الخميس 25-04-2024 05:29:39 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحديدة..مفاوضات تسليم أم اكتساب مزيد من الوقت؟

الإثنين 02 يوليو-تموز 2018 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت - خاص

  

معركة الحديدة بدأت واتخذ قرارها...لا بل توقفت ربما مؤقتا وربما يفتح ذلك المجال للحلول الدبلوماسية..

هكذا بدا حال السياسيين اليمنيين والشارع اليمني؛ حال مرتبك لدى الجميع!

ويعول اليمنيون والتحالف العربي على مساعي المبعوث الأممي مارتن غريفيث إقناع المليشيا الانقلابية الحوثية الإيرانية الانسحاب الكامل وغير المشروط من ميناء ومدينة الحديدة لتجنيبها الحرب، وهو ما أكدت عليه القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر.

ففي لقائه بالقيادات العسكرية والميدانية بعدن، أكد فخامة الرئيس هادي أن القيادة السياسية مع السلام الحقيقي العادل، السلام الذي ينتصر للتضحيات ، وأي تفاوض او عملية سياسية تستلزم تطبيقا حقيقيا لما نص عليه القرار 2216 من انسحاب للمليشيات الحوثية وتسليم للسلاح ومؤسسات الدولة".

ودمغ الرئيس هادي كل التخرصات والمراوغات وأعلنها صريحة مدوية في وجه المليشيات الحوثية وداعميها في طهران بالقول: إما تنفيذ المرجعيات الثلاث المتوافق عليها دون انتقاء او التفاف او مماطلة، او تتحملون وحدكم النتائج المترتبة على ذلك التعنت والمراوغة".

بدا الرئيس هادي غير هادئ ومصمما في المضي بتحرير الحديدة حتى النهاية، فلقد أكسبته الدروس والوقائع والتعامل مع المليشيا الحوثية طيلة خمس سنوات مضت الكثير من الخبرات والدروس في التعامل معها.

أما الحكومة برئاسة بن دغر فقد أكدت في بيان لها اليوم أن "أية مساعٍ لوقف إطلاق النار لن يُكتب لها النجاح وستتعرض للفشل في ظل تعنت مليشيا الحوثي من تنفيذ انسحاب كامل من محافظة الحديدة وباقي المحافظات اليمنية، خاصة أن هذه المليشيا اعتادت على عدم الالتزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات السابقة".

وأشارت الحكومة إلى أن الانسحاب الكامل وغير المشروط للمليشيا الحوثية من الحديدة ومينائها وميناء الصليف هو الأساس للبدء بخطوات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

الحكومة لم تخفِ تخوفها من المراوغة السياسية للمليشيا الحوثية الانقلابية مع كل انكسار وبوادر هزيمة تمردها على الأرض، أنها آخذة بعين الاعتبار النهج التسويفي والمعطل الذي امتازت به سياسة وتصرفات الحوثيين طيلة الأزمة في اليمن مستندة إلى دعم إيراني مصحوب بأطماع توسعية.

محللون سياسيون يؤكدون أن ما يجري على الأرض من تسويف، وما يقوم به المبعوث الأممي لإيقاف زحف تحرير الحديدة ما هو إلا إعطاء المليشيا الانقلابية مزيداً من الوقت لترتيب صفوفها وحشد مقاتليها للجبهات وبمزيد من الاستعدادات على الأرض من حفر الخنادق وبناء المترس وانتظاراً لانتهاء فصل الصيف القائظ.

ففي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة وشهود عيان في صنعاء أن المليشيا تواصل عمليات التحشيد وإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحديدة.

شهود عيان أكدوا أنه تم رصد أكثر من 12 شاحنة محمّلة بالعتاد العسكري والمقاتلين تابعة للمليشيا وهي في طريقها من صنعاء إلى الحديدة.

وشملت التعزيزات، وفق مصادر عسكرية في صنعاء، تحريك دبابات تم إخراجها من مخازن أحد معسكرات الحرس الجمهوري السابق في إحدى ضواحي العاصمة صنعاء تمهيدا لنقلها إلى الحديدة.

هو انحناء للعاصفة إذاً تقوم به المليشيا الانقلابية مع كل انكسار أو هزيمة على الأرض تقوم لشراء الوقت وترتيب صفوفها وحتى وصول مزيد من الدعم من مموليها وعرابيها في طهران لتنقض كل ما تعهدت به كما هو طبعها الذي غلب تطبعها، فهم ينقضون عهودهم في كل مرة ولا يتقون.

 

لا بديل عن التحرير

التحالف العربي والقوات المشتركة مصممة على التحرير حتى النهاية، لكنه الاستجابة المؤقتة للضغوط الدولية في إعطاء المبعوث الأممي مزيداً من الوقت لإقناع المليشيا الحوثية بالتسليم دون حرب، كما يقول التحالف، في حين أن معركة اليمنيين كل لا يتجزأ حتى التحرير النهائي وليس الحديدة فقط، كما تقول الحكومة والقيادة السياسية.

فالمليشيا الانقلابية لا تلتزم بمقررات دولية ولا تفاوضات محلية، كما هي التجارب السابقة معها في جنيف والكويت وغيرهما.

زعيم المليشيا الحوثية بدا مصمما بدوره على الحرب مهما كلف الثمن، كما قال في خطابه الأخير بشأن معركة الحديدة، ما يجعل التحالف العربي مطمئناً إلى نكث الحوثيين عهودهم وتصميمهم على الحرب، وهو ما سيقوله التحالف العربي في نهاية المطاف.

 

تكلفة مضاعفة

يقدر محللون عسكريون أن تكلفة تحرير الحديدة اليوم أقل بكثير عنها في الغد، حيث أن قرار التحالف العربي والجيش الوطني الذي كان قد اتخذ لتحرير الحديدة ووصول القوات المشتركة إلى مطار الحديدة كان أسرع مما توقعته المليشيا الحوثية مما أربكها عن أي استعداد لإيقاف الزحف نحو الحديدة الأمر الذي جعلها تستنجد بحلفائها وتستخدم علاقاتها في المنظمات الدولية ذات التأثير على بعض اللوبيات الخارجية في بعض الدول وخاصة الأوروبية التي تدير ملف التفاوض مع طهران للتحرك بقوة لإيقاف قرار التحرير، وهو ما بدا واضحاً في تصميم المبعوث الأمم إلى اليمن مارتن غريفيث ترتب عنه قرار إيقاف الزحف ولو بشكل مؤقت.

شراء هذا الوقت الثمين للمليشيا الحوثية يجعلها في سعة أكثر للتحركات إقليمياً ودوليا واستعداداً داخلياً، نتج عنه تحشيد المليشيا الحوثية بعض أنصارها لتعزيز جبهة الحديدة كما جعلها تستعد بحفر مزيد من الخنادق الساحلية كبديل عنه في المناطق الجبلية،وهذا الأمر سيؤثر كثيراً في الحرب القادمة، صحيح أنه سيتم التحرير في نهاية المطاف، لكن بتكلفة عالية أكبر مما ستكون عليه اليوم.