للتذكير.. الشهيد حسن اليعري كأنك تراه
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان
  

المواطن المسلم العربي اليمني الرجل الإنسان في ذمار ورجل الاصلاح الأول فيها يسمع نداء (حيا على الصلاة وحيا على الفلاح) فخرج ملبيا كعادته لايحمل لغما او حزاما ناسفا ولا حتى سِكينا وإنما سَكِينةً يريد الصلاة ولاغيرها وما كان يدري أن حي على الفلاح سيكون من معانيها الثمينة والنفيسة حيا على الشهادة وأنها أرقى وأغلى الطرق لحاقا بالرفيق الأعلى .

مابين بيت الله وبيت القائد حسن كان المجرمون يُسرعون للوصول إلى جهنم وكانوا قد وصلوها ومابين البيتين كان الله في عليائه يراقب مراسيم إعداد القائد حسن للقائه ولكم كان أبا أسامه أشد حبا للقاء الله فأحبّ الله لقاءه وزُفّ إليه تحقيقا لأمنيته والتي كان دوما يرددها ( الموت في سبيل الله أسمى أمانينا) .

قُتل القائد الجواد الكريم المتواضع أبي أسامة حسن اليعري وهو قيلٌ من أقيال اليمن وتُبعٌ من تبابعتها ورجلٌ من أرجل رجالاتها .. خطط المجرمون العابثون بالوطن لقتل الرجولة وهي في أعلى مقاماتها وتداعى شياطينهم من الجحور والكهوف والمغارات والمستنقعات ومن مجاهيل التاريخ وادغال الجغرافيا ومقالب نفايات البشرية الساقطة لوأد الحرية وطمس شمسها تداعوا للقتل والتدمير والخراب ليبنوا عروش الظلم والاستعباد من جماجم الاحرار الأبرار ويُجروا الانهار من تحت اسيادهم من دماء الأبرياء الأتقياء الأصفياء الأولياء والذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.

الشهادةفي سبيل الله ليست ( بخت يانصيب) وليست ضربةُ حظٍ انما هي ( اتخاذ و اصطفاء وانتقاء سماوي لنجوم تسري على الأرض استأنس واهتدى بأشعتها القرآنية الحَقة وليس ( الحُقّة )والنبوية كثير من الناس ليس في ذمار فحسب وإنما فوق ما أقلتهُ الغبراء وأظلته السماء وإنّ ارتقاء نجم ذمار الأبرز وأكثرها اشراقا ولمعانا الشهيد القائد حسن وأفوله لايعني نهايته ونسيانه وإنما ستُخلد بعد رحيله محاسنه ومحامده وسيبقى وهج أشعته في كل زاوية ورابية وعلى كل قمة ومنحدر وسهل ولإن أفل فإنما هو يتبع مجموعة شمسية ولاّدةً تتبع مجرة هائلة من النجوم والشموس.

على بعد خطوات من مدير أمن ذمار وبعد أمتار من الأمن المركزي والحرس الجمهوري سابقا وعلى بعد دقائق من الخط الاسفلتي الرئيسي وقعت الواقعة فقُتل حكيم من حكماء ذمار ( المدنية و القبلية والسياسية و ...) مجرمون على دراجة نارية يقتلون ويهربون في وضح النهار رجلا أعزلا قاصدا داره واهله ولم يكن على موعد مع عملية انتحارية ينفذها بين الفجار ولاحتى الأبرار ولم يكن داره مدرجا لطائرات الحزم ولم تكن ( طيرمانته) الرائقة والأنيقة عامرة باللصوص وزارعي الألغام وحائكي الأحزمة الناسفة حتى يترصده القتلة ويكمنون له في ظل سلطة جاثمة بالغلبة والقهر اهتمت بتحصيل وهبر الضرائب والواجبات والاستقطاعات والاهتمام بانتاج الإصدارات من الزوامل والشيلات لمحاربة البوارج والطائرات ومكافحة الفاسدين والفاسدات واسقاط الجرعات.

الشهيد القائد حسن اليعري ليس آخر نجم يرتقي وستلحقه نجوم إذا ما ستمر الوطن في وضع اللادولة واللاقانون بل وفي ظل وضع اللإنسانية واستبداد حاكم متحكم فاشل عاجزٍ عن حماية مواطن في وضح النهار بجوار أجهزة أمن ومنشآت يتحكم فيها بصبيانه فأنّى له بحماية وطن يمتد مئات آلالاف من الكيلو مترات ويقطنه الملايين.

الشهيد القائد حسن اليعري ليس شهيد تجمع الإصلاح حتى ينفردون بالحزن عليه وإنما هو شهيد المصلحين والشرفاء والأحرار جميعا وسيفتقده الجميع بل وسيحزن عليه المكروبون والمعسرون والفقراء واليتامى والأرامل والذين كانوا يحلون ضيوفا على الشهيد على مدار العام وفي رمضان على وجه الخصوص ... رحمك الله ياأبا أسامة وتقبلك مع أنبيائه وأوليائة ولأهله كل الشرف والفخار والعزة والرفعة أن الشهيد شهيد أمه قُتل مظلوماعلى عتبات داره عائدا من ضيافة الله قادما عليه طاهرا نقيا تقيا..

في الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد الأستاذ حسن اليعري يظل الإصلاح شلالا متدفقا بالضوء والحياة والتضحيات و تظل كلماتي هذه وبعد ثلاث سنوات من كتابتها عاجزة أن تفيه حقه وإنما جُهد المُقل فلمثل الشهيد تفيض الكلمات من مخبؤ الفؤاد وتهمي الدموع من مآقيها.


في الأربعاء 24 إبريل-نيسان 2019 02:41:20 م

تجد هذا المقال في موقع التجمع اليمني للإصلاح
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://alislah-ye.net/articles.php?id=539