الخميس 02-05-2024 02:25:47 ص : 23 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإعدامات الميدانية.. نهج حوثي داعشي في التعامل مع الخصوم

السبت 13 يناير-كانون الثاني 2024 الساعة 07 مساءً / الاصلاح نت- خاص
 

  

على طريقة داعش وتنظيم القاعدة، تفرغ مليشيا الحوثي شحنة حقدها وتصب جام غضبها على مخالفيها بل وحتى المشتبه بهم في المخالفة والمعارضة، لتكون ردة الفعل المعتادة من قبل المليشيا الحوثية بحق المعارضين لسياستها هو القتل وبأبشع صورة، وهو ما تم ويتم على أيدي المليشيا في حالات كثيرة.

وقد دأبت مليشيا الحوثي على تنفيذ العديد من جرائم التصفيات الجسدية والإعدامات الميدانية في مناطق مختلفة، دون الحاجة إلى أحكام قضائية أو مسوغات قانونية.

 

دوافع الجريمة

وتتنوع أسباب الإعدامات الميدانية التي تنفذها المليشيا بحق المواطنين بحسب الحالات التي ترافق تلك الجرائم، والتي تتم على أيدي مسلحي المليشيا بشكل متكرر وفي مناطق متعددة من المناطق التي طالتها أقدام عناصر المليشيا.

الانتماء لغير المليشيا واحد من الأسباب التي تجعل الضحية عرضة للقتل بأي شكل من الأشكال، حيث يتعرض المواطنون للتضييق والمطاردة والملاحقة بعد إلصاق تهم العمالة والارتزاق والعمل لصالح جهات أجنبية، ليكون حينها هدفا مشروعا للقتل على أيدي عناصر المليشيا على أي حال كان، وهي الجريمة التي تكررت بحق المواطنين كثيرا، بعد أن يتم توجيه التهم الكيدية من قبل المليشيا لبعضهم، تبدأ بعدها عملية المطاردة، وينتهي المطاف بالضحية بإعدامه ميدانيا، أو القبض عليه وتغييبه في الزنازين لتبدأ بعد ذلك فصول العذاب.

رفض الأوامر وتوجيهات مسلحي المليشيا هو سبب آخر من أسباب الإعدامات الميدانية التي يتم تنفيذها، فكثيرا ما تتم هذه الجريمة لهذا السبب إما نتيجة لرفض بعض التصرفات والإهانات التي يتم توجيهها للمواطنين في نقاط التفتيش أو الطرقات أو الأماكن العامة، أو نتيجة لعدم الاستجابة لدفع الإتاوات والجبايات التي تفرض على أصحاب المحال التجارية، أو بسبب المطالبة ببعض الحقوق المصادرة من قبل المليشيا، أو الاعتراض على مصادرة تلك الحقوق والأموال، والتي تؤدي عادة إلى ردة فعل من هذا القبيل.

ولا يقتصر هذا النوع من الجرائم على الخصوم والمعارضين فقط، بل طالت موجة الإعدام والتصفيات أيضا كثيرا من المغرر بهم من مسلحي المليشيا من العائدين من جبهات القتال أو المترددين في القتال في صفوف المليشيا الحوثية، حيث يتم تصفيتهم وإعدامهم بدم بارد.

 

مقابر جماعية

وقد كشفت مصادر إعلامية في وقت سابق عن تصفيات جسدية ارتكبها الحوثيون بحق شباب وناشطين مناوئين لهم في مناطق متفرقة واقعة تحت سيطرتهم من بينها محافظة عمران.

وتقول المصادر إن الحوثيين اختطفوا مجموعة من أبناء تلك المناطق ونقلوهم إلى معتقلات سرية في محافظة عمران، فيما تتم تصفية من يقاومهم دفاعا عن نفسه.

وقد أعلنت مليشيا الحوثي مطلع العام الماضي 2023 عن دفنها لما يربو على 104 جثث لمجهولي الهوية، منها 53 جثة مجهولة في صنعاء بمنتصف مارس 2023، و89 جثة أخرى في الحديدة وذمار تم الإعلان عن دفنها في أواخر مايو 2023.

وفي نوفمبر من العام نفسه، أعلنت المليشيا عن دفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة الحديدة، وسط شكوك حول أعمال تصفية وإعدامات تقوم بها المليشيا بحق المعارضين لها.

وكشفت وسائل إعلام حوثية عن قيام المليشيا بتنفيذ عملية دفن شملت 88 جثة في الحديدة، وادعت النيابة الخاضعة لها أن عملية الدفن الجماعية تمت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن هذه الجثث متحفظ عليها في ثلاجة مستشفى الثورة العام بالمحافظة.

ويرجح محامون وحقوقيون في صنعاء أن تكون تلك الجثث التي تم دفنها على يد المليشيا تعود لمختطفين تمت تصفيتهم داخل سجون ومعتقلات المليشيا.

وبدلا من أن تقوم المليشيا بتسليم جثامين من يتم تصفيتهم أو ممن يلقون حتفهم جراء التعذيب في سجونها إلى عائلاتهم، فإنها تلجأ في كل مرة إلى القيام بعمليات دفن جماعي للجثث بزعم أنها لأشخاص مجهولي الهوية، خوفاً من المطالبة بإخضاع تلك الجثث للتشريح الجنائي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء القتل.

 

إرهاب مشترك

وقد سبق أن اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية مليشيا الحوثيين بتنفيذ إعدامات ميدانية على طريقة تنظيمي القاعدة وداعش، أثناء اقتحامها قرى ومنازل منطقة الحيمة بمديرية التعزية في محافظة تعز مطلع العام 2021.

ووفقا لوزير الإعلام معمر الإرياني فإن مليشيا الحوثي "أعدمت ميدانياً أشخاصاً ومثلت بجثثهم وصلبتهم على الشجر، في واحدة من جرائمها البربرية الإرهابية التي يندي لها جبين البشرية".

وتابع بالقول: "هذه الجريمة البشعة تذكرنا بقيام تنظيم القاعدة الإرهابي بإعدام وصلب طبيب الأسنان في المركز الصحي بمديرية الصومعة محافظة البيضاء مطهر اليوسفي، وتؤكد تطابق ممارسات وجرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي ونظيراتها من الجماعات الإرهابية داعش والقاعدة".

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات المعنية بحقوق الانسان بـ"إدانة جرائم الحرب التي ترتكبها مليشيا الحوثي وآخرها قتل المدنيين وصلبهم وتدمير وإحراق منازلهم في حيمة تعز، والعمل على إدراجها في قوائم الإرهاب وضمان عدم إفلات قياداتها من العقاب".

 

جرائم حرب

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن جرائم إعدامات ميدانية ارتكبتها مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة بحق العديد من الأسرى والمختطفين.

وتحدث البيان الذي نشره مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة، عن تفاصيل جرائم ارتكبتها مليشيات الحوثي في مديريات المحافظة نهاية العام 2021.

ويقول بيان مكتب حقوق الإنسان: "يراقب مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة محاولة مليشيا الحوثي تغطية انتهاكاتها وجرائمها المروعة بحق المدنيين العزل في المناطق التي أخلتها القوات المشتركة تطبيقاً لاتفاق ستوكهولم، من خلال ترويج الأكاذيب وبث الشائعات بشأن إعدام عشرة من عناصر المليشيا، حيث اتضح بعد التحقق أن عناصر مليشيا الحوثي قتلوا يوم الجمعة 12 نوفمبر 2021 في منطقة الغويرق أثناء اشتباكات مباشرة مع القوات المشتركة عند محاولة مليشيات الحوثي التقدم والسيطرة على مواقع خارج نطاق خطة إعادة الانتشار التي نص عليها اتفاق ستوكهولم”.

ويضيف البيان أنه تمكن من توثيق حالات إضافة لشهادات حية لمتضررين، خلال الفترة من 9 نوفمبر وحتى 23 نوفمبر من العام 2021، في مديريات الدريهمي، الحالي، التحيتا، توثق ارتكاب مليشيا الحوثي عشرات الجرائم والانتهاكات المروعة بحق أهالي تلك المديريات، تنوعت بين إعدامات ميدانية لمدنيين وعسكريين أسرى، وتعذيب وسحل، وقصف عشوائي، منوها أن هذا تقرير جزئي أولي حول انتهاكات وجرائم ارتكبتها مليشيا الحوثي، بحق مواطنين عزل وما زالت، معبرا عن إدانته الشديدة لكافة الأعمال الإجرامية الانتقامية التي ترتكبها المليشيا في المحافظة والتي ترقى إلى جرائم حرب.

 

تنكيل وانتقام

وفي مايو من العام 2020، اتهمت الحكومة الشرعية مليشيا الحوثي الانقلابية بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين، وقيام مسلحي المليشيا الحوثية بتصفية الجرحى وتنفيذ اعتقالات طالت الأطباء والموظفين، ومداهمة العديد من المنازل في مدينة الحزم مركز محافظة الجوف.

وبحسب مدير عام مكتب وزارة الإعلام اليمنية بمحافظة الجوف "يحيى قمع" فإن مليشيا الحوثي قامت بإعدامات ميدانية للمواطنين بمدينة الحزم، موضحا أن المليشيا الحوثية قامت بإعدام اثنين من الأطباء بمكتب الصحة بالحزم، كما قامت بقتل أحد المزارعين بدم بارد وأصابت آخر من أبناء محافظة صعدة، في نقطة الجر بمدينة الحزم، مضيفا في تغريدات له على منصة "إكس" أن "الحوثيين قاموا أيضاً بإعدام ثلاثة مواطنين بمدينة الحزم، من أبناء قبيلة المهاشمة بالطريقة نفسها".

وقد أكدت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني عمليات الإعدام الميدانية التي تنفذها المليشيا الحوثية، وأن تقارير ميدانية من الحزم في الجوف أفادت بارتكاب المليشيا الحوثية جرائم إعدام ميدانية وعمليات تصفية للجرحى في مستشفى الحزم واختطافات واعتقالات للكادر الطبي وأكاديميين وموظفين في المكاتب التنفيذية، لافتا إلى أن المليشيا داهمت العشرات من منازل المواطنين بمشاركة ما تسمى بالزينبيات وترويع الأطفال والنساء، وقامت باقتحام ونهب للمحال التجارية، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 25 ألف من المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال في أكبر موجة نزوح في المدينة، واصفا ذلك أنه يأتي ضمن عمليات الانتقام والتنكيل التي مارستها المليشيا الحوثية دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني.

 

مأساة لا تنتهي

ومنذ بداية خروجها المسلح وتمردها على الدولة، باشرت مليشيا الحوثي بتنفيذ العديد من جرائم القتل على طريقة الإعدامات الميدانية ناهيك عن القتل بطرق أخرى، حيث أزهقت فيها مليشيا الحوثي أرواح كثير من المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون، سواء بعد اختطافهم خلال حملات مداهمات للقرى والمنازل أو أثناء مرورهم بنقاط التفتيش في الطرقات التي تربط بين المدن اليمنية، أو أثناء ملاحقتهم ومطاردتهم بتهم كيدية وذرائع شتى، مع الإشارة إلى أن مليشيا الحوثي أعلنت عن دفن أكثر من 1500 جثة على مراحل في مقابر جماعية باسم "مجهولة الهوية" منذ مطلع عام 2020 وحتى أواخر 2022.

ففي أغسطس 2008، أعدمت مليشيا الحوثي جماعيًا وبطريقة الذبح (6) ضباط يتبعون اللواء 119 مشاة كانت قد أسرتهم في حربها ضد الدولة بصعدة، وفق وسائل إعلام محلية متطابقة.

وفي أكتوبر 2014، أقدم مسلّحون حوثيون في نقطة تفتيش مستحدثة نهاية سور جامعة إب على قتل 5 مدنيين وإصابة 7 آخرين كانوا متجهين للمشاركة في وقفة احتجاجية معارضة للانقلاب الحوثي.

وفي أبريل 2015، أقدم مسلحون حوثيون في نقطة تفتيش مستحدثة على الخط الدائري بمديرية بيحان بمحافظة شبوة على قتل المواطن "قايد محمد حوات" (30 عاماً) وزوجته "وسيلة أحمد الحوار" (27 عاماً) ورضيعهما "أحمد" وإصابة رابع من العائلة أثناء مرورهم من النقطة بطريقة مروعة.

وفي أبريل 2015، نفّذ الحوثيون عملية إعدام طالت 7 جنود على الأقل، يتبعون اللواء 33 مدرع في الضالع، لرفضهم المشاركة في الحرب على السكان، طبقا لما ذكرته منظمة رايتس رادار.

وفي مايو 2015، قتلت مليشيا الحوثي 40 مدنياً وأصابت أكثر من 160 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال بقصف مدفعي مباشر استهدفهم أثناء نزوحهم فرارا من الحرب في ميناء التواهي بعدن، وفق ما وثقه تقرير الخبراء المقدم لمجلس حقوق الإنسان في سبتمبر 2019.

وفي أغسطس 2015، عثر أبناء مديرية الرضمة على جثتين للمواطن عبد الكريم القحف ونجله الشاب المقداد على قارعة الطريق في جبل شيزر وعليهما آثار التعذيب، بعد أن تم اختطافهما من منزلهما من قبل مليشيا الحوثي عقب اجتياحهم المديرية والقيام بتعذيبهما حتى الموت.

وفي سبتمبر 2015، أقدم مسلحون حوثيون على قتل أرملة أربعينية وأصابوا ابنتها (20 عاماً) رميا بالرصاص في نقطة تفتيش مستحدثة على طريق فرعي بمديرية الزاهر محافظة البيضاء.

وفي فبراير 2016، قتل مسلحون حوثيون أربعينية وأصابوا زوجها ونجا طفلاهما بإطلاق الرصاص عليهم في نقطة تفتيش بمعبر الدحي في مدينة تعز، كانوا في طريقهم لجلب احتياجاتهم الضرورية، طبقا لتقارير حقوقية.

وفي مارس 2016، أعدمت مليشيا الحوثي 16 شاباً من أبناء محافظة صعدة بعد اختطافهم من منازلهم حيث وضعتهم بسجن في منطقة الطلح، لتبلغ أهاليهم بعد يومين بأن من قامت باختطافهم قتلوا بغارة للتحالف.

وفي يونيو 2016، عثر أهالي منطقة ذي ناعم بمحافظة البيضاء على جثث ممزقة لأربعة مشايخ من آل عمر كان الحوثيون قد اختطفوهم من منازلهم، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، حيث وُجدوا مكبلي الأيادي وعلى أجسادهم آثار تعذيب تعرضوا له قبل القيام بإعدامهم بالرصاص، وفقا لتقارير حقوقية.

وفي ديسمبر 2017، أقدمت مليشيا الحوثي على تصفية الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح ورفيقه القيادي المؤتمري عارف الزوكا وآخرين من أتباعه ممن كانوا على قيد الحياة في ظروف لا زالت غامضة حتى الآن.

وفي مارس 2018، أقدم مسلح حوثي على قتل أربعة مدنيين بينهم امرأة وأصاب 3 آخرين من أبناء مديرية بلاد الطعام بمحافظة ريمة لرفضهم أداء الصرخة، بحسب وسائل إعلام متفرقة.

وفي مارس 2019، أعدمت مليشيا الحوثي عدداً من أبناء قبيلة حجور بينهم قيادات ميدانية، بعد أن اجتاحت قراهم ونكلت بهم، منهم 20 جريحًا اختطفتهم عناصر المليشيا، وفقا لمنظمة رايتس رادار.

وفي سبتمبر 2020، أقدم مسلح حوثي في مديرية الجراحي جنوب الحديدة على قتل والده ووالدته وثالث من جيرانه وأصاب ثلاث فتيات بينهن شقيقته.

وفي سبتمبر 2021، أعدمت مليشيا الحوثي تسعة مدنيين من أبناء محافظة الحديدة، بينهم طفل قاصر، بتهمة الاشتراك بحادثة مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد الذي قتل بغارة جوية في أبريل 2018.

وفي ديسمبر من العام 2023، قتل المواطن صلاح راوح السامعي في مديرية ماوية بمحافظة تعز بطريقة بشعة على أيدي مسلحي المليشيا، بعد قيام مدير قسم المديرية المنتمي لمليشيا الحوثي مع خمسة من مرافقيه بمطاردة الضحية السامعي في أحياء المدينة قبل أن يتم إعدامه بدم بارد على أيدي العصابة الإجرامية.

كلمات دالّة

#اليمن