السبت 20-04-2024 10:02:35 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رمضان في اليمن .. عادات وتقاليد متميزة

الجمعة 25 مايو 2018 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ وئام إسماعيل

  

تختلف العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك من بلد لآخر، إلا أنها في اليمن تتميز بشكل كبير عن سائر أيام السنة، سواء بأسلوب الحياة فيه، أو بالأكلات والمشروبات المتنوعة التي يتم الحرص على توفيرها بشكل خاص خلاله.

قبل حلول رمضان يبدأ الاستعداد له خلال شهر شعبان، بتزيين البعض لمنازلهم، وإطلاق الأطفال الألعاب النارية، فضلا عن شراء المأكولات التي يكثر الإقبال عليها بهذا الشهر كالباجية أو الطعمية والبن والشعيرية، وكذلك المتطلبات الضرورية المعتادين عليها طوال العام.

وبرغم أن بعض مظاهر الاحتفال برمضان اختفت في بعض المناطق بعد انقلاب سبتمبر/أيلول 2014، نتيجة لانعدام الأمن واستمرار الحرب وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 85%، إلا أن الكثير من الأسر حافظت على خصوصية ذلك الشهر، فقامت بشراء الأطعمة وتزيين المنزل بالفوانيس المختلفة والأضواء.

 

عادات مختلفة

 

يتم التبشير برؤية هلال شهر رمضان في اليمن عبر وسائل الإعلام الرسمية، التي ينتظر أمامها المواطن اليمني بلهفة لمعرفة ما إذا كان ذلك اليوم هو المتمم لشهر شعبان أم بداية لرمضان، ليتوجهوا عقب ذلك للمساجد لصلاة التراويح مع أطفالهم، وبعض النساء كذلك في الجوامع التي يتوفر فيها مصلى لهن، وتبدأ بعد ذلك الطقوس والعادات المختلفة التي يتميز بها هذا الشهر.

- أكلات ومشروبات مختلفة: يختلف الطعام المقدم في رمضان عن باقي أيام السنة، وتُعد وجبة الشفوت من أبرز المأكولات التقليدية التي لا تخلو منها أي مائدة إفطار رمضاني، وهي تتكون من الخبز أو اللحوح واللبن (الزبادي أو الحقين) وبعض الخضروات التي تضفي نكهة جميلة على الطبق، إضافة إلى ذلك فإن الرواني والشعوبية وبنت الصحن من أشهر الحلويات الشعبية التي تقوم ربة البيت بإعدادها في المنزل، فضلا عن السنبوسة والطعمية أو الباجية والمهلبية التي تكون السفرة عامرة بها، كما تعد القهوة بمختلف أنواعها مشروبا مميزا بالنسبة لهم، يقدموه مع التمر أثناء الفطور أو السحور.

- التكافل والتراحم: يمكن ملاحظة زيادة التكافل بين اليمنيين الذين يهتمون كثيرا بالشعائر الإسلامية، خاصة في رمضان الذي يعتبر بالنسبة لهم فرصة لزيادة رصيدهم من الحسنات، وذلك عن طريق الاهتمام -بشكل أكبر- بالفقراء والمحتاجين، ففي أغلب المساجد يقيمون إفطارا جماعيا بشكل يومي يحضره العديد من الناس.

- زيارات متبادلة: يحرص اليمنيون خلال هذا شهر الذي يتميز بروحانية خاصة على تبادل الزيارات والأطعمة بشكل كبير بينهم البين، رغبة بتقوية أواصر المحبة بينهم، وهو فرصة بالنسبة لهم لحل كثير من المشكلات الاجتماعية بينهم. وغالبا ما يجتمعون للإفطار معا، أو بعد تناولهم الفطور وصلاتهم للتراويح، كما يتبادلون الأحاديث المختلفة في أجواء سعيدة، أو يتحلقون حول شاشات التلفاز لمتابعة البرامج والمسلسلات التي يتم عرضها في رمضان.

- برامج دينية: يهتم اليمنيون في هذا الشهر بالطقوس الدينية بشكل كبير كون الأجر مضاعفا بحسب الموروث الديني لدى عامة المسلمين، فهم يصلون التراويح جماعة في المساجد، ويقومون بإحياء العشر الأواخر من رمضان بصلاة القيام، ويختمون خلال الشهر في صلاتهم مصحفا كاملا يتبعه دعاء ختم القرآن الذي يحضره الكثير منهم، وهم يتلقون الدروس الدينية لبضعة دقائق يوميا بعد صلاة الفجر أو الظهر.

- طقوس ليلية: يتحول ليل رمضان لدى اليمنيين إلى نهار، فإضافة إلى تبادل الزيارات، يقومون بإحياء تلك الأوقات بإقامة مسابقات ورقصات شعبية في بعض المناطق، وغالبا ما يمضغون القات جماعة في المنازل.

  • توديع رمضان: يقوم اليمنيون بتوديع شهر رمضان بالدعاء، ويبدأون قبل عيد الفطر بأيام، بالتوجه إلى المحلات التجارية –خلال الليل- للتسوق وشراء حاجيات العيد كالمكسرات والشوكلاتة والملابس، وهم يحتفلون كذلك بحفلات الزفاف التي ستكون خلال أيام العيد.
 

أهازيج متنوعة

 

تعد الأهازيج أحد أبرز ما يميز شهر رمضان المبارك في اليمن، ويرددها الأطفال خاصة غالبا قبل صلاة العصر أو بعد الفطور وتناول وجبة العشاء، ومنها ما تكون مخصصة في بداية الشهر، منها:

يا رمضان يا بو الحمائم

أدي لأبي قرعة دراهـم

يا رمضان يا بو المدافع

أدي لنا مخزن بضائـع

وأما في ليالي رمضان، فكثيرا ما يردد الأطفال ما تعرف بـ"التمسية" منها: يا مساء أسعد الله مساء .. يا مساء جيت أمسي عندكم".

ومن تلك الأهازيج المرتبطة بطبيعة الأكل في رمضان:

"رمضان حق اللحالح .. العصيد والسمن مالح".

وكذلك "يا رمضان كن سير وروِّح .. عند الذي تسكي تلوِّح"، في إشارة إلى الخبز الملوح الذي كان يطبخ بوجه خاص في رمضان.

أما قديما حين كان الاعتماد على الزراعة بشكل كبير، فكان غالبا ما يأتي شهر رمضان في فصل الصيف، الذي يكثر فيه القَرع، فجاءت الأهازيج معبرة عن تلك البيئة آنذاك، ومنها "رمضان ما جاء يعمل .. لا دُبا ولا جرمل".