الخميس 28-03-2024 23:17:36 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

مساجد عامرة بالقرآن في رمضان

السبت 19 مايو 2018 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت– خاص/ فهد سلطان
 

 

ارتبط اليمنيون بالإسلام باكراً، وكان لهم حضور بارز في نصرة الإسلام منذ يومه الأول, يقابل ذلك اهتمام كبير من قبل نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، حيث اولى لهذا البلد اهتماما كبيراً فبعث الرسل يعلمون دين الله، ويدخل الناس في الإسلام افواجاً وجماعات, واوصاهم بالرحمة والرأفة، فأكرم وفادتهم وأعز القادمين إليه منهم.


كان حب النبي الكريم لليمنيين واضحاً من خلال تلك الآثار والروايات المثبتة في بطون الكتب والتي يمدح اخلاقهم وقلوبهم "اتاكم أهل اليمن أرق افئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والفقه يمان"، كما عرفوا بين سائر الناس بالرحمة والرقة وبذل الخير، بل وكانوا اهل الفقه واهل النصرة، وهو ما اكدته الأيام والوقائع التاريخية, وكانوا جنود الإسلام في فتح بلاد الدنيا، ونصرة المسلمين المستضعفين حول العالم، ووصل جهادهم وحضورهم الى شتى بقاع المعمورة.


باستحضار التاريخ الإسلامي يبرز جامع معاذ بن جبل في منطقة الجند بمدينة تعز جنوب اليمن, كواحد من أقدم المساجد الاثرية والمعالم التاريخية الإسلامية, والذي بني في السنة التاسعة للهجرة، بعد أن ابتعث النبي الكريم أول مبعوث له في الإسلام الصحابي الجليل معاذ بن جبل, وأوصاه بتلك الوصية العظيمة "إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" صحيح مسلم.


كما ارتبط المسجد بوجدانهم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، فيقصده الناس من كل انحاء البلاد بل ومن خارج اليمن, ولا يزال يشع منه العلم والمعرفة وتعليم القرآن الكريم، وتقام فيه حلق الذكر في كل شهور السنة وفي شهر رمضان ايضاً.


في رمضان تتحول مساجد اليمن الى خلايا نحل, يقصدها المصلون ويتفرغون فيها للعبادة والذكر وقراءة القرآن الكريم، ويلفت نظر المتابع اعداد المصلين وتزاحمهم في خشوع وطمأنينة، خاصة من الذي اخذوا لهم اجازات عن اعمالهم الحرة، وتفرغوا لهذا الشهر الكريم ينهلون من نفحاته أناء الليل واطراف النهار.


كما أن صلاة التراويح هي اكثر ما يميز المساجد في رمضان، حيث تتزاحم بأعداد المصلين من الرجال والنساء على حد سواء، ويصل الامر في عدد كبير من المساجد الى فتح الصلاة في الشوارع المجاورة للمساجد، ويؤم الناس حفظة القرآن من الذين لهم اصوات خاشعة ندية, ويمارس الناس الصلاة بخشوع وقنوت الى ساعات متآخرة من الليل, وفي الأيام الاخيرة من رمضان في العشر الاواخر يفتح صلاة التهجد بنفس الحماس ايضاً.


في مساجد رمضان تتضاعف دروس العلم وحلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم, وفي الايام الاخيرة من الشهر تشهد المساجد قيام معتكفات كبيرة يتضاعف فيها الجهود والعبادة وتتحول الى حلقات للعلم ويقصدها الشباب بشكل ملفت ويشاركون فيها باهتمام وحب شديد.

 

المساجد في عهد الحوثيين
يدرك اليمنيون جيداً أن التناغم المذهبي والفكري والثقافي الذي عاشوه في اليمن لعقود يتم الان استهدافه بصورة مباشرة، من خلال نشر التشيع الاثني عشري على مجتمع متناغم مذهبياً الى حد كبير، كما أن هذا الانسجام بين الناس وبين المساجد والعبادات يتم استهدافه ايضاً, وللمرة الرابعة على التوالي تمنع عدد من المساجد في قرابة خمس محافظات من قيام صلاة التراويح، وتلك التي تقام فيها تمنع مكبرات الصوت واغلقت مساجد النساء كاملة.


هذا الوضع وان كان مخيفاً ويؤسس لخلاف مذهبي تدعمه بعض الاطراف الخارجية المرتبطة بدولة إيران إلا أن هذا المشهد الدخيل على اليمنيين يضل محل استهجان ونفور وعدم قبول, وحينها تعود الدولة ويسقط الانقلاب سيذهب معه كل هذه المحاولات اليائسة في العبث بالنسيج الاجتماعي وتفخيخ المجتمع بالإرهاب والحروب المذهبية والمناطقية.