون عشرات السجون السرية التي لا يعرف الكثير عنها شيء, وغالبية الذين قضوا حياتهم داخل تلك السجون لا يعلم عنها شيء, فيما لا تزال بعض السجون الرسمية في بعض المدن المحررة تمارس انتهاكات خارج سلطة القانون في إساءة متعمدة للشرعية.