الخميس 25-04-2024 22:22:45 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعز.. الانتصار للشرعية وإفشال أجندة الفوضى والعبث

الإثنين 09 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

  

استطاعت تعز أن تفشل الكثير من مخططات الكيد التي حاكها خصوم الدولة والإرادة الشعبية والخارجون عن النظام والقانون، وهي مخططات كانت تهدف لخلق الفوضى وحرف بوصلة النضال وتشتيت جهود المؤسستين العسكرية والأمنية، تنفيذًا لأجندة معادية للشرعية اليمنية ولتعز عاصمة الثورة وحاملة لواء المقاومة.

حيث نجحت المؤسسة الأمنية في تعز، ومعها الوعي الجمعي التعزي، في كبح جماح الجماعات الخارجة عن القانون وخلايا الاغتيالات التي أخذت تنمو مستغلة انشغال الجيش الوطني بدحر الجائحة الحوثية، فنفذت المؤسسة الأمنية حملات أمنية عديدة لمطاردة تلك الجماعات ونجحت في القبض على عدد من المطلوبين أمنيا بتهم اغتيال جنود وسياسيين وخطباء، وطهّرت المدينة القديمة التي اتخذوها وكرا لهم، بينما فرّت بقية الخلايا إلى خارج مدينة تعز.

ورغم ذلك، ما يزال أمام تعز الكثير من العقبات والعديد من التحديات التي تتطلب صمودًا وحذرا وإعدادا مسبقا وروحًا مفعمة بالوطنية، وتلاحما شعبيا، للتغلب عليها بنجاح، وتجاوزها بأقل التكاليف.

ففي الوقت الذي تعيش فيه العاصمة المؤقتة عدن انقلابًا على الشرعية نفذته مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا، ثمّة تخوف يعتري بعض أبناء تعز من أن ترعى الإمارات محاولات تمرد على الشرعية في تعز، من خلال تحريك الخارجين عن القانون وما يسمى بكتائب أبي العباس التي تتلقى دعمًا مباشرا، ماليًا وعسكريا، من الإمارات منذ عام 2015.

وفي المقابل، يرى مراقبون أن تعز تجاوزت مرحلة الخطر وأن أي محاولات لنقل تجربة الانقلاب على الشرعية في عدن إلى تعز ستبوء بفشلٍ ذريع، بل إنها، حسب مراقبين، ستنفضح قبل أن تبدأ وتتلاشى قبل انطلاقها، فلا مكان لمشاريع الخراب في عاصمة الثورة والوعي.

الناشط السياسي عبد الحميد المجيدي قال للإصلاح نت إنه "في خضم مقاومتها للانقلاب الحوثي، تعرضت تعز للنخر من داخلها مرات عديدة عبر عصابات خارجة عن القانون ككتائب أبو العباس المدعومة إماراتيا بالمال والسلاح، في محاولة لكسر صمود هذه المدينة، لكن تعز تغلبت على كل تلك المحاولات العبثية وأفشلت كل التمردات، وطردت الخارجين عن القانون من داخل المدينة".

وأردف المجيدي: "في نظري، انتصرت تعز على كل المحاولات الرامية للنيل منها لسببين: الأول، أن تعز ومنذ وقت مبكر اتجهت لإنشاء ودعم وتعزيز مؤسسات الدولة كاملة بما فيها الجيش والأمن وهذا صعّب على خصوم الشرعية تحقيق مرادهم تماما لوجود تماسك لدى المؤسستين وقوة القيادة التي رفضت وترفض أي ترغيب أو ترهيب إماراتي".

وتابع: "أما السبب الثاني فهو الوعي لدى الشارع في تعز، فأبناء تعز يرفضون أي مشاريع خارجة عن المشروع الوطني، كما أنهم يشكلون داعما قويا لتحصين مؤسسة الجيش الوطني والأمن".

وأشار المجيدي إلى أن "تعز ما تزال بحاجة إلى تعزيز قوتها من قبل الأحزاب والنخب والكيانات والمؤسسات، من خلال تجنيبها المكايدات السياسية التي تضرها، فتعز تحتاج إلى تعاضد أبنائها وتآزرهم، لاسيما في هكذا ظروف عصيبة".

وقال المتحدث باسم محور تعز، العقيد عبد الباسط البحر، بأن "تعز استطاعت مبكرا كشف مخططات العبث والأجندة المعادية للشرعية اليمنية ومشروع التحرير، وعملت على إفشالها".

وأضاف البحر في حديثه للإصلاح نت: "كما أن تعز كسرت عنجيهة الجائحة الحوثية، استطاعت أيضا أن تفشل أجندة العبث المعادية للشرعية في تعز والتي نفذتها جماعات خارجة عن النظام والقانون مدعومة إماراتيا ماديا وتسليحا بالمدرعات والعربات الحديثة والمدفعية الثقيلة والقناصات".

وأشار البحر إلى أن"الجيش الرسمي التابع لوزارة الدفاع في تعز عانى كثيرا، فقد حوصر وتوقف عنه الدعم تماما إلا من فتات لا يسمن ولا يغني من جوع، في وقت يخوض فيه معارك ضارية ضد الانقلابيين". وأضاف: "وبالمقابل كان الخارجون عن القانون، الذين لا مسرح أعمال قتالي لهم إلا في الإعلام، كانوا يتلقون دعما مهولا وأسلحة شتى، وكل ذلك من أجل زعزعة أمن تعز وإفشال الشرعية فيها".

وأكد البحر أنه "رغم كل ما عانته تعز وجيشها وأمنها، إلا أنها خاضت معركتها بكل عزة وشرف وبطولة وعنفوان في مواجهة المليشيات الحوثية وكسرها، وفي ذات الوقت أفشلت مشاريع الخراب والفوضى داخل المدينة وقضت على العديد من التمردات التي كانوا ينفذونها".

واختتم البحر: "أصبحت تعز محصنة بوعي مواطنيها وجيشها وأمنها، ولن تسمح إطلاقا لأي جهة كانت أن تعمل على زعزعة أمنها وإقلاق سكينتها".

وقال مساعد مدير عام شرطة تعز لشؤون الأحياء، العقيد سمير الأشبط، بأن "الخارجين عن النظام والقانون هم في تربص دائم لخلق مشاكل وقلاقل في مدينة تعز، لكن الأجهزة الأمنية أصبحت ترصدهم وتتابعهم بدقة، ولن يحقق الخارجون عن القانون ما يريدون".

وأكد الأشبط للإصلاح نت أن الأجهزة الأمنية "ستضرب بيدٍ من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بتعز وأمنها".

ووجّه الأشبط رسالة لمواطني تعز بأن يكونوا "متحلين باليقظة وأن يتواصلوا مع الجهات الأمنية، وذلك كي تصبح تعز مفعمة بالأمن"، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من أبناء هذه المدينة أصبحوا يدركون هذا الأمر جيدا".

واستطرد الأشبط: "تعز بخير بإذن الله بمواطنيها ومؤسستيها العسكرية والأمنية، وستتحقق الأهداف المرجوة والمنشودة إن شاء الله".

وفي منتصف أغسطس الماضي، شهدت الشمايتين، جنوبي تعز، مواجهات مسلحة بفعل تمرد العقيد عبد الكريم السامعي، مدير أمن الشمايتين السابق، وساندته كتائب أبي العباس الخارجة عن القانون، رفضًا لقرار مدير أمن تعز الذي قضى بتعيين مدير لأمن الشمايتين بديلًا عنه، وتعيينه مديرا لأمن مديرية سامع.

وأسفرت المواجهات، التي دامت ثلاثة أيام، عن مقتل اثنين من أفراد الأمن وجرح آخرين، وعمدت جماعة أبي العباس خلال المواجهات إلى قطع الطريق لمدة يومين في منطقة البيرين، الشريان الوحيد لمدينة تعز، غير أن المواجهات انتهت بانتصار الدولة وأجهزتها الأمنية بعد أن تدخل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء أحمد الميسري وأصدر قرارا قضى بتعيين العقيد محمد عبده مقبل العليمي مديرا لأمن الشمايتين، بترشيح من إدارة أمن تعز.

وفي السادس من سبتمبر الجاري، جرت عملية تسليم واستلام لإدارة أمن الشمايتين بين المدير السلف والمدير الخلف، بحضور مدير عام شرطة تعز العميد منصور الأكحلي.

وكانت تعز قد رفضت إنشاء حزام أمني داخل المدينة، على غرار الحزام الأمني المدعوم إماراتيا في عدن، حيث كان الرفض الشعبي واسعا، ويعتبر تلك المحاولات خسيسة وكيدية.

وقال المواطن عدنان الغالبي: "نحن نثق بقوة وعزيمة ويقظة الأجهزة الامنية في محافظة تعز، فقد لمسنا ثمار جهودها كثيرا في الفترة الأخيرة، حيث لمسنا الأمن ولاحظنا الدولة تبسط نفوذها وتطهر المدينة من الخارجين عن القانون".

وأضاف الغالبي: "كلنا ثقة أن تعز قادرة على تجاوز كل المعوقات، وستنتصر على مليشيات الحوثي وكل التمردات".

يراهن أبناء تعز على مؤسستيهم العسكرية والأمنية، وعلى الوعي الجمعي، في إفشال كل ما من شأنه خدش الإرادة الشعبية والمكتسبات الوطنية فضلا عن إفشال الانقلابات والتمردات ومحاولات العبث.

وكما جسدت تعز نموذجا فريدا في الصمود والمقاومة وجسارة قلّ نظيرها في مواجهة الجائحة الحوثية رغم شحة الإمكانيات، يقول مراقبون إنها -أي تعز- ستنتصر على كل المشاريع الصغيرة وستدفن كل أجندة الخراب الهادفة لاستهداف الشرعية وإلحاق الضرر بتعز ومحو نضالات أبنائها ووأد حلم الدولة المنشود.

كلمات دالّة

#تعز #اليمن