الجمعة 29-03-2024 00:00:16 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
استثمار الدماء "جريمة وقحة"!
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: 5 سنوات و 7 أشهر و 23 يوماً
السبت 04 أغسطس-آب 2018 06:29 م
    

ليست مذبحة سوق الأسماك في الحديدة الأولى التي تفضح حجم الوقاحة من قبل أطراف في الداخل والخارج تستثمر دماء وجراح وأوجاع اليمنيين بإسفاف وصفاقة وانعدام ضمير. لم تكن دماء التهاميين الطيبين وحدها من تسفك ثم يتاجر بها، بل سبقتها جرائم بشعة ساهمنا بسذاجة وتعاطف أهوج بقبول رواية القتلة وتسويق الأغطية الدولية لها!

مع أن كل مجزرة من هذا النوع تكون كالتالي:

يتم ارتكابها بالتزامن مع جلسة في مجلس الأمن أو قبيل مشاورات برعاية الأمم المتحدة أو قبيل هدنة أو عند انكسار فاضح للمليشيا، حدث ذلك في ارتكاب مجازر تعز التي لا تشبهها جرائم، وفي مذبحة هران أبشع المجازر حتى الآن، وفي مذبحة عرس سنبان.

 

ثانيا: بعد تنفيذ المجازر البشعة تبدأ مليشيا الحوثي ومن يستخدمها عملية الاستثمار "الوقح" حسب وصف وزارة حقوق الإنسان، مثلا في ذمار بعد مذبحة هران بدقائق أعلنوا عن ارتكاب من يصفونهم ب"العدوان" للجريمة، كما في مذبحة عرس سنبان، وبعد إعلانهم هذا يتم ضخ صور بشعة لجثث أطفال ممزقة بعضها صور لقتلى في سوريا لكن عملهم الدعائي لاستثمار الدماء احترافي وبالغ الإتقان للولوغ في دماء الأبرياء، ومع هذا الضخ يتم إصدار بيانات من الهيئات الطبية التابعة لهم ويعقبها بيانات للصليب الأحمر الذي لا ينطق إلا في الجرائم "الاستثمارية الوقحة" فقط؛ حيث يتم تضخيم أعداد الضحايا دون أن يوردوا كشوفات. مثلا في جريمة عرس سنبان قالوا إن عدد الضحايا خمسة وعشرين، ثم ارتفع الى سبعين، ثم إلى خمسين، ولم يتم السماح لنا كصحفيين القيام بالتحقيق والتوثيق، بل شنوا ضدي حملة دعائية وتحريض وملاحقة ووصلتني تهديدات لمن وصفوا أنفسهم بأسر الضحايا وكنت أعرف مصدرها. وقامت مليشيا الحوثي بتصوير ما تريد ثم عملت على طمس آثار الجريمة، ككل جريمة وقد وثقت ذلك في حينه، وعقب توزيع الصور وتضخيم الأعداد بغرض تهويل الحدث لأغراض تعنيهم في استثمار الدماء يتبع ذلك إعلانات مكثفة في الواتس والفيس تطلب بسرعة التوجه للتبرع بالدماء ويتم الإعلان في المساجد، كما حدث في جريمة سنبان، مع أن الذين وصلوا الى المستشفى أقل من خمس أو سبع حالات فقط!، وكل ذلك تهيئة للاستثمار الذي يتم عبر انتشار المكلفين من مليشيا الحوثي "الوقحة" بحشد مقاتلين ضد "العطوان" استغلالا لحالة الغضب الذي تقوم بتوجيهه أجهزتهم الدعائية والتي تسوق الدماء لصالحهم، وآخرين يتوزعون في المحلات التجارية لجمع "مجهود حربي" للانتقام! وكل هذه الخطوات ومن بينها طباعة ملصقات لصور جثث وشعارات ضد التحالف والشرعية تكون جاهزة خلال الدقائق الأولى لارتكاب هذه المذابح!

 

أثناء توثيقي لمذبحة هران الجريمة الأشنع، وثقنا جريمة ارتكبتها مليشيا الحوثي "الوقحة" بالتزامن مع قصف مبنى واحد من المباني الثلاثة في الحديقة بالطيران، كان قصف بقذائف هاون لمنزل "الفلاحي" خلف حديقة هران شرق المدينة، حيث قتل هو وبناته الأربع وزوجته بقذيفة هاون كانت أطلقتها مليشيا الحوثي بالتزامن مع قصف الحديقة لتستثمر الدماء، وهذا ما كنت أوضحته في اللحظة الأولى لارتكاب مذبحة هران منتصف عام 2015م حيث طالبت الأشقاء في التحالف ببث لقطات عملية الطيران والتي تتم تصوير كل الغارات كالعادة ويعرف ذلك تقنيا وفنيا، وسيتضح حينها عدد المباني الذي تم قصفها من قبل الطيران في هران أعني ، وما هي المباني التي قصفتها مليشيا الحوثي بالمدفعية!

 

وتضاف لذلك شهادة جمال المعمري ومن معه في قضية سعي مليشيا الحوثي لتلغيم السجن الذي كانوا فيه تمهيدا لتفجيره وقتلهم وإلصاق الجريمة بالتحالف!

 وهناك شهادات كثيرة لناجين من المختطفين في جرائم متعددة ومن بينها مذبحة معسكر الشرطة العسكرية في صنعاء!

 

للأسف الشديد تقوم مليشيا الحوثي والصليب الأحمر وأطراف دولية باستثمار هذه الجرائم بوقاحة وانحطاط، وحين يتم فضح هذه الجرائم تتوقف الحكومة عن القيام بواجبها في توثيق الجرائم والقيام بتشكيل فريق مسؤول محترف لحمل الملفات واستكمال التحقيق فيها وتسليمها للقضاء المحلي والمتابعة لإدراج تلك الجرائم في دهاليز القضاء الدولي والمؤسسات الدولية "المنافقة" ولو لتخفيف الضغط على الشرعية والمساهمة في إيقاف مهزلة قتل اليمنيين واستثمار دمائهم!

 

للأسف الشديد أيضا يتعامل الأشقاء في التحالف مع أطر ضيقة وربما مشلولة في هذا الجانب؛ أعني في جانب التوثيق لهذه الجرائم ومنع تكرارها على الرغم أنها تبدو مكشوفة وواضحة للعيان، فحينما يغيب الفاعل ابحث عن المستفيد كما هي القاعدة القانونية، ولصيانة دماء اليمنيين يتطلب من التحالف والشرعية إيقاف هذه الجرائم البشعة على الأرض و استثمارها الوقح.

 

وللأسف العريض، ما أسهل استغباء عقول البعض وتحشيدهم مع إعلام المليشيا وتحويلهم الى أبواق دعائية لبيع دمائنا واستثمار أوجاعنا، وتعاطفنا الأهوج مع روايات المليشيا الوقحة، لكن حينما ترتكب مليشا الحوثي جرائم ضد اليمنيين لا تجد إنسانية وغيرة هؤلاء! فكم تعاطفوا مع من قتل تحت التعذيب في سجون الحوثي؟ كم أصدر الصليب الأحمر بيانات ضد أبشع الجرائم والتي هي جرائم ضد الإنسانية تهتز لها الضمائر والوجدان الإنساني؟!

وبالمناسبة هل سمع أحدكم عن جريمة قصف مخيم الخانق في نهم هذا الأسبوع؟!

سلم لي على المتعاطفين مع دماء اليمنيين!