أبناء الأرض
علي الجرادي
علي الجرادي

تتصدر نزعة "أبناء الأرض" كهوية سياسية لدى المجتمع اليمني في زمن الحرب وغياب السلطة الحاكمة وضبابية المشروع الوطني الجامع الذي قارب اليمنيون على التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني قبل أن ينقلب عليه تحالف "الحوثي -صالح" في 21 سبتمبر2014

ويشير مصطلح أبناء الأرض إلى نزعة محلية صرفة تتشكل لدى كل محافظة بأحقيتها في إدارة مواردها عن طريق أبنائها بشكل شبه مستقل عن إدارة الدولة ككل.

هي نتاج طبيعي لضبابية أداء السلطة الشرعية في المحافظات المحررة وتداخل عوامل اقليمية ذات حسابات خاصه أفرزت أشبه بحكومات محلية.

قد لا يكون هذا الوضع مؤشرا على التفتت لكنها طريقة مقبولة كتداع سياسي واجتماعي وأهلي في ظل فراغ السلطة المركزية الحاكمة.

من حق المجتمع تنظيم نفسه وفق الفيدرالية التي أقرها مؤتمر الحوار وإن لم تأخذ بعد الشكل الدستوري والقانوني.

وربما في المراحل الأولى تشوبها أخطاء من قبيل تجاوزات تتصل بحدود صلاحيات الحكومات المحلية بصلاحيات الحكومة المركزية.. أو أخطاء تبدو فادحة تتصل بفهم خاطئ لمعنى الفيدرالية حيث يتم تحولها إلى حدود جفرافية على حساب المواطنة الواحدة في إطار شعب واحد.

المجتمع سيمضي في ترتيب شؤونه بطريقته الخاصة ولن ينتظر السلطة والأحزاب حين تأتي متاخرة.


حياة الناس لا تتوقف لمجرد أن الحكومة وقيادات الأحزاب تعيش خارج البلاد.


حركة المجتمع تفرض وجود سلطات وأشكال إدارية وتنظيمات محلية على الأرض.


حضرموت بعثت برسالة قوية تقول إن المجتمع لن ينتظركم طويلا وأن "أبناء الأرض" يستطيعون إدارة أنفسهم.


في الأحد 23 إبريل-نيسان 2017 07:31:59 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=98