الجمعة 19-04-2024 11:44:32 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون: مؤشر انهيار في صعدة واستماتة  في صنعاء والحديدة  

الأحد 21 يناير-كانون الثاني 2018 الساعة 04 مساءً / الاصلاح نت - خاص/ عبدالحفيظ الحطامي

    

لم يعد لمليشيات الحوثي ما تخسره في صعدة الواقعة تحت ضربات مقاتلات التحالف والجيش الوطني.. صحيح أن مناطق مران والرزامات ومواقع أخرى في صعدة هي مركزها الأيديولوجي والفكري والتاريخي، لكن مؤشرات الانهيارات المتسارعة في صفوفها بجبهات صعدة وبرط العنان في الجوف، وتقدم الجيش الوطني في تلك الجبهات، يضعنا أمام حقيقة واحدة ، مؤشرات وإرهاصات المعركة الأخيرة مع الحوثيين، تؤكد أن المليشيات قد تفرط بمركزها في صعدها ، على أمل العودة إليه إذا ما انتهت الحرب بهزيمتها، وفي المقابل تستميت المليشيات على مركزها ومستقبلها السياسي كما تراه في صنعاء والحديدة ، وبالتالي ترى بأن وجودها مناط احتفاظها بالعاصمة صنعاء ورمزيتها السياسية كعاصمة ، والحديدة باعتباره اهم الموانئ اليمنية بعد ميناء عدن، وباعتبارها المنفذ الوحيد لها على العالم، واحد اهم منافذ تهريب السلاح إليها، والإيرادات المالية لها والشريان الوحيد الذي يبقيها على قيد الحياة ، وهذا يسهل لها المناورة أكثر، وتضغط على العالم بتهديد ممراته في البحر الأحمر، لذا التضحيات والاستماتة التي تبذلها المليشيات في جبهات نهم وصرواح خولان ، وجبهتي الساحل الغربي وميدي ، تؤكد بأن المليشيات لم تعد تراهن على بقاء صعدة، والتي يبدوا ان المليشيات لم تعد تحتفظ بمقاتلين كثر فيها، فهي ترى ان خسرت الحرب ستعود لما كانت عليه في بداية تشكلها بين الأديرة والكهوف ومساجد الهادي والمهدي والف باء ملازم حسينياتها في صعدة، لهذا هي تنقل معظم مقاتليها وخبرائها الإيرانيين من صعدة الى هذه الجبهات في صنعاء والحديدة ، كما تشير التقارير ، في محاولة منها لإطالة أمد الحرب فيها والتسبب في خسائر مادية وبشرية في مناطق غير مؤطرة سلاليا معها ولا تمثل حاضنة لها ، وهي لا تكاد تبالي بالخسائر البشرية من المغرر بهم في هاتين المحافظتين وعملية التجنيد المهولة فيها ، وقد تتسبب بدمار كبير في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة ، وذلك للنيل من السكان الغير موالين لها ولا يدخلون في دائرة اهتمامها ، ولا يشكلون حاضنة لها ، وفي المقابل ستبقى على وجودها التكويني في صعدة حتى ولو بمجاميع ارامل وأيتام ، لهذا يتطلب من حكومة الشرعية والتحالف العربي ان لا يسمح لبقاء واستمرار هكذا سيناريو تريده هذه المليشيات الإجرامية ، التي لم تعد لديها ما تخسره في صعدة، سوى الاحتفاظ بالمزيد من المال المنهوب ، وتبديد ايرادات وثروات ومؤسسات الدولة ، والتنكيل بأبناء هذه المحافظتين التي يوجد بها كثافة سكانية وحاضنتها قليلة فيها بل ومنعدمة ، وهو ما يسمح لها التسول بالمأساة الإنسانية في الأروقة الدولية، خاصة وان الكارثة الإنسانية تتسع كلما اقتربت وامتدت المعارك من مراكز هاتين المحافظتين صنعاء والحديدة ، لهذا تقاتل المليشيات فيها بلا هوادة ، قتال حياة او موت ، لان فقدانها لهاتين المحافظتين ، يعني انتهاء وجودها السياسي والاقتصادي ، وانتفاء مبررات تعاطي بعض الأطراف الدولية معها ، واختتام لمشهدها الانقلابي، لهذا تحاول هذه المليشيات البقاء في السيطرة على محافظتي صنعاء والحديدة ، وتستميت في القتال دونها ، وهنا يستوجب على قيادة الشرعية والتحالف العربي ، حسم معركتي الساحل الغربي وصنعاء ، لإنهاء الوجود السياسي والعسكري والاقتصادي لمليشيات الحوثي والى الأبد.