الجمعة 29-03-2024 15:06:31 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

المحويت ..المليشيا تفتتح خمس مقابر جديدة

الأحد 18 مارس - آذار 2018 الساعة 01 مساءً / الإصلاح نت - متابعات /مركز المحويت الاعلامي

 

قام محافظ المحويت المعين من المليشيات فيصل احمد بن حيدر الخميس الفائت بزيارة تفقدية لمديرية الطويلة زار خلالها عدد من أسر القتلى والجرحى، وبحسب وكالة سبأ التابعة للانقلابيين التي زفَّت الخبر فإن المحافظ اطَّلع خلال الزيارة على التجهيزات الخاصة بما أسموها روضة الشهداء بمنطقة ويس.


ومؤخرًا ينشط الشبيحة الذين وضعتهم المليشيات بيادق بمسمى مدير عام مديرية في عقد اجتماعات تضم أعضاء ما تسمى بالسلطة المحلية وعدد من الخطباء والوجهاء ومشايخ النظام السابق الذين يعملون كمتعهدي بلاطجة ومتحصلي جبايات واتاوات.

ناقشت الاجتماعات عددا من المسائل أبرزها آليات استدراج النشء والدفع بهم الى محارق الموت، وفرض الضرائب والرسوم والاتاوات على المركبات والمواطنين والتجار، ودعوة الأهالي الى المساهمة المجتمعية لتوفير مبالغ مالية للمعلمين.
واحتلّ صدارة النقاش قضية دعوة من تُطلق عليهم فاعلي خير والتواصل مع المغتربين؛ من اجل التبرع لتمويل افتتاح مقابر جديدة بالمديريات، في ظلّ ازدياد اعداد قتلاها من ابناء المحافظة الذين يسَّاقطون في مختلف الجبهات.

وتكشف بنود الاجتماعات عن سلوك المليشيا المسكونة بعقلية العصابة اللصّ المهووسة بالزج بالمواطنين الى الموت واثقال الأهالي بالجبايات المختلفة وابتزازهم وتخويفهم ان عارضوا مشروع السلالة.
ويغيب عن الاجتماعات الحديث عن المشاريع التي تنفع الناس وتقوم المليشيا بإغلاق أي نوافذ من الممكن ان يتسلل منها الأمل، فيما هيمن على النقاشات الحديث عن المقابر كمشروع كبير للمليشيا التي تحاول منذ سنوات حكم اليمن ولو على جثث اليمنيين بمن فيهم أنصارها.

* زمن المقابر

تواصل المليشيا حملة تبرعات من التجار والمغتربين من أجل تمويل وافتتاح واستحداث مقابر جديدة في المديريات.

حتى وقت قريب يوجد لدى المليشيات مقبرتان في أطراف مدينتي شبام والرجم، تقع كلتاهما على مساحات واسعة، وتستقبلان اعدادا كبيرة من القتلى منذ أعلنت المليشيا خوض حربها العبثية ضد اليمنيين.
ومنذ اندلاع معركة الساحل الغربي مطلع العام الجاري، وسقوط اعداد كثيرة من مقاتليها من ابناء المحافظة ؛ ترى المليشيا ان طاقة هاتين المقبرتين لم تعد تستوعب جثامين أكثر، وأن ثمة حاجة ماسة لاستحداث مقابر جديدة في عدد من المديريات بما يواكب ازدياد اعداد قتلاها من ابناء هذه المديريات.

ففي اواخر يناير الفائت أكدت المليشيا أن العمل جارٍ من أجل تجهيز واستحداث مقبرة الروضة الندية بحارة المغربة جوار جامع السد بمدينة المحويت، وينشط المشرف الاجتماعي بالمدينة (محمد عبدالرزاق عباس)، في متابعة الصندوق الاجتماعي ومن يُطلِق عليهم بفاعلي خير؛ بهدف تمويل المشروع للقيام بإصلاح الأرضية وتطويرها لتصبح مقبرة ملائمة.
ومطلع مارس الجاري قامت المليشيا بافتتاح مقبرة روضة الشهداء في منطقة الأحجول ووادي لاحمة بمديرية جبل المحويت.

وبعد ايام افتتحت المليشيات الانقلابية مقبرة الروضة في عزلة جبع بمديرية الخبت، وقد دشنت الأمر بدفن اثنين من قتلاها من ابناء قريتي بيت النمري والرباط. ومنتصف مارس افتتحت المليشيات مقبرة الشهداء بمركز مديرية حفاش ( الصفقين) في ارضٍ تابعة للمجلس المحلي بجوار المركز التعليمي؛ حضر الافتتاح المشرف العام ابو هاشم والمشرف الامني ابو حسين الشعثمي والمشرف الاجتماعي علي احمد الصفي الخطيب وعضو المجلس المحلي الشيخ احمد عجلان.

* قتيل كل يومين

تلتهم الجبهات اعدادا كبيرة من مقاتلي المليشيا، وتمثِّل جبهتا حرض ميدي والساحل الغربي ثقبًا أسود، حيث لقي المئات من مقاتلي المليشيات مصرعهم في هاتين الجبهتين. ومنذ الانقلاب على الشرعية تحوَّلت محافظة المحويت الى صالة عزاء كبيرة، إذ لا يمرّ اسبوع دون ان تشهد المحافظة مناحة جماعية في أكثر من عزلة ومنطقة بفعل تساقط اعداد كبيرة من المغرر بهم من ابناء المحافظة قتلى في مختلف الجبهات.

ففي العام الفائت 2017م سقط 224 من ابناء المحافظة قتلى في مختلف الجبهات؛ 132 منهم فقط في جبهتي ميدي والساحل الغربي، والبقية موزعين على مختلف الجبهات ( تعز، نهم، صنعاء، صرواح، شبوة، الجوف، البيضاء، الضالع، الحدود).
ومنذ مطلع العام الجاري سقط كثير من مقاتلي المليشيا – من ابناء المحويت- صرعى في عددٍ من الجبهات، بُمعدَّل قتيل واحد كل يومين؛ إذ بلغ عدد القتلى الذين تمكَّنا من الحصول على أسمائهم 46 قتيلا منذ بداية يناير، ناهيك عن الجرحى والأسرى والمفقودين في هذه المعارك.

وهو ما يضاعف من نقمة المواطنين تجاه المليشيا؛ خصوصا أن كثيرا من القتلى وقعوا ضحايا تغرير واحتيال، إذ اقنعهم المشرفون الحوثيون بأن تجنيدهم هدفه تأهيلهم ليكونوا أمنْيَّات للدفاع عن المحافظة وتأمينها لا ارسالهم الى الجبهات، كما أن عدد من هؤلاء استدرجتهم المليشيات من خلال استدعائهم الى ادارة امن المحافظة والسفارة الأمريكية بصنعاء بدعوى الحضور لتسلم نصف الراتب، ليُفاجؤوا بنقلهم إجباريًا الى الحديدة دون السماح لهم بالعودة لتوديع أُسَرهم.

* اغتيال البراءة

في حين كان يفترض أن يكون( نصار الشاعر) ابن الـ 15 ربيعا على مقعد الدراسة ينسج في ذهنه احلامًا وردية بمستقبلٍ مشرق، عاد - بعد عامين - الى مديريته حفاش جثَّة هامدة بعد أن لقي مصرعه في تعز؛ ليُصاب اهالي القرية بصعقة كبيرة من فداحة الجُرم الذي ارتكبته المليشيا في حق أبنائها . لم يكن نصار الأول ولن يكون الأخير !

إذ تكشف صور القتلى عن مدى الجُرم الذي تقترفه المليشيا من خلال تجنيد أطفال بعمر الزهور اليانعة؛ بعد أن نجحت في استدراجهم وغسيل أدمغتهم في الدورات الثقافية ومعسكرات التدريب التي تقيمها في مدينة المحويت والأهجر والحديدة وذمار؛ وتعمل خلال هذه الدورات على اخضاع الأطفال في التدريب لعملية ممنهجة من غسيل المخ وحقنهم بالعنف والتحريض والتغذية الطائفية قبل أن تقذف بهم الى الجبهات ليعودوا بعد فترة مجرد برواز صورة ورقما في كشوفات ما تُسمى بمؤسسة الشهداء !


وخلال الأسابيع الماضية قامت المليشيات بإرسال أكثر من 10 أطفال من ابناء مديرية شبام للقتال في البيضاء دون علم أولياء أمورهم، والبعض منهم أرسلتهم عنوة.


وتحرص المليشيات على تجنيد الأطفال لتتخفف من تبعات وتكاليف نفقات أسر وذوي القتلى بخلاف المقاتلين أصحاب المسؤوليات العائلية؛ كما ان الأطفال متخففين من التبعات التي تثقل حركة المقاتلين كالالتزامات الأسرية التي تعيق قفزتهم الى الحرب، اضافة الى أن الأطفال ناشطو الحركة في الحروب وأقدر على التمويه وأسرع في الاستجابة للتوجيهات والأوامر ، وغير قادرين على تمييز المخاطر .


وتزج المليشيا بالأطفال في القتال المباشر أو تستفيد منهم في بعض الوظائف كالمناوبة والامداد ونقل التغذية والذخيرة والحراسة والاستكشاف وغيرها من المهام التي تتطلبها طبيعة المعركة.