الجمعة 26-04-2024 02:02:34 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

لنرفض العنف والتطرف

الأحد 14 مايو 2017 الساعة 07 مساءً / التجمع اليمني للاصلاح - خاص
  

العنف في العمل السياسي يدمره، والتطرف في المجال الفكري يفسده، وكلاهما انحراف عن الفطرة السوية وتشويه للقيم الإنسانية، وفي حال تمكنا من أي مجتمع أفسدا عليه حياته.


يعي الإصلاح تلك الحقيقة، ويدرك أن انفلات العنف وانسياح التطرف يهددان كيان الدولة ويمزقان نسيجها المجتمعي، ويُحيلان الأفراد على الجماعات والمليشيات المسلحة فيمنحونها ولاءهم ويجعلونها مظلتهم، وحين يفعلون ذلك ويتخلون عن ولائهم لوطنهم ويستبدلونه بالولاء للجماعة ومليشياتها فإنهم -حينذاك- يوجهون نقمتهم صوب الدولة ومؤسساتها التي يرون فيها عدواً لهم وعائقاً أمام طموحاتهم ضيقة الأفق التي لا ترى أبعد من أنوفهم.


الذين يقفون متفرجين أمام العنف وسطوته إنما يستدعون التطرف ليمضي وراءه مسانداً، والذين يسمحون بمرور العنف بصمتهم إنما يستدعون التطرف إلى عقر دارهم.


لا يمكننا العيش بلا وطن نستظله، ولا يمكن للوطن أن يحيا ويزدهر بلا دوله تبسط عليه مظلة الأمن والاستقرار وتبذر فيه قيم الحب والخير والجمال، وحين تحضر الجماعات المتطرفة ضيقة الولاء والانتماء يتوارى الوطن الكبير ويشعر الناس بغربتهم، وحين تسود المليشيا المسلحة تذوي دولة المواطنة وتتلاشى الحقوق.


العنف والتطرف آفة مدمَرة للشعوب تستنزف الطاقات والموارد وتؤسس للصراعات والثارات وتُحيل العمران خراباً والدول ركاماً، وحين يسمح أي مجتمع بمرور العنف ويغض الطرف حال وقوعه على جزء منه فإنه بذلك يكون قد أعطى موافقته - من حيث يدري أو لا يدري - بوقوعه على الكل، وتجربتنا مع الحوثيين خير شاهد على ذلك، فالذين سمحوا بسقوط العاصمة في قبضة العصابة الإجرامية المتطرفة بذريعة إجراء عملية جراحية محدودة ضد الإصلاح نالهم في نهاية المطاف ما نال الإصلاح من ظلم وجور وعسف، والذين ظنوا أنهم سيكونون بمنأى من بطش المليشيا الحوثية الإرهابية كون الإصلاح- باعتقادهم- سيكون وحده المستهدف والضحية وكبش الفداء كانوا مخطئين في حساباتهم؛ فقد مسهم الضر أيضاً وصاروا عرضة لظلم الحوثيين وإجرامهم اللامتناهي ووصلت إليهم شظايا الإرهاب الحوثي الذي فاق الوصف وتجاوز الحدود وكل الخطوط الحمر، منتهكاً كل الحرمات والمحرمات والأخلاق والقيم الإنسانية، حتى لم يبق بيت في اليمن إلاُ وناله نصيب من أذى الجماعة الحوثية وظلمها وجورها.


الذين يصمتون اليوم ويرضون بما لحق الإصلاح من اعتداء إرهابي في عدن من قبل بعض ذوي نزعات العنف والتطرف، أو يتهاونون وربما يتواطؤون ظناً منهم أنهم سيكونون بمنأى عن هذا الإرهاب المنظم، ندعوهم لإعادة قراءة المشهد في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سلطة جماعة العنف والتطرف وأخذ العبرة.