الجمعة 03-05-2024 01:03:06 ص : 24 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ظل استمرار الحصار الحوثي الجائر على تعز..

هل تنجح المساعي الجديدة لفتح المنافذ؟

الجمعة 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

 



 

بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على مدينة تعز، تجرّعت أسرة المواطن محمد عبده علي مرارة السفر إلى تعز عبر طرق وعرة ومتعبة استغرقت 12 ساعة، وهو بالنسبة لمحمد وأسرته وقت طويل لم يكن في الحسبان.

للسنة الخامسة على التوالي، تواصل مليشيا الحوثي فرض حصار خانق على مدينة تعز، الأمر الذي أنتج مآسٍ إنسانية عصية على العد والإحصاء.

عملت مليشيا الحوثي، منذ اليوم الأول لفرض حصارها على تعز، على تلغيم المنافذ وكل المحيط التعزي بشكل عشوائي وكثيف.

لجأ المواطنون، بفعل الحصار، إلى طرقٍ بعيدة، شاقّة وشديدة الوعورة، منها طريق الأقروض الوعر، أو مرورا بطريق سامع الأكثر بعدا ومشقة.

حيث أصبح السفر من الحوبان إلى مدينة تعز يستغرق خمس ساعات على الأقل، بعد أن كان يأخذ دقائق معدودة لا تتعدى العشر، وبتكلفة أربعة آلاف ريال بعد أن كان الإيجار، من الحوبان إلى مدينة تعز، بخمسين ريالا فقط.

طريق وعرة

يقول المواطن محمد عبده علي للإصلاح نت إن أسرته "المكونة من خمسة أفراد عانت كثيرا أثناء السفر عبر طريق الأقروض بعد انتقالها من منطقة الحوبان، قبل حوالي شهرين".

وبيّن أن الرحلة من الحوبان إلى مدينة تعز استغرقت أكثر من 12 ساعة، رغم أن المسافة لم تكن تتعدى سوى دقائق قليلة قبل الحصار.

وواصل سرد حكاية مأساته أنه أثناء مرور أسرته في منطقة الأقروض على متن ناقلة في الليل هطلت الأمطار بغزارة، ما أدى إلى تأثر الطريق الترابية وأصبحت أكثر وعورة ورطوبة، وهو الأمر الذي أجبر السائقين في مجملهم على التوقف عن مواصلة السير خشية عدم القدرة على التحكم بالناقلات.

وتحدث بأن أسرته تلك الليلة أصبحت عالقة حتى الصباح من دون وجود أي خدمات أو مأوى مما جعلها تنتظر لساعات حتى ينبلج الفجر وتجف الطريق من الرطوبة كي تتمكن من الحركة. ومضى بالقول إن أسرته وصلت إلى المدينة في صباح اليوم التالي، بعد أن تجرعت ويلات التعب وآهات المأساة الناجمة عن الحصار.

وتعدّ معاناة أسرة المواطن محمد نموذجا من معاناة مئات الآلاف من مواطني تعز، الذين تضرروا بفعل الحصار الجائر الذي تفرضه مليشيا الحوثي على تعز.

وعود كاذبة

محاولات كثيرة ومساعٍ عدة لفك الحصار عن تعز، برزت خلال الفترة الماضية، لكنها باءت بالفشل، بفعل تعنت الحوثيين.

يطلق الحوثيون وعودًا بأنهم سيفتحون منافذ للعبور في تعز، لكن سرعان ما يخلفونها، كعادتهم.

ومنذ مطلع أكتوبر المنصرم، برزت مساعٍ جديدة لفتح منافذ في تعز.

حيث وصل إلى تعز، اليوم الخميس، كل من رئيس هيئة تنسيق التحالف المدني الدكتور حمود العودي، والأمين العام للتحالف المدني للسلم والمصالحة المهندس عبد الرحمن العلفي، قادمين من صنعاء.

حيث زارا، برفقة رئيس لجنة فتح الطرق الممثل للشرعية عبد الكريم شيبان، زارا عقبة منيف المؤدية إلى منفذ جولة القصر، شرقي مدينة تعز، وقالا بأن لديهما تفويضا كاملا من الحوثيين للترتيب وفتح المنافذ خلال الأيام القادمة.

وعن المساعي الجارية لفتح الطريق، قال رئيس لجنة فتح الطرق الممثل للشرعية عبد الكريم شيبان إن التواصل ما زال مستمرا مع الحوثيين وبشكل يومي، وإن الوعود بفتح المنافذ ما تزال قائمة.

وأضاف شيبان للإصلاح نت "حتى اليوم، لم يحدد المنفذ الذي سيفتح، ولا يوجد تاريخ محدد للفتح، لكن هناك وعودا بأن فتح الطريق إلى تعز باتت ضرورة، ولا ندري متى ستتحق وعودهم".

وردًا على سؤالنا له عن وجود جدّية لدى الحوثيين من عدمها، قال شيبان: "العلم عند الله، لا ندري هل سيصدقون هذه المرة أم سيكذبون ككل مرة".

وتابع شيبان: "نحن نتواصل مع حوثيين مدنيين ومع منظمات المجتمع المدني وليس مع عسكريين، وبالطبع قرار فتح المنفذ هو بأيدي العسكريين".

افتراء سخيف وكذب مفضوح

وكان ناشطون حاولوا اتهام الجيش الوطني، في محاولة لتشويهه، بأنه هو من يرفض فك الحصار، لكن الواقع فضحهم.

ورأى متابعون أن اتهام الجيش بأنه يرفض فتح منافذ تعز هو محاولة فاشلة لتشويه الجيش، كما أنه افتراء سخيف وكذب مفضوح، فالعالم برمته يدرك أن مليشيا الحوثي هي التي تحاصر تعز منذ خمس سنوات، وهي أيضا من رفضت فتح المنافذ في تعز رغم تضمينها في بنود اتفاق السويد.

وعن محاولات اتهام الجيش بأنه يرفض فتح المنافذ، أكد شيبان بأن "اتهام الجيش الوطني بأنه يرفض فتح المنافذ عبارة تهمةٍ زائفة ومجرد مزايدات ومكايدات سياسية يطلقها الذين يشتغلون كطابور خامس داخل تعز، للإضرار بتعز وبالجيش الوطني، وإلا فالحقيقة واضحة كما الشمس، وهي أن الحوثيين هم من يحاصرون تعز وليس العكس".

ريشة فنان تجسد معاناة تعز

كثّف الكاريكاتير رشاد السامعي، في الشهرين الماضيين وبشكل شبه يومي، رسوماته الكاريكاتورية التي تحاكي قضية تعز وتبيّن حجم المعاناة التي يعيشها مواطنو تعز بفعل الحصار الحوثي الخانق على المدينة.

حيث ساهم الرسام السامعي عبر ريشته المعبّرة في إعادة قضية حصار تعز إلى الواجهة، وانتشرت رسوماته بشكل واسع داخل اليمن وخارجه.

كسر الحصار عسكريا

يرى مراقبون أن حديث الجانب الحوثي عن فتح منافذ تعز مجرد هراء، معللين ذلك بأن مليشيا الحوثي لا تعترف بأخلاقيات الحروب، وقواميسها مفرغة من الإنسانية ومشحونة بالضراوة والإجرام.

فكّ الحصار عن تعز لن يكون إلا عسكريًا، وذلك يتأتي من خلال دعم الجيش الوطني لخوض معركة استكمال التحرير، حسب مراقبين.

وعن الأسباب التي تؤخر معركة كسر الحصار، قال الناطق باسم محور تعز العقيد عبد الباسط البحر: "هناك أمور وعوامل داخلية وخارجية تؤثر في سير المعارك وتأخر معركة الحسم، وتساعد في إطالة عمر الانقلاب، ففي كل التاريخ العسكري هناك عدو داخلي محتمل وطابور خامس يتخادم مع العدو الخارجي بأساليب ووسائل عديدة ويعمل على إفشال معركة التحرير وحرف مسار المعركة، من خلال افتعال معارك جانبية".

ويفتقر الجيش الوطني في تعز للأسلحة والآليات العسكرية النوعية، حيث يقول البحر بأن الإمكانيات المطلوبة اليوم ليست كالأمس، حيث كانت المناطق المحاصرة سابقا مغلقة ومحدودة يكفي فيها السلاح الشخصي، لكن اليوم المناطق المحررة مفتوحة وبحاجة إلى سلاح ثقيل، وهو ما ينقصنا، كنا في السابق نتنقل بالأقدام في حين اليوم نحتاج عربات للتنقلات، فالمناطق المحررة أصبحت واسعة".

وأشار البحر إلى أن تعز تُبهر الجميع وتصنع الانتصار، رغم كل التخاذل والتثبيط والتحبيط الموجود على الساحة، فجبهات تعز تتحرك رغم الظروف الصعبة وتحقق انتصارات مهمة وواسعة كما حدث جنوب شرق جبهة الشقب وكذا في جبهة الأشروح غربي المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية.

وأكد البحر بأن الجيش الوطني سيفتح كل المعابر وسيكسر الحصار، تماما كما عبر من معبر الدحي وكسر الحصار بالقوة والتحرير، وإن غدا لناظره قريب.

كلمات دالّة

#اليمن