الجمعة 29-03-2024 13:56:06 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

اسقاط الإنقلاب خيار لا رجعة عنه

الخميس 28 ديسمبر-كانون الأول 2017 الساعة 08 مساءً / الإصلاح – خاص – فهد سلطان

 


لا خيار أمام اليمنيين في هذه اللحظة سوى التحرير, والسير مع هذا الطريق حتى النهاية, فكل الخيارات التي طُرحت أمام حركات التمرد والانقلاب خلال الفترة الماضية باءت بالفشل, بل كان من الطبيعي أن يكتب لها نهاية غير موقفة, أمام تعنتهم واستغلال خيارات السلام للبقاء, والاستمرار في مربع توسيع دائرة الجرائم الذي دفع اليمنيون له ثمناً غاليا.


وأمام خيار التحرير الذي يبدو أنه لا رجعة عنه, يقف اليمنيون اليوم في مصير واحد خلف قيادتهم السياسية والعسكرية, سيراً حثيثاً حتى النصر, والذي تلوح بشائره على اكثر من جبهة. وأمام هذا التسارع الذي يحرز فارقاً على الارض, تبدو الخارطة السياسية والعسكرية هي الاخرى تشهد تغيراً جوهرياً لا تخطئه العين, فالأرض باتت تطوى سريعاً من تحت اقدام الحوثيين, وكابوساً هنا وهناك يلاحق قادتهم ومشرفيهم, ما يعزز , "مقولة" انتفاشه زادت عن حدها المعقول.!!


هل استوعب الحوثيون الدرس جيداً حتى الآن؟, لا يبدو ذلك على الاقل, بالنظر الى حجم التعنت والجنون الذي تعيشه الجماعة, بل والتخبط الذي يضرب حياتها في كله اتجاه, حتى بدت في خياراتها السياسية والعسكرية, كالمسوس الذي لا يلوي على شيء, وكلما حاولت النجاة ازداد الحبل التفافاً على عنقها. على تلك الجبال والسفوح يخوض الجيش الوطني معارك وبطولات التحرير, وفيها يسكب الابطال دماءً غزيرة, تروى السهل والجبل بل ويعاد تشكيل الخارطة اليمنية, بمزيد من التضحيات التي ستنبت ازهاراً ورخاء في المستقبل القريب, وسيطوى هذا الخبث والى غير رجعة.


وأمام ما يجري, فقد اختار البعض الانزواء بعيداً عن ضجيج السياسة ومآلات الحرب, في حين اختار آخرون المواجهة مع المشاريع الضالة, التي تريد أن تستهدف اليمن ارضاً وانساناً, وتلحقه بمشاريع وتكتلات تبعده عن محيطه العربي والإقليمي. ومن هذا المنطلق فقد استشعر نائب الرئيس اليمني علي محسن الاحمر المرحلة التي تعيشها البلاد, فهي من اصعب اللحظات التي تمر على بلادنا, وأمام ذلك ترك حياة الراحة رغم كبر سنه ومشاغله, وأبى إلا أن يشاطر جنود الوطن وأفراده معارك التحرير من داخل الخطوط الامامية. ومع ساعات الفجر الاولى لهذا اليوم كان الحوثيون قد اطلقوا صاروخاً باليستياً, مستهدفين الموقع الذي يتواجد فيه الفريق علي محسن الأحمر في محافظة مارب, فوجود الرجل بين أفراد الجيش لأيام وشهور طويلة, يمثل كابوساً يقض عليهم النوم, بل ويعجل من طي الارض من تحت اقدامهم, وتناسى هؤلاء أن جيشاً وطنياً باتت قوته ضاربة, لا يمكن أن يتراجع عن خيار التحرير.


مع الجيش الوطني هناك عزيمة لا تعرف التراجع, ولا تقهرها التضاريس, ولا تخيفها صواريخ الموت التي يطلقها الحوثيون مستهدفين بها المواقع العسكرية والمدينة, كل ذلك لا يزيده إلا اصراراً على الصمود, وأن ذلك العداء من قبل مشاريع الخراب والتآمر على الوطن , زاده إصراراً على المواصلة حتى تحرير البلاد من هذه النبتة الشيطانية والى غير رجعة. ومن يؤمن بقضية وطنه العادلة, لا ترهبه خسة خصمه ودناءته, وكلما فتحوا باب للتشويه ونشر الشائعات, غسلت الأيام قذارتهم وابدت الصورة ناصعة البياض, وعرف اليمنيون بحق عدوهم من صديقهم, فمن يعيش بهذه الروح في وسط الميادين وبين أبطال الجيش ومع غبار الجبال والسهول لأيام واشهر طويلة لا يمكن القول إلا أنها روح الوطنية تملأ النفس والروح معاً.