الجمعة 19-04-2024 09:05:04 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رمضان.. تجديد الروح

الخميس 17 مايو 2018 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت– خاص/ فهد سلطان 

 

يهل هلال رمضان هذا العام على اليمنيين, محملاً بأنواره واشراقاته العذبة, يحدوهم الشوق لشهر تهفو له القلوب وتأنس معه الأرواح. الشهر الذي ارتبط بوجدانهم ارتباطا عميقاً منذ قرون طويلة, وتوارث الناس عادات وتقاليد في استقباله والاحتفاء بقدومه. انه استقبال خاص يليق بمقام بهذا الشهر الفضيل جيلاً بعد جيل.

تزدحم الشوارع بالمارة والقادمين من الأرياف لشراء حاجيات الشهر، ويتقاسم المكان البائعون الذين يجدون في هذا الموسم مكاناً يستمر انتظاره لشهور طويلة، ويقابله المواطنون من يجدون في هذا الموسم مكاناً لشراء كثير من الحاجيات, والتي يكون لها في رمضان مذاق خاص, بل بعضاً منها يكون لها السبق في موائدهم وبين حاجيتهم الأساسية. 

صحيح أن وضع البلاد السياسي والاقتصادي بشكل عام والحرب في عدد من المدن قد ألقى بظلاله الأليم على واقع الناس بصورة مباشرة, ومع ذلك وبالرغم من حجم المعاناة التي رافقت حياتهم، إلا أن اليمني بطبعه يصر على الصمود والدخول الى رمضان بذات العزم المعتاد, فهي ابرز ما سيجده المتابع ليوميات الناس في هذا الشهر الفضيل.

كما أن المساجد هي الأخرى تزدحم بالمصلين أثناء الصلوات ومع صلاة التراويح, ويعود كثير من المسافرين لقضاء إجازة رمضان بين أهليهم وأسرهم, فهي مناسبة دينية واجتماعية يتم الانتظار لها طويلاً, وهنا تكتمل فرحة رمضان، ويكون لهذا الشهر الفضيل مذاقاً خاصاً لدى الجميع.

في رمضان ايضاً يجتمع الناس وتتوحد القلوب والمشاعر, فالذين غابوا عن أهليهم وعن أسرهم شهورا طويلة, هم اليوم بينهم ينعمون بخيرات هذا الشهر وتحدهم السكينة والوقار, كما يعم الخير أرجاء القرى ويحف البيوت جو من السكنية والهدوء, وقد عرف اليمني ايضاً بيده البيضاء احساناً وبذلاً في فعل الخير, فيجد الفقراء مكانهم في هذا الشهر الفضيل بين اخوانهم الميسورين, وهنا تكتمل لوحة رمضان الذي قصد الشارع منها في فريضة الصيام.

كما يستحضر المسلمون عظمة شهر رمضان المبارك، والأجر المضاعف في أيامه ولياليه, حيث تتجسد معاني الرحمة والتكافل الاجتماعي بين الناس بصورة أكثر عنها في باقي الشهور، كما تشهد أيام الشهر الفضيل ايضاً اعمال خير وبر ابتغاء الثواب من الله تبارك وتعالى.

منذ اليوم الاول لشهر رمضان تنتشر موائد "افطار الصائم" في ساحات وباحات المساجد، والتي تشرف عليها جمعيات ومؤسسات خيرية، الى جانب رجال خير في اغلب محافظات الجمهورية، يجد فيها الفقراء حاجتهم من الطعام والشراب طيلة أيام الشهر المبارك. 

ومع عظمة هذه الشعيرة الجميلة، التي يتميز بها اليمنيون إلا أن ملاحظات عديدة تبرز مع كل موسم بسبب سوء الترتيب في بعض المساجد، وتآثير ذلك بصورة مباشرة على نظافة المساجد، وهو ما يستدعي من القائمين على هذه الأعمال الخيرية، تجاوز تلك الملاحظات والاهتمام بالنظافة بصورة أساسية. 

كما تستمر هذه المناسبة في عطائها حتى آخر يوم في الشهر, إلا أن بعض المساجد يقل منسوبها في الأيام الأخيرة ، وتنقطع في احايين اخرى عن الاستمرار, ويعود ذلك الى عدم الترتيب ايضاً وفعل اللازم بحيث يستمر الافطار قائماً حتى آخر يوم من الشهر الكريم.

وفي تجربة جديدة دشن ناشطون بمدينة تعز العام الماضي مطبخاً خيرياً, يقوم بإرسال عدد من الوجبات الى منازل الفقراء والمساكين, وهي خطوة كانت جيدة ولاقت صدى كبيراً من قبل فاعلي الخير, وهو ما ينتظر هذا العام أن تتوسع لتجد صداها في اغلب محافظات الجمهورية، خاصة مع الاوضاع الصعبة التي تعيشه البلاد وحالة الفقر التي تتزايد بين صفوف المواطنين من فترة وأخرى.