الثلاثاء 23-04-2024 12:17:13 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري..الوجع الدائم! (الحلقة الأولى)

السبت 07 إبريل-نيسان 2018 الساعة 03 مساءً / الإصلاح نت/ توفيق الحميدي

  

 مقدمة لابد منها:

 أجمع فيها المشترك في هذا الملف، وأقدم صورة كاملة، وشاملة، يستطيع القارئ أن يكوّن رؤية عامة وشاملة، وستكون في حلقتين أو ثلاث، بعد ذلك سنخوض في تفاصيل وأوجاع أخرى!

 

١- يعد ملف الاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري، والتعذيب الذي قد يُفضي إلى الموت من أهم الملفات التي برزت بعد سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيات الحوثي، بتاريخ 21 سبتمبر 2014م، وحظي الملف باهتمام كبير على المستوى الحقوقي، محليا، ودوليا ، وخطورة هذا الملف أنه يتجاوز بتبعاته الضحية، إلى أسرته، على المستوى النفسي، والمادي، ويتشابك مع عدد من الانتهاكات كانتهاك احتجاز الحرية، وحق الأطفال، وحق المحاكمة العادلة، والتعذيب والإخفاء، والسجون السرية، والإفلات من العقاب.

 

٢- لقد أصبح هذا الملف -بعد ثلاث سنوات- ملفا اجتماعيا يهم كل بيت في اليمن، سواء في المناطق التي تحت سيطرة جماعة الحوثي، أو التي تحت سيطرة قوات التحالف العربي - خاصة الإمارات- أوفي مناطق الحكومة الشرعية، فجميع هذه الأطراف مشتركة في الانتهاكات التي طالت هذا الملف، وإن كان هناك اختلاف من حيث العدد، والبشاعة، ونوع الإنتهاك.

 

٣-ملف الاعتقالات القسرية والإخفاء والتعذيب يشترك في عدة أمور منها:

 

-إن المداهمات والاعتقالات تتم خارج سلطة القضاء، وفي أوقات الليل، وبدون أي احترام لحرمة المسكن، والأسرة، ويثير الرعب والخوف لدى الأطفال، والنساء.

 

-يرافق الاعتقال من البيوت أساليب النهب للممتلكات والتحطيم للمنازل، والإهانة المتعمدة والإذلال للناس.

 

- إن الإخفاء القسري في الفترة الأولى للاعتقال التعسفي والذي يمتد غالبا لسنوات طويلة غالبا هي أسوأ وأبشع الفترات التي يتعرض لها المعتقلون تعسفيا لأبشع وأقسى أساليب التعذيب الفظيعة!

 

-كثير من حالات الاعتقالات التعسفية يرافقها الإخفاء في السجون السرية والتعذيب، حيث كشفت أو برزت في عام 2017م والتي مازالت كل يوم تتكشف وتكشف معها عن وسائل وأساليب لم يتخيلها بشر.

 

-رافق ومازال ملف الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري عملية ابتزاز مالي، بل هناك من حول هذا الملف إلى سوق للإثراء والمتاجرة بحجة القبض على اشخاص خطرين، أو إرهابيين..!!

 كما سبب ذلك بعملية إرهاق كبيرة لأسر المعتقلين الذين يسعون لتوفير مصاريف يومية بسبب، سوء التغذية، والأمراض فاستغلت من قبل إدارة بعض المعتقلات لفتح- متاجر بأسعار سياحية- تبيع للمعتقلين!

 

-أوجاع الأطفال لا تقل عن أوجاع الكبار، هذه الاعتقالات أجبرت الكثير من الشباب أن يتنازل عن أحلامه كي يعول أسرته، كما أجبرت كثيرا من الأمهات الكريمات للعمل براتب زهيد، مقابل أن يبقوا على قيد الحياة، وتوفير القليل لعائلها في المعتقل!