الخميس 28-03-2024 16:49:28 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

استئناف التصفيات الدامية داخل مليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء

الإثنين 02 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

عادت التصفيات الداخلية بين أطراف ومراكز النفوذ داخل مليشيات الحوثي الانقلابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها من جديد، لاسيما في العاصمة صنعاء، التي شهدت تصفيات دامية لعدد من قيادات المليشيات والمشايخ المحسوبين عليها.

وأمس الأحد، أقدم مسلحون في صنعاء على اغتيال شيخ قبلي من محافظة عمران من الموالين لمليشيات الحوثي الانقلابية.

وأكدت مصادر مختلفة أن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية أقدموا على اغتيال الشيخ أحمد الشعملي، أحد مشايخ سفيان، أثناء تناوله طعام الغداء بأحد المطاعم أمام ملعب الثورة بحي التلفزيون شمال صنعاء.

وأضافت المصادر أن الشعملي يعتبر من القيادات القبلية الحوثية في مديرية حرف سفيان ولا يقل تأثيرا عن الشيخ الشتوي الذي قتل في مدينة ريدة على يد مجاهد قشيرة، وكان قد خسر اثنين من أولاده في معارك الحوثيين ضد القوات الحكومية، كما أنه يصنف على جناح أبو علي الحاكم في الجماعة.

وتابعت أن أبناء قبيلته (العوامر) توافدوا إلى مسرح الجريمة واستطاعوا تحديد صورة القتلة من خلال كاميرات المراقبة لأحد المحال التجارية القريبة من المطعم.

وحملت المصادر الحوثيين كامل المسؤولية في القبض على الجناة، محذرين من التلاعب بالقضية مثل سابقاتها كقضية الشيخ السكني وغيرها.

 

تصفيات قيادات عقائدية

واعتبر مراقبون أن عودة التصفيات البينية داخل أجنحة مليشيات الانقلاب الحوثية تنذر باندلاع موجة جديدة من التصفيات خلال الفترة القادمة، استكمالاً لفصول الصراع الدامي داخل الجماعة على خلفية السيطرة على المناصب والاستئثار بالأموال التي تجنيها الجماعة التي تسيطر على إيرادات الدولة منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014.

ولعل آخر حلقات هذا الصراع، كان اغتيال إبراهيم الحوثي شقيق زعيم المليشيات الانقلابية في صنعاء في 9 أغسطس المنصرم، والذي حاولت الجماعة المدعومة من إيران إلقاء مسؤولية اغتياله على التحالف العربي، للفت النظر عما تعيشه الجماعة من صراعات دموية داخلية، غير أن مسارعة التحالف إلى نفي علاقته بتصفية الحوثي أفشل مراميها.

وقد أكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أن إبراهيم الحوثي تعرض لتصفية بعملية داخلية بأحد أوكار ومعاقل المليشيات في حي حدة بصنعاء، نتيجة صراع أجنحة المليشيات وخلاف بين قياداتها، ولمح إلى أن من وصفها بـ"القيادات الإرهابية الحوثية دأبت على الخيانات فيما بينها بعمليات التصفية بالقتل والسحل".

ونهاية يوليو الماضي، قتل القيادي الحوثي المدعو نجيب عبد الله هاشم المؤيد، المكنى بـ"نجيب الرازحي" مع أربعة من مرافقيه، عقب انتهائه من الإشراف على توزيع ونشر تعزيزات جديدة للمليشيات في خطوط التماس داخل مدينة الحديدة.

ويُعد المؤيد -الذي ينحدر من مديرية رازح بمحافظة صعدة- واحداً من أبرز قيادات الصف الأول الميدانية "العقائدية" للمليشيات الحوثية، ولديه اتصال مباشر بزعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، بينما يطالب أتباعه بالكشف عن مصدر الرصاص الذي وصفوه بـ"الغادر".

 

حصاد الخيانات

لكن ما بت واضحاً أن العناصر المتحوثة من مشايخ قبائل ووجاهات اجتماعية، هي الأكثر عرضة للتصفيات داخل مليشيات الانقلاب، وبشكل أكثر ضراوة ووضوح.

فقد شهد شهر يوليو الماضي أكثر عمليات التصفيات دموية، وكانت محافظة عمران مسرحاً لهذه الأعمال، وبعض من مشايخها هم الهدف لمليشيات الموت التي تأكل من خدموها وبسطوا الطريق لانقلابها على الدولة في اليمن.

فقد شهدت عمران اغتيالات وتصفيات، كان آخرها مقتل القيادي الحوثي "العميد محمد الشتوي"، أحد أبرز قيادات المليشيات الحوثية في محافظة عمران، وأحد وجهاء قبيلة سفيان، بمواجهات مع قيادي حوثي آخر يدعى "مجاهد قشيرة" اندلعت على إثر مواجهات عنيفة، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 10 من الجانبين.

وتم فيما بعد تصفية مجاهد قشيرة والتمثيل بجثته بصورة مرعبة، عكست مدى الوحشة والدموية التي وصل إليها الصراع والتناحر داخل الجماعة الانقلابية المدعومة من إيران.

سبق ذلك بأيام قليلة مقتل خالد جعمان من أبناء مديرية المدان، برصاص مسلح حوثي آخر من نفس الأسرة يدعى "أمين جعمان"، وذلك ضمن مسلسل تصفيات تنفذه الجماعة للتخلص من الأدوات التي ساعدتها في إسقاط عمران وصنعاء.

وعملية تصفية جعمان جاءت ايضاً بعد أيام من مقتل الشيخ القبلي الحوثي "سلطان الوروري"، برصاص مسلحين حوثيين، والذي استضاف عناصر حوثية في منزله بإحدى قرى قفلة عذر، وبعد مغادرتهم منزله، قاموا بقتله ونهب الطقم الذي كان يستقله، وسلاحه الشخصي، ورموا جثته على قارعة الطريق.

وفي مطلع أبريل الماضي، أقدم المشرف الحوثي المدعو "أبو ناجي الماربي"، على تصفية الشيخ القبلي أحمد سالم السكني، عضو المجلس المحلي بمديرية ريدة التابعة لمحافظة عمران، وعضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر، بمنطقة صرف، شرق العاصمة صنعاء.

وانتقلت حمى التصفيات الداخلية داخل أحشاء الجماعة الحوثية إلى المحافظات الأخرى، من بينها محافظة إب، التي شهدت مواجهات بين مراكز نفوذ داخل الجماعة أسفرت عن تصفية القيادي الحوثي العميد عبد القادر سفيان، المعين من قبلهم وكيلاً لمحافظة إب، في اشتباكات مع عناصر أمن وسط المدينة، وهو الذي مهد الطريق لسيطرة الانقلابيين على المحافظة نهاية 2014.

وفي محافظة ذمار، وصل الأمر إلى تصفيات نجل أحد قيادات الحوثي، في حين اتهم والده قيادات حوثية بتصفية نجله.

ويشير مراقبون إلى أن معظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إما صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية، وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، في ظل عدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.