الأربعاء 01-05-2024 04:25:49 ص : 22 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

انتهاكات الحوثيين مستمرة في المحويت والمنظمات الدولية غائبة عن جرائمهم

الخميس 27 يونيو-حزيران 2019 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - المحويت - علي العقبي

 

 

يمارس الحوثيون في محافظة المحويت انتهاكات واسعة للحقوق والحريات العامة والخاصة منذ اجتياحهم للمحافظة وبسط سيطرتهم عليها في العام 2014، وتلخصت أبرز انتهاكات الحوثيين في الاختطاف والإخفاء القسري والتضييق على المواطنين ونشر الطائفية وغيرها من الجرائم، يأتي ذلك بعد أن تخلص الحوثيون من الشخصيات التي عارضت الانقلاب عبر ملاحقتهم واعتقال الناشطين الرافضين لممارساتهم.

تزايدت حدة هذه الانتهاكات بكثرة خاصة بعد أن أفشل الحوثيون التفاهمات التي جرى التوصل إليها بينهم وبين الحكومة الشرعية والتي تمت بوساطة أممية في مشاورات السويد، وهو ما يكشف حقيقة مليشيا الحوثي الانقلابية التي لا ترغب بالجنوح للسلم وترى مصلحتها في استمرار الحرب.

 

* انتهاكات حقوقية بالجملة

تستمر مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة المحويت بممارسة انتهاكات وجرائم متنوعة، بأساليب العنف والتضييق على المواطنين، وما يتم توثيقه ورصده واستعراضه يمثل جزءا بسيطا من انتهاكات عصابة مليشاوية. فمنذ توقيع اتفاق السويد في 24 ديسمبر 2018، بلغت حالات الاختطاف في محافظة المحويت حتى الشهر الجاري (يونيو) 74 حالة اختطاف.

وفي آخر تقرير حقوقي لمنظمة راصد للحقوق والحريات، وهي منظمة غير حكومية، كشفت عن ارتكاب مليشيا الحوثي الانقلابية (253) جريمة وانتهاكاً بمحافظة المحويت، خلال الربع الأول فقط من العام الجاري 2019، وشملت حالات القتل والتعذيب في سجون المليشيات والاختطاف والاعتداء الجسدي وسطو على الممتلكات العامة والخاصة.

وفي تقرير حقوقي سابق، فإن عدد الانتهاكات بلغت (14204) جرائم وانتهاكات ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية بمحافظة المحويت، خلال أربع سنوات من أواخر العام 2015، وحتى نهاية العام 2018.

وبحسب منظمة راصد، فإن جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي خلال أربعة أعوام شملت قتل (21) مدنياً بينهم حالتا قتل تحت التعذيب في سجون مليشيات الحوثي في المحويت.

 

* جبايات وابتزاز بأساليب مختلفة

يستغل مشرفو عبد الملك الحوثي المناسبات والفعاليات الحوثية المتعددة التي يقيمونها في المحويت، لفرض الجبايات وابتزاز التجار، حيث تقوم المليشيا باختلاس تجار الجملة والتجزئة مبالغ مالية باهظة لتمويل الجبهات ودعم ما يسمونه المجهود الحربي.

في منتصف شهر رمضان الفائت، دعت المليشيا تجار مدينة المحويت إلى مبنى المحافظة، وقامت بتهديدهم وفرض مبالغ مالية وهددت من يرفض بالسجن أو اقتياده للجبهة، مما جعل التجار يتنافسون على دفع الأموال، بحسب أحد تجار المدينة الذي قال: "دفعت 200 ألف ريال لتجنب شرهم". وأضاف: "تعرضت للاختطاف أكثر من ثلاث مرات بسبب ابتزاز المشرف الحوثي".

في مايو المنصرم، فرضت المليشيا على مزارعي النحل وبائعي العسل في مديرية بني سعد تسيير قافلة غذائية للجبهات، وأجبرت تجار المدينة على تسديد متأخرات فواتير الكهرباء المنقطعة منذ خمسة أعوام.

وتواصل المليشيات الحوثية في المحويت اختلاق أزمات المشتقات النفطية والغاز المنزلي وسرقة المساعدات الإنسانية والإغاثية، وحرمت العديد من المستحقين، بالإضافة إلى حرمان الكثير من التربويين من حوافز اليونيسف واستبدلتهم بعناصر من أتباعها.

 

* الإجازة الصيفية فرصة للاستقطاب الحوثي

ومن ضمن انتهاكات المليشيا في المحويت وأبرزها وأخطرها الحملات الطائفية الحوثية، وتدريس الطلاب الأفكار الخبيثة التي تعتبر الخطر الكبير الذي يهدد الأجيال القادمة، حيث تقوم المليشيات الحوثية بإقامة المحاضرات الطائفية، التي يصفونها بالثقافة القرآنية، لطلاب المدارس، وتجبر الموظفين في مختلف المكاتب لحضور هذه الدورات، فضلا عن المحاضرات التي يلقيها الحوثيون في المساجد، حيث عملوا على فرض خطباء من الموالين لهم في كل مساجد المحافظة.

وبالتزامن مع حلول الإجازة الصيفية لطلاب المدارس، دشنت مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة المحويت، في ٢٤ يونيو، افتتاح عدد من مراكزها الطائفية التي دشنها في المدينة القيادي الحوثي يحيی عبده إبراهيم والقيادي الحوثي المعين من الجماعة مستشار وزير التربية عبد الله الشايم ونائب مدير مكتب التربية القيادي الحوثي شرف عبد الرحمن، بينما مصادر تربوية أكدت أن المليشيا استحدثت عدداً من المراكز الصيفية في المديريات لإخضاع الطلاب لدورات طائفية واستغلال الإجازة للزج بهم في جبهات القتال.

وقال طالب في المرحلة الثانوية بمديرية بني سعد إنَّ مليشيا الحوثي أنشأت مراكز صيفية لأجل استقطاب الطلاب وتجنيدهم في جبهات القتال.

ويؤكد سكان من أبناء المحويت أن مليشيا الحوثي تقيم دورات طائفية وتدرس ملازم الصريع حسين الحوثي وأفكارا دخيلة على المجتمع في مختلف المديريات.

 

* اختطافات مستمرة وسجون سرية

ويقول صدام المدني، وهو ناشط وإعلامي، إن مليشيا الحوثي في محافظة المحويت مارست أسوأ أنواع الانتهاكات بحق المواطنين، ويضيف أنَّها تقيم دورات طائفية لعسكريين وتربويين، وفرضت على كل شيخ قبيلة حشد عشرة أشخاص من كل عزلة للدفع بهم لجبهات القتال التي تخوضها المليشيا وفرض غرامات مالية باهضة على من امتنع عن الذهاب للقتال معهم، بل وحولت المحاضن التربوية إلى ثكنات عسكرية وطائفية.

وتصاعدت خلال الفترة الأخيرة انتهاكات مليشيا الحوثي الموالية لإيران بحق أبناء المحويت، وتعمل على تخويف وتهديد المواطنين والتضييق عليهم، ومؤخرا اختطفت أكثر من 125 مواطناً من أبناء المحافظة، بسبب مخالفتهم أوامر الحوثي واحتفائهم بالعيد، ويقبع في سجونها المختلفة مئات المختطفين، بينهم تربويون وسياسيون ومن مختلف الشرائح، وتمارس بحق الكثير منهم أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات داخل السجون، فمنهم من تمنع عنهم زيارة الأهل، وآخرون لا أحد يعلم مصيرهم.

وأبرز سجونهم في المحويت: السجن المركزي في الرجم، وسجن المصنعة بالمدينة، وسجون خاصة سرية بمديرية شبام تتخذها لإخفاء سياسيين وناشطين، وسجن إدارة الأمن، وسجن البحث الجنائي، وسجون أخرى في كل مديرية.

 

* معسكرات تدريبية تعرض حياة السكان للخطر

تستمر مليشيا الحوثي بمحافظة المحويت في البحث عن مقاتلين للزج بهم إلى جبهات القتال بالقوة، كما تعمل على إنشاء مراكز تدريب لها في المحافظة، غير مكترثة للنتائج التي قد تعرض حياة المدنيين للخطر.

وفي مايو المنصرم، كشفت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي الانقلابية تتخذ من الهنجر الخاص بمولدات كهرباء عزلتي جبل نعمان وبني مأمون الأهلية بمديرية حفاش مركزا لتدريب عناصرها من العزل المجاورة للمنطقة، حيث يتم حشدهم وإخضاعهم لدورات طائفية وعسكرية وإرسالهم إلى جبهات القتال، كما تقوم باستحداث مواقع في ملحان استعدادا لمواجهة الشرعية في الحديدة، معرضة حياة السكان في المنطقة للخطر والقلق والخوف والرعب من استهداف الطيران لتلك المواقع العسكرية.

وشهدت محافظة المحويت مؤخرا حالة من الاستنفار للمليشيا الحوثية بغرض البحث عن مقاتلين جدد، والدفع بهم إلى الحديدة وحجة، حيث يتم تجمعيهم في معسكرات استحدثت في مديريتي الخبت وبني سعد كأكبر معسكرات في المحافظة تحشد إليها المليشيا، ومنها يتم توزيعهم على جبهات القتال وفي نقاط المديريات المنتشرة في أرجاء المحافظة.

 

* تجاهل المنظمات الدولية هذه الانتهاكات

رغم وحشية جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية وانتهاكاتها الواسعة في محافظة المحويت، إلا أن هناك غيابا كاملا للمنظمات الحقوقية إزاء ما تقوم به من تضييق وترويع واختطاف لأبنائها.

مدير عام مكتب الإعلام بالمحويت يحيى السقير، يؤكد في تصريح خاص أن مليشيا الحوثي صعدت من أعمال الاختطاف والإخفاء القسري بمحافظة المحويت، خاصة بعد أن تعمدت إفشال اتفاق السويد.

ويشير في حديثه إلى أن المليشيا تستغل الحالة الاقتصادية للمعلمين والموظفين وتجبرهم على حضور دورات طائفية لتمزق ما تبقى من النسيج الاجتماعي اليمني، وتفرض على الأهالي الدفع بأبنائهم إلى مراكز صيفية يتلقون فيها شحنا طائفيا وتحشدهم إلى الجبهات رغم صغر سنهم.

وفي رسالة لأبنائها، يخاطب السقير وجهاء المحافظة بقوله: "نناشدكم بعدم الزج بأبنائكم إلى محرقة الحوثي وحربه"، داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في إدانة انتهاكات مليشيات الحوثي والضغط عليها لإيقاف الانتهاكات والإفراج عن جميع المختطفين من سجونها.

ويعلق الصحفي همدان العليي على جرائم مليشيا الحوثي بقوله: "‏لم يعد هناك انتهاك في القانون الدولي إلا وارتكبته مليشيا الحوثي حتى تجاوزت هذه الممارسات بشاعة وجرم القاعدة وداعش مجتمعتين".

ومع ذلك، ما يزال العالم -ممثلا بالأمم المتحدة- يدلل هذه المليشيا العنصرية في واحدة من أسخف مهازل التاريخ المعاصر.