السبت 20-04-2024 05:55:50 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مصرع الصماد بين التصفيات الداخلية واصطياد صقور التحالف العربي

الأربعاء 25 إبريل-نيسان 2018 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 


{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}..
هكذا بدأت تتدحرج رؤوس الشر والإرهاب الحوثية الإيرانية التي جندت نفسها لخدمة المشاريع الفارسية في المنطقة على حساب إخوانهم اليمنيين والعرب فكان لا بد من أن تتجرع كأس المنون الذي زرعته في كل ربوع اليمن ليحصدها طيران التحالف العربي لتصبح كالصريم في الليل المظلم.
حيث أكدت مليشيا القتل والإرهاب الإيرانية الحوثية - في بيان لها- مصرع الرجل الثاني المطلوب في قائمة التحالف العربي، ما يسمى رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد بغارة جوية في محافظة الحديدة.
كما أكدت الأنباء أن الصماد لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه أثناء تواجده في محافظة الحديدة، الخميس الماضي، وظلت المليشيات الحوثية تتكتم عن مصرعه حتى اليوم.

 

صراعات داخلية


مراقبون مختصون في شؤون المليشيات الحوثية لا يستبعدون أن تكون أجنحة في صفوف المليشيات الحوثية أقدمت على تصفية الصماد وإعطاء التحالف العربي إحداثيات تحركه وتواجده كونه لم يكن محسوباً على سلالة الحوثيين فقد كان مما يطلق عليهم صفة "الزنابيل"، وكان يتهم بأنه الرجل الأقرب للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأن زعيم المليشيات عازم على التخلص منه لإحلال مهدي المشاط –الرجل الثاني في المليشيات والمقرب من عبدالملك الحوثي- محل الصماد، بعد أن فرض عليه الإقامة الجبرية قبل أسبوع من مقتله.
خلافات متعددة كانت تطفو على السطح بين محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا الحوثية وبين الصماد خاصة في تنازع الصلاحيات وتدخل محمد علي الحوثي في كل صغيرة وكبيرة من اختصاصات الصماد وعرقلة أدائه ما دفع الصماد للتهديد بتقديم استقالته أكثر من مرة.

 

إقامة جبرية


صحيفة "الشرق الأوسط" كانت قد ذكرت أن زعيم المليشيات الحوثية الإيرانية الحوثي أبدى استياءه الشديد من الصماد، لفشله في إنجاح عملية التعبئة والحشد واستقطاب المجندين الجدد، إضافة إلى تهاونه الرسمي في عدم إقامة احتفالات ضخمة لإحياء ذكرى مصرع مؤسس الجماعة حسين الحوثي، والاكتفاء بعدد من الفعاليات والندوات التي اعتبرها زعيم الجماعة غير كافية، ونوعًا من الاستهتار بمقام شقيقه الراحل، وأن عبدالملك الحوثي أوقفه عن ممارسة مهامه وتحركاته الميدانية ولقاءاته بأتباع الميليشيا، حيث كان آخر ظهور رسمي للصماد في صنعاء كان في 11 أبريل/نيسان الجاري.
لم تكن المليشيات الحوثية متسرعة إلى هذا الحد في تأكيد نبأ مصرع رئيسها في الوقت الذي كانت تخفي مصارع آخرين أمثال طه المداني لأكثر من عام، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصرع الرجل من ناحية، وكذلك حول صراعات الأجنحة الداخلية من ناحية أخرى.
صحيفة الثورة الحكومية المصادرة من قبل المليشيات الحوثية والتي باتت تديرها اليوم كانت قد أعلنت في عددها أمس الأول الإثنين أن الصماد زار السبت مصنعاً للسلاح في الحديدة تديره المليشيات الحوثية، كما أعلنت ذلك أيضاً قناة المسيرة الناطق الرسمي للحوثيين وأظهرت الصماد يتجول في المصنع يوم السبت الماضي أي بعد مصرعه بيومين، فهل كانت لا تعلم أم أن السيناريو لإعلان مقتله لم يكتمل بعد.
المليشيات الحوثية اختلقت سيناريوهات مماثلة لمقتل الرئيس السابق علي صالح على يديها وفبركت قصة مقتله حتى تم كشف غير ذلك، ما يعزز الشكوك حول تصفية الصماد بذات الطريقة التي صفي بها صالح.

 

التحالف العربي يحسن صنعا


التحالف العربي من جهته لم يصدر بياناً يتبنى فيه بشكل رسمي حادثة قصف الصماد في الحديدة، كما يفعل عند اصطياد أحد قادات المليشيات الحوثية الانقلابية، الأمر الذي عزز من تلك الشكوك في حادثة التصفية الداخلية، لكن قناة الحدث وغيرها من القنوات المقربة من التحالف العربي بثت مقاطع تسجيلية مصورة لطيران التحالف وهو يقصف موكباً في الحديدة قالت إنه عائد للصماد الذي لقي مصرعه من خلال ذلك القصف.
وبرأي محللين سياسيين فإن التحالف العربي أحسن صنعاً إذ لم يسارع إلى تبني حادثة الاغتيال مما يزيد من قلق الجماعة وإدخالها في حرب نفسية لتدور حول حلقة مفرغة، تتعزز داخلها الشكوك وتبدأ الخلافات تنخرها في طريق الانهيار الكامل.
حادثة مصرع الصماد لقي ارتياحاً يمنياً كبيراً رسمياً وشعبياً فقد كان أحد الرؤوس صاحبة القرار في تنظيم المليشيات الحوثية السلالية الإرهابية، والتي كانت وراء مقتل عشرات آلاف اليمنيين من مختلف الأطراف وأكثر ذلك من الجرحى، وأدخلوا البلاد في أتون الحروب والتدمير والانقلاب على الثوابت الوطنية. لكن الصماد –بحسب مراقبين- كان الوجه الأقل قبحاً الذي يغطي برتوشه على الوجه الأكثر قبحاً في مليشيات الانقلاب وبمصرعه تكون المليشيات أسقطت ورقة التوت الأخيرة عنها، وهو ما سارعت لإعلان مهدي المشاط الأكثر تطرفاً خلفاً له وهو الذي سيظهر الوجه الحقيقي لتلك المليشيات وأن يجعلها في مواجهة حقيقية مع كل الشعب ومن بقي على تردده من مواجهتها.

 

الشك القاتل


يذهب الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين إلى أن المليشيات الحوثية ذاهبة باتجاه تصفية الشخصيات القبلية في تنظيمها لجعل تلك المليشيات مغلقة على سلالتهم فقط، وأن الشخصية المرشحة للتصفية القادمة هي أبو علي الحاكم بعد أن أزاحت الرجلين الثاني والثالث في تنظيم المليشيات محمد عزام والرزامي وكذلك عبدالكريم جدبان، وأقدمت على تصفية أحمد شرف الدين ومحمد المتوكل تخوفاً من أنهم يمثلون عبر التاريخ الأسر الإمامية السابقة التي حكمت البلاد مئات السنوات.
تاريخياً لجأت الإمامة التي تعد المليشيات الحوثية واجهتها اليوم إلى مثل تلك التصفيات والإبعاد من طريقها كل شخصيية قبلية خدمتها وقويت شوكتها في إطارها حتى لا تكون هناك غير العناصر السلالية هي المتصدرة للمشهد.
بمصرع الصماد تكون المليشيات الحوثية قد بذرت بذرة الشك والخيانة فيما بينها وهو من أهم العوامل المؤدية لتفكيك الجماعات والتنظيمات والدول.
أسئلة كثيرة وعلامات استفهام كبرى تثيرها حادثة مصرع الصماد الذي قتل عقب خروجه من زيارة مصنع حربي للقذائف الحوثية في محافظة الحديدة الخميس الماضي، إلا أنه من المؤكد أن المليشيات تتهاوى يوماً بعد آخر وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ومن زرع القتل حصدته القذائف..