الخميس 28-03-2024 19:11:31 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

هل بدأ مسلسل الاغتيالات بين أجنحة المليشيا الحوثية حول من الأحقية بالحكم؟! (تقرير)  

الإثنين 29 يناير-كانون الثاني 2018 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - متابعات

    

أثارت حادثة الاغتيال التي تعرض لها القيادي الحوثي البارز، راجي احمد حميد الدين، من قبل مسلحين مجهولين، عصر أمس الأول السبت، في شارع القاهرة، وسط العاصمة صنعاء، موجة من التساؤلات حول طبيعة هذه العملية وتوقيتها، خصوصا وأنها جاءت في ظل خضوع العاصمة لسيطرة المليشيا الحوثية، وإحكام قبضتها الأمنية عليها.

 

وبحسب مراقبين، فإن هذه الحادثة تأتي كنتاج للصراع الداخلي الذي تشهده المليشيا في صفوفها، على خلفية صفقات فساد تم الحصول عليها بعد سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر 2014م، كما أنها جاءت في ظل القبضة الأمنية التي تحكمها المليشيا الحوثية على العاصمة صنعاء.

 

ويعمل القيادي الحوثي راجي حميد الدين، الذي تم اغتياله، كمشرف سابق للمليشيا الحوثية في جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، وأسس مؤخرا جامعة "اقرأ" في صنعاء، ويعد من القيادات البارزة الأكاديمية في صفوف مليشيا الحوثي.

 

صراع الأحقية بالحكم

 

وفتحت هذه الحادثة موجة من التساؤلات حول طبيعة هذه العملية، خصوصا في هذا التوقيت، بعد أن أحكمت المليشيا قبضتها الأمنية على العاصمة، ومؤسساتها الأمنية بشكل كامل، عقب قتلها لحليفها في الانقلاب علي عبد الله صالح، في الــ 4 من ديسمبر، الأمر الذي مكّنها من ابتلاع بقية مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية.

 

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر خاصة لــ "العاصمة اونلاين"، أن كل المعلومات المتواترة في صنعاء، تؤكد أن القيادي الحوثي، راجي حميد الدين، قُتل على مليشيا الحوثي، بسبب الخلاف بينهم، والناتج عن مطالبة أحفاد حميد الدين بأحقيتهم بالحكم.

 

وبحسب المصادر، فإن القيادي الحوثي والذي كان يعمل مشرفا للمليشيا الحوثية أو ما يُسمى برئيس اللجنة الثورية في جامعة صنعاء، كان قد تحدث في إحدى محاضراته بجامعة "اقرأ" التي أنشأها ويديرها، عن أحقيتهم في قيادة البلد، وأنه لا فرق عنده بين المغتصبين لحقهم في 26 سبتمبر 1962م، أو 21 سبتمبر 2014، مؤكدا أن كلهم في نظره مغتصبين لحق بيت حميد الدين في حكم اليمن".

 

وأرجعت المصادر، سبب هذا الأمر وهذه المطالب التي أعلن عنها القيادي الحوثي، والذي اُغتيل أمس الأول بصنعاء، إلى ما وصفته بـ "بمؤشر لوجود صراع هاشمي هاشمي محموم" بين أجنحة المليشيا الانقلابية، حيث بدأ مسلسل الاغتيالات في العاصمة يقطف الرؤوس الأكاديمية، كنتاج لهذا الصراع بين الأجنحة التي تقول بأحقية بيت حميد الدين بالحكم، ومن يقول أن الأحقية هي للقيادة الحالية بزعامة عبد الملك الحوثي.

 

مصيدة الانتقام!

 

ورأى مراقبون، أن الدكتور راجي أحمد حميد الدين، والذي يعمل رئيسا لجامعة اقرأ، ودكتورا في كلية الشريعة، بجامعة صنعاء، قد تمت تصفيته من قبل الحوثيين؛ على خلفية انتقاده لتصرفاتهم أمام مجموعة من الطلاب في الجامعة، فضلا عن سيرته الطيبة بين طلابه، الأمر الذي دفعهم للتخلص منه مثلما تخلصوا من سابقيه الوسطيين".

 

مشيرين الى أن الحوثيين، قد قاموا بتصفيته، مرجعين السبب لذلك؛ كونه كان يقوم بانتقادهم لمرات عديدة، مؤكدين أنه قد تم اعتقاله من قبل مليشيا الحوثي قبل نحو ستة أشهر وأفرج عنه وهددوه". على خلفيه انتقاداته المتواصلة لفسادهم، فضلا عن إبعاده من عمله كمشرف للجان الثورية التابعة للمليشيا الحوثية في جامعة صنعاء، والتي جاءت في اطار هذا الصراع. حسب قولهم.

 

دوافع المصالح!

 

وفي هذا السياق، فسّر الكاتب والمحلل السياسي عامر الدميني، عودة الاغتيالات للقيادات الحوثية داخل صنعاء، إلى ما وصفها بـ"صراع الأجنحة"، وقال إن "عودة الاغتيالات للعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيين بشكل كامل؛ يعني أن هناك صراع أجنحة يتشكل داخل مليشيا الحوثي".

 

وعزى عامر الدميني، سبب صراع الأجنحة الحوثية، الى ما أسماها بــ "دوافع المصالح والامتيازات التي يحصل عليها كل طرف، بعد عمليات الفساد الكبير التي تسببوا بها، كسرقة المال العام والنهب المباشر لمصالح الناس ورجال الأعمال وغيرهم فكونوا امبراطوريات مالية نمت بسرعة وتحولت الى محور صراع وقتال بين أجنحة المليشيا المختلفة".

 

وأكد الدميني في تصريح خاص لـ"العاصمة أونلاين"، أن مسلسل الاغتيال سيستمر في ظل السيطرة الأحادية للمليشيا الحوثية بصنعاء. مشيرا الى أننا "سنشهد مزيد من هذه الحالات في ظل السيطرة الكاملة للمليشيا على مختلف أجهزة الدولة ومؤسساتها، وتحكمها بالمشهد العام داخل العاصمة صنعاء". حسب قوله.

 

وأشار إلى أن ما يجمع هذه المليشيا تحت بوتقة واحدة، هو الصراع الداخلي، الذي تشهده اليمن وهو ما جعلهم متماسكين حتى الان. مؤكدا في هذا الصدد، "أن هذه المليشيا لو تركت لوحدها دون مؤثر خارجي يجمعها كالحرب القائمة من التحالف العربي والجيش والمقاومة فإنها، ستدخل في صراع داخلي واقتتال جانبي، ستكون الغلبة فيه لمن يملك القوة أكثر".

 

ولفت الى أن عمليات "الاغتيال السابقة التي تمت منذ انقلاب الحوثي على الحكم، جرت بتواطئي قيادات المليشيا وبعلمها وهي من تتحمل المسؤولية الكاملة عنها"، في إشارة إلى العمليات السابقة التي طالت عدد من القيادات الحوثية، وعلى رأسهم الدكتور أحمد شرف الدين، والذي اغتيل قبل ثلاث سنوات بنفس التاريخ والمكان الذي اغتيل فيه القيادي الحوثي الأخر راجي حميد الدين، وهو شارع القاهرة، وسط صنعاء، بما يؤكد أن المنفذ لهذه العملية واحد، والذي يأتي كجزء من هذا الصراع المحموم بين أجنحة المليشيا.

 

المصدر: العاصمة أونلاين